حضارة إيبلا

حضارة إيبلا

اعتمد اقتصاد إيبلا بشكلٍ رئيسيٍّ على المزروعات مثل الشعير والقمح والزيتون والتين والعنب والرمان والكتان.

ـ بقيت المنطقة السورية حتى ستينيات القرن العشرين بعيدةً كل البعد عن الاستكشاف والبحث الذي كان يصب جل تركيزه على بلاد ما بين النهرين ومصر وفلسطين، إلى أن قرر فريقٌ من علماء الآثار الإيطاليين بقيادة العالم باولو ماتيا بأنه لا ينبغي إهمال المنطقة السورية واختاروا موقعًا يُطلق عليه الآن اسم تل مرديخ موجود في شمال سوريا للبدء بعملية الاكتشاف والتحري، فكانت النتيجة النهائية لهذه الأبحاث في عام 1964 حيث اكتشف وجود مستوطنة كبيرة في الموقع عائدة حضارة إيبلا القديمة.

ـ شهد العصر البرونزي الكثير من الحضارات في بلاد ما بين النهرين (العراق الحديث) وخاصةً في الجزء الجنوبي منه الذي كان يعرف باسم بابل قديمًا، وبدأت الاكتشافات من اكتشاف الحضارة السومرية التي ازدهرت وتطورت بفضل اختراع الكتابة، إلى نشوء الإمبراطورية الأكادية (في أعقاب فترة الإمبراطورية السومرية) التي أسسها سرجون وتوسع نفوذها في ذروتها إلى كامل بلاد ما بين النهرين من الشمال الغربي إلى جنوب شرق الأناضول.

حضارة إيبلا

ـ تقع في منطقةٍ تسمى حاليًا تل مرديخ وهي على بعد 33 ميل (53 كم) جنوب غرب حلب في شمال غرب سوريا، امتدت حضارة إيبلا في ذروة نفوذها (حوالي 2600 -2240 قبل الميلاد) على شمال سوريا ولبنان وأجزاء من بلاد ما بين النهرين، وتمتعت بعلاقاتٍ تجاريةٍ ودبلوماسيةٍ مع العديد من الدول البعيدة مثل مصر وفارس والعراق.

اكتشاف حضارة إيبلا

ـ بدأت مجموعةٌ من علماء الآثار الإيطاليين في عام 1964 بالتنقيب في منطقة شمال غرب سوريا تدعى تل مرديخ، إلى أن اكتشفوا في عام 1975 قصرًا يعود تاريخه إلى النصف الثاني من الألفية الثالثة قبل الميلاد يحتوي على الآلاف من الألواح المسمارية (حوالي 14000 لوح) التي كانت محفوظةً على رفوف إحدى غرف القصر، لكنها سقطت على الأرض عندما تم تدمير القصر. احتوت هذه الألواح على جميع تفاصيل الحياة في الشمال السوري الاقتصادية، والسياسية والثقافية والعلاقات بين المنطقة ومصر مكتوبة باللغة المحلية التي كانت منتشرةً في المنطقة والتي تعرف باسم الإيبلايت.

الحُكم في إيبلا

ـ عرفت حضارة إيبلا الحكم من قبل مجلس الشيوخ والتجار برئاسة عددٍ من الملوك المنتخبين، امتدت إيبلا لتحتوي 17 مدينةً بالإضافة إلى إقامة تحالفاتٍ مع العديد من المدن مثل مدينة خمازي التي كانت تابعةً لحضارة عيلام، ومدينة إعمار الموجودة عند ملتقى نهري الفرات وجاليخ.

ـ دلت الأبحاث الحديثة على أنه تم بناء المدينة ضمن سورٍ يحتوي على 4 بواباتٍ ضخمة، واحتوت المدينة على حوالي 30000 شخص.

الاقتصاد في حضارة إيبلا

ـ اعتمد اقتصاد إيبلا بشكلٍ رئيسيٍّ على المزروعات مثل الشعير والقمح والزيتون والتين والعنب والرمان والكتان، بالإضافة إلى تربية الماشية والأغنام والماعز والخنازير.

ـ اشتهرت المنطقة بالأخشاب والفضة مما شجع الصناعات اليدوية، كما اعتمد الاقتصاد على تصدير العديد من المنتجات مثل الأقمشة والمنتجات المعدنية وزيت الزيتون والبيرة والمنتجات الخشبية كونها كانت نقطة عبورٍ تحوي على العديد من الطرق التجارية الهامة إلى كلٍّ من مصر وفارس والعراق وربط هذه المناطق مع الأناضول وقبرص.

اللغة السائدة في إيبلا

ـ تعد اللغة الإيبلايتية اللغة الرسمية في إيبلا ويعود تاريخها إلى الربع الثالث من الألفية الثالثة قبل الميلاد.

ـ تم اكتشافها على الألواح المسمارية التي اكتُشفت في تل مرديخ حيث تشكلت من مجموعةٍ من اللغات السامية الموجودة في المنطقة الشمالية الوسطى مثل اللغة الأمورية، مختلفة بذلك عن اللغات السامية المحيطة بها كاللغة الأكادية.

شارك المقال

مواضيع ذات صلة

أقسام الموقع