السلطان إبراهيم الأول رائد الإصلاحات الاقتصادية

السلطان إبراهيم الأول رائد الإصلاحات الاقتصادية

اتجه إلى الاقتصاد في نفقات الجيش والأسطول، وإصلاح النقد، وإقامة النظام الضرائبي على أسسٍ جديدة

-السلطان العثماني إبراهيم الأول، ولد في 12 شوَّال سنة 1024 (الموافق 4 نوفمبر سنة 1615)، بن أحمد الأول، بن محمد الثالث، بن مراد الثالث، بن سليم الثاني، بن سليمان القانوني، بن سليم الأول، بن بايزيد الثاني، بن محمد الفاتح، بن مراد الثاني، بن محمد الأول جلبي، بن بايزيد الأول، بن مراد الأول، بن أورخان غازي، بن عثمان بن أرطغرل، تولى الحكم بعد أخيه مراد الذي لم يعقب ذكورًا، ولم يبقَ بعد موت السلطان مراد الرابع من نسل آل عثمان سوى أخيه السلطان إبراهيم، الذي كان مسجونًا مدَّة سلطنة أخيه.

-كانت الأحوال الداخلية شبه مستقرة بسبب إصلاحات أخيه مراد الرابع نحو الإنكشارية، وتجديد الجيش، فاتجه إلى الاقتصاد في نفقات الجيش والأسطول، وإصلاح النقد، وإقامة النظام الضرائبي على أسسٍ جديدة.

-استطاع الصدر الأعظم قرَّة مصطفى باشا في عهده أن يوقف تدخل النساء في شئون السلطنة، وتمكن من القضاء على محاولات رجال البلاط السلطاني لإفساد الدولة، وقضى على العابثين والمفسدين وقاطعي الطريق في مختلف الولايات.

-كانت جمهورية البندقية تهيمن على جزيرة كريت وعلى الحركة التجارية في بحر إيجة، مستغلين الصلح مع الدولة العثمانيَّة، فعزم السلطان على تدمير نفوذ البنادقة في الشرق، فجُهِّزت الجيوش والأسطول، وأُعلنت الحرب على البنادقة، واعتقل جميع البنادقة في طول البلاد وعرضها، وأمر بمصادرة أموالهم وممتلكاتهم، ثم سير حملةً إلى جزيرة كريت عام (1055هـ=1645م) واستولت على أجزاء منها.

-كان السلطان غير ميال لمحاربة النمسا فاطمأن خاطرها، وأوعز لأمير ترنسلفانيا بكف العدوان عنها، لكن كان من جهة أخرى محافظًا على كرامة الدولة غير متراخٍ في معاقبة من يمسها بسوء أو يتعدَّى حدودها؛ ولذلك افتتح حروبه الخارجية بإرسال جيش جرار إلى بلاد القرم لمحاربة القوزاق الذين احتلوا مدينة آزاق، فحاربهم العثمانيون وأبلوا فيهم بلاءً حسنًا، واستردوا المدينة منهم بعد أن أحرقوها، وذلك سنة 1642.

-قتل قادة الانكشارية السلطان إبراهيم، بعد أن تناهى إلى مسامعهم أنه يريد أن يفتك برؤوسهم في ليلة زفاف إحدى بناته على ابن الصدر الأعظم؛ لتذمرهم وانتقادهم أعماله، ورغبتهم في التداخل في شئون الدولة والخروج عن حدودهم، فتآمروا على عزله، واجتمعوا بمسجد يقال له "أورطه جامع"، وانضم إليهم بعض العلماء والمفتي عبد الرحيم أفندي، وأهاجوا عساكر الانكشارية والسباة، وقرر الجميع عزله وتولية ابنه محمد الرابع المولود في 29 رمضان سنة 1051 (الموافق أوَّل يناير سنة 1642م)؛ وهو لم يتم السابعة من عمره بعد، وقع ذلك يوم 18 رجب سنة 1058 (الموافق 8 أغسطس سنة 1648)، وبعد ذلك بعشرة أيام أظهر السباه عدم ارتياحهم من الملك الطفل، وطلبوا إعادة السلطان إبراهيم إلى عرش الخلافة؛ فخشي رؤساء الانكشارية الذين عزلوه من تغلب السباه وإرجاعه رغم أنفهم، وصمموا على قتله، فساروا إلى السراي ومعهم الجلاد قره علي، وقتلوه خنقًا كما قتلوا السلطان عثمان الثاني من قبله، فكانت مدة حكمه 8 سنين و9 شهور.

شارك المقال

مواضيع ذات صلة

أقسام الموقع