نظريات دراسة الثقافة

نظريات دراسة الثقافة

الثقافة أكثر الموضوعات تنوعا لذا طرق دراساتها ومناهجها متنوعة

-النظرية التطورية

تنطلق نظرية التطور الثقافي من فكرة أساسية وهي تطور العناصر والسمات الثقافية كما تتطور العناصر الموجودة في هذا الكون، ورغم أن فكرة التطور قديمة قدم الإنسان فقد تحدث عنها فلاسفة اليونان والعلماء العرب والمسلمون وغيرهم، إلا أن نضوج النظرية بدأ بعد ظهور دراسات داروين حول أصل الأنواع، وتفصيله لفكرة التطور لدى الكائنات العضوية، ثم تم نقل هذه الرؤية إلى العلوم ا لإنسانية وتم تطبيق هذه الرؤية على الثقافة بالتحديد وعلى تطور نمط حياة المجتمعات بشكل عام، ولهذا نجد ظهور العديد من النظريات التي تناولت هذه الفكرة حتى أصبحت التطورية مدرسة متكاملة تحتوي على عدد هائل من النظريات وليس نظرية واحدة فقط.

-النظرية الانتشارية

تعتقد النظرية الانتشارية؛ أن انتشار السمات الثقافية بين الثقافات المتباعدة والقريبة يساعد على تهيئة الشروط الكفيلة بإحداث التغير الثقافي، والانتقال من مرحلة إلى أخرى، ومن ثم أبرزوا أهمية الاتصال الثقافي أو التفاعل بين الجماعات، وبالتالي انتقال السمات الثقافية من مجتمع لآخر، وفي إطار المدرسة الانتشارية توجد ثلاث مدارس رئيسية هي:

*المدرسة البريطانية وتمثلها (إليوت سميث) و  (وليام بيرى) و  (ريفرز)، وترى أن هناك مركزا رئيسيا للحضارة هو مصر التي عرفت الزراعة وبناء الأهرامات وعبادة الشمس، ومنها انتقلت هذه الثقافة إلى الكثير من أنحاء العالم

*المدرسة النمساوية ويتزعمها (جروبينر) و (شميدت)، حيث ترى وجود دوائر ثقافية أو بؤرا ومراكز حضارية متعددة وليس مركزا حضاريا واحدا وهذه الدوائر تشترك في سمات ثقافية واحدة، وتشتد أو تزداد كثافة هذه السمات كلما كانت أقرب إلى المركز.

*المدرسة الأمريكية، ويمثلها (كلارك ويسلر) و (كروبير وكلاكهو ن)، وهي تؤيد فكرة أن الملامح المميزة لثقافة ما وجدت أولا في مركز ثقافي جغرافي محدد، ثم انتقلت إلى مناطق أخرى، وترى إمكانية التطور المتوازي المستقل وأن الناس مبتكرين بطبعهم.

النظرية الوظيفية

يعتبر رواد هذه المدرسة أنه إذا عرفنا وظيفة النظام فإننا نستطيع تفسيره وفهمه، ولذلك فإن الوظيفة تستخدم للإشارة إلى الحاجات الأساسية أو الاحتياجات التي ينبغي إشباعها حتى تستمر الجماعة في الوجود، ونستطيع من خلال الوظيفة إدراك أن النظم تقام وتؤسس كأنماط سلوك تتواءم مع معايير وقيم محددة، وبهذا المعنى نجد أن النظم لا تشمل فقط المعدات الفنية المستخدمة في المجتمع من أجل حياته اليومية؛ بل وأيضا كل الأفكار الروحية التي تميز أخلاقيته ودينه وقوانينه التي تستطيع من خلالها تنظيم فكره وسلوكه.

شارك المقال

مواضيع ذات صلة

أقسام الموقع