الطوارق الشعب الذي يعشق الصحراء

الطوارق الشعب الذي يعشق الصحراء

الطوارق في معظمهم مسلمون، ولكن لديهم بعض الطقوس والمعتقدات التي تتداخل مع الإسلام.

- هم الأمة التي تعيش في منطقة شمال وغرب أفريقيا، من جنوب شرق الجزائر حتى شمال نيجيريا، ومن غرب ليبيا حتى تمبكتو في مالي.

- يقسمون إلى شماليين يعيشون في الصحراء، وجنوبيين يعيشون في السهوب والسافانا، ويقومون بتربية الماشية والإبل ويعيشون حياةً بدويةً شبيهةً بحياة بدو العرب.

تاريخ الطوارق

مرحلة ما قبل الاستعمار

- ينحدر الطوارق من حضارة الجرمنتيون، وهم شعبٌ بربريٌّ أسس مملكةً مزدهرةً في منطقة فزان في ليبيا، وفيما بعد وبسبب وجود الكثير من الغزاة والمستعمرين هاجر الطوارق ببطءٍ إلى الجنوب واعتمدوا في ترحالهم على الجمال التي استقدمتها السعودية إلى الصحراء.

- في أوائل القرن الخامس الميلادي أسست تين هنان والتي يطلق عليها الطوارق لقب أم الجميع مملكةً في جبال الأحجار، ومنذ ذلك الوقت وحتى الاستعمار الفرنسي نظّم الطوارق أنفسهم في اتحاداتٍ، يتكون كل اتحادٍ من عشرات القبائل وكل مجموعةٍ كان لها زعيم يدعى الأمنوكال إلى جانب مجموعة من زعماء القبائل، وهذه المجموعات هي كيل آجار، وكيل آجير، وكيل آير، وأدرار نفوغاس، وأويلميدان ، وكيل جريس.

مرحلة ما بعد الاستعمار

- غزت فرنسا في القرن التاسع عشر الطوارق لاستعمارهم، الذين قاوموا آنذاك الاحتلال الفرنسي لأراضيهم بشتى الطرق، ولكن كفة الميزان لم تكن عادلةً نظرًا لتطور أسلحة الفرنسيين، وحصلت أقوى مقاومة للفرنسيين في جنوب الجزائر، إذ واجهوا قبائل أحجار الطوارق الذين انهزموا في النهاية، وأجبروا على التوقيع على العديد من المعاهدات منها معاهدة مالي عام 1905، ومعاهدة النيجر عام 1917 وأصبحوا خاضعين للحكم الفرنسي.

- كما فرض الاستعمار الفرنسي العديد من القيود السياسية والاقتصادية عليهم وبالأخص على البدو، وأدى ذلك إلى منافسةٍ شديدةٍ على الموارد في منطقة الساحل، وسبّب التصحر ونقص المياه والآبار صراعاتٍ بين الطوارق والدول الإفريقية المجاورة.

- واستمرت الصراعات، إذ قامت انتفاضةٌ في جبال أدرار نفوغاس في مالي بعد الاستقلال عام 1990، كما اصطدم الطوارق مع الحكومة في النيجر وطالبوا بالاستقلال عن وطنهم الأصلي (تينير في النيجر ومنطقة أزواد في مالي)، واستمر الاشتباك في كلا البلدين من أجل الحرية، وراح ضحيته آلاف القتلى، وعملت الحكومة في مالي على إشراك العديد من الوكالات الدولية وإظهار ما قام به الطوارق من جرائم منها منظمة العفو الدولية.

- وبالرغم من توقيع اتفاق في عام 1991 إلا أن الطوارق قد أحسوا بأنهم تسرعوا في الموافقة على هذا الاتفاق وتراجعوا عنه وتابعوا القتال ضد الحكومة، وقُتِل العشرات منهم في تمبكتو في مالي، وتبع ذلك المزيد من العنف والقتال في النيجر ومالي. وبدأت عمليات تطهير مالي من الطوارق وفرّ مئات الآلاف من المنطقة.

- في عام 1993، قامت بعض المجموعات شبه العسكرية من الطوارق بتشويه سمعة الحكومة واتهامها بعدم القدرة على حمايتهم، وارتكبوا بحجة ذلك العديد من الأعمال الإجرامية، مما أدى إلى احتجاجٍ شعبيٍّ عام ضدهم.

 - انتهى الصراع بين الطوارق وقوات الأمن بعد اتفاقي عام 1995 وعام 1996، وبالرغم من ذلك لم يخلُ الأمر من بعض القتال المتقطع كما حدث في النيجر عام 2004 بين القوات الحكومية وبعض مجموعات الطوارق.

دين ولغة الطوارق

- الطوارق في معظمهم مسلمون، ولكن لديهم بعض الطقوس والمعتقدات التي تتداخل مع الإسلام، إذ يعتقدون بأن معظم الأرواح شريرةٌ وتسبب الأمراض.

- كما لا ترتدي نساؤهم الحجاب عند الخروج في الأماكن العامة، ويمتلكن الحق بتوريث ممتلكاتهم لأولادهم، وباستطاعتهن الطلاق من أزواجهن عندما يرغبن بذلك. كما أن رجال الدين المسلمين يقومون بتعليم الأطفال القرآن، ويحتفلون بجميع الأعياد والطقوس الدينية.

- لغة الطوارق الرئيسية هي التماشق، والحروف التي يكتبون بها تسمى التيفيناغ Tifinagh، كما يتحدث العديد منهم أيضًا الهوسا والفرنسية، ويجيدون اللغة العربية بسبب قراءتهم للقرآن الكريم.

لباسهم

- يرتدي أغلب الرجال لباسًا إسلاميًّا طويلًا وحجابًا على وجوههم كرمزٍ لهويتهم الذكورية لاعتقادهم أن الحجاب يحميهم من الأرواح الشريرة، كما أن له طرائقَ مختلفةً لارتدائه وكل طريقةٍ تعبر عن موقفٍ اجتماعيٍّ مختلف، فإذا قاموا بارتدائه مع تغطية الأنف والفم فإن في ذلك تعبيرًا عن الاحترام عند وجود الرؤساء وكبار السن. أما نساؤهم فيرتدين عند زواجهم وشاحًا لتغطية الرأس. في حين يرتدين في الأرياف التنانير والكنزات المطرزة.

 

- في حين أن ملابس طوارق المدن تكون أكثر تنوعًا وأغلبها من القطن المصبوغ.

شارك المقال

مواضيع ذات صلة

أقسام الموقع