سليم الأول خادم الحرمين الشريفين أول خليفة للمسلمين

سليم الأول خادم الحرمين الشريفين أول خليفة للمسلمين

عد انتصار السلطان سليم الأول في معركة مرج دابق خطب له في أول صلاة جمعة صلاها في حلب باعتباره خليفة للمسلمين وسكت العملة باسمه

-تولى سليم الأول عرش الدولة العثمانية في (8 من صفر 918هـ = 25 من إبريل 1512م) خلفا لأبيه بايزيد الثاني الذي تنازل له عن السلطة، وكان أول عمل قام به السلطان الجديد القضاء على الفتن الداخلية التي أثارها إخوته ضده تطلعاً للحكم.

 -شهد عهده مرحلة مهمة وجديدة من الفتوحات الإسلامية، فتوجهت جيوشه للشرق لبدأ حقبة توسع جديدة، وكانت هذه نقطة التحول في السياسة العثمانية، فامتدت رقعة الدولة، وأصبحت دولة آسيوية أوروبية أفريقية.

-أعلن سليم الأول الحرب على الصفويين، وسار بجيوشه من أدرنة متجها إلى تبريز في (22 من المحرم 902هـ = 14 مارس 1514م) ، بعد أن نجح إسماعيل الصفوي بإقامة دولة شيعية في إيران سنة (907هـ = 1502م) وأعلن نفسه ملكا، وجعل المذهب الشيعي هو المذهب الرسمي لإيران بعد أن كانت تتبع المذهب السني، وبدأ يتطلع إلى توسيع مساحة دولته، فاستولى على العراق، وأرسل دعاته لنشر المذهب الشيعي في الأناضول، التقى الجيشان في وادي جالديران في (2 من رجب 920 هـ = 24 أغسطس 1514م) وكانت معركة هائلة حسمت فيها المدفعية العثمانية النصر للسلطان سليم الأول، وفر الشاه إسماعيل الصفوي، وتمزق جيشه، ودخل السلطان سليم تبريز حاضرة الصفويين في الرابع عشر من رجب، وأثمر هذا النصر عن ضم أرمينية الغربية، وما بين النهرين، وتبليس، وديار بكر، والرقة والموصل.

-الدولة المملوكية التي تحكم مصر والشام أصابها الوهن، ودب في أوصالها الضعف والانحلال، وأصبحت غير قادرة على مواجهة الخطر البرتغالي المتنامي في الخليج العربي، حتى بلغ من اغترارهم بقوتهم أنهم أعلنوا عن عزمهم على قصف مكة والمدينة، الأمر الذي دفع السلطان سليم ليقود جيوشه الجرارة ناحية الشام، والتقى بالمماليك عند مرج دابق بالقرب من حلب، وكان السلطان الغوري قد علم بأنباء تحركات العثمانيين فخرج من مصر لمواجهة هذا الخطر الداهم الذي يهدد دولته، واشتعلت المعركة في يوم (الأحد الموافق 25 من رجب 922هـ = 24 أغسطس 1516م) وكان النصر حليف العثمانيين، في الوقت الذي قتل فيه السلطان الغوري، وتفرق جيشه ورحل من بقي منه إلى مصر، ثم تساقطت المدن الرئيسية في أيدي العثمانيين تباعا، مثل: حلب، وحماه، وحمص، ودمشق، وفلسطين، وغزة، ثم دخل السلطان سليم الأول مصر وانتصر على السلطان (طومان باي) آخر سلاطين دولة المماليك الشراكسة في معركة الريدانية في (29 من ذي الحجة 922هـ = 23 من يناير 1517م) ودخل العثمانيون القاهرة، وقضوا على كل محاولة للمقاومة التي انتهت بالقبض على طومان وإعدامه، لتطوى بذلك صفحة دولة المماليك.

- استقبل السلطان سليم الأول وفدا من أعيان الحجاز بعث به الشريف بركات أمير مكة المكرمة، وكان على رأس هذا الوفد ابنه أبوغي حاملا رسالة من والده، يعلن فيها قبوله أن تكون الحجاز تحت السيادة العثمانية، وأعطاه مفاتيح الكعبة المشرفة، وبعض الآثار النبوية الشريفة كالعلم النبوي، وقوس وسهم، وشعيرات من لحيته صلى الله عليه وسلم، كما دخلت بعض مناطق اليمن تحت السيادة العثمانية. بذلك دخلت الأقاليم الإسلامية الأربعة؛ مصر والشام والحجاز وبعض مناطق اليمن تحت الحكم العثماني فأصبح البحر الأحمر بحيرة عثمانية، وتدعم الوجود الإسلامي فيه، وتم إيقاف محاولات البرتغاليين للسيطرة عليه، وساد الأمن والأمان على مياهه حيث أغلقت مياهه في وجه السفن المسيحية.

-أصبحت الدولة العثمانية تضم الأماكن المقدسة؛ المسجد الحرام حيث الكعبة المشرفة، والمسجد النبوي الشريف بالإضافة إلى المسجد الأقصى في فلسطين، وقد أضفى كل هذا على الدولة زعامة دينية، وأضيف إلى ألقاب السلطان العثماني سليم الأول لقب (حامي الحرمين الشريفين أو خادم الحرمين الشريفين)، وصار لقبا لكل من جاء بعده من الخلفاء العثمانيون.

-بعد انتصار السلطان سليم الأول في معركة مرج دابق خطب له في أول صلاة جمعة صلاها في حلب باعتباره خليفة للمسلمين وسكت العملة باسمه، وأصبحت الدولة العثمانية هي مركز الثقل في العالم، وأصبح سلطانها هو خليفة المسلمين لا ينازعه في هذا اللقب أحد.

- توفي الخليفة سليم الأول بعد أن قضى في الحكم تسع سنوات سنة (926هـ = 1520م)،، بعد أن عاد إلى اسطنبول في 25 يوليو/ تموز 1518، بعد حملة استغرقت عامين، ليبدأ في أبريل/ نيسان 1519، بتزويد الأسطول العثماني بسفن جديدة وصناعة مدافع للقوات البحرية استعدادًا لحملة رودوس، ثم غادر إلى أدرنة في 18 يوليو/ تموز 1519 بعد انتشار وباء الطاعون في إسطنبول، إلا أن حالة الصحية بدأت بالتدهور على الطريق ولم يستطع الذهاب أبعد من جورلو (بلدة بين إسطنبول وأدرنة)، بسبب ورم كبير في ظهره، حيث توفي في 22 سبتمبر/ أيلول 1520.

شارك المقال

مواضيع ذات صلة

أقسام الموقع