مقومات المجتمع الإسلامي في عهد النبوة

مقومات المجتمع الإسلامي في عهد النبوة

الإسلام وضع مجموعة من الأسس والمقوِّمات التي تقيم مجتمعاً صالحاً مصلحاً

-كان النظام الاجتماعي قبلَ بعثة الرسول الكريم محمد –صلى الله عليه وسلم- في الجزيرة العربية قائم على أعراف قبلية تتيح للقي أن يتغوّل على مقدرات الضعيف، كما اختلطت فيهم القيم والمفاهيم، فتحوَّلت الشجاعة فتكًا وهمجيةً، وأضحى الجودُ تبذيرًا وإسرافًا، والذكاءُ خفَّةً وخداعًا، والعقل وسيلة للتفنُّن في ابتكار الجنايات وإرضاء النزوات.

-جاء الإسلام بالرسالة السمحى، ووضع مجموعة من الأسس والمقوِّمات التي تقيم مجتمعاً صالحاً مصلحاً، وليُحدِّد من خلالِها صورتَه الجديدة التي ترتكزُ في بنائها على فلسفةٍ واضحةِ المعالِم والأهداف، تنقل هذا المجتمع الجاهلي إلى حال يشعر فيها الفرد بكِيانِه وكرامته وقيمته، ويُدرِك حقيقةَ وجودِه على الأرض، فيتولَّد من هذا الشعور الجديد أفرادٌ صالحون، يكونون في مجموعِهم المجتمعَ الإسلامي.

مقومات المجتمع المسلم

-الإيمان بوحدانية الله، كي تجتمعَ قلوب المجتمع على الإيمان بحقيقة الإله الواحد الأعظم، الذي له من الصفات والمُمكِنات ما لا يتساوَى به غيره من الآلهة التي تُعبَد من دونه، وبها يُشرَك به في عوم الجزيرة العربية.

-التضامن؛ القائم على ركيزة الألفة والمحبة والصفاء والوُدِّ، وإخلاص السريرة بين طيَّات قلوب أفراد المجتمع، ولقد كان لهذا أثرُه المحسوس في سرعة الامتزاج والاندماج بين الأفراد بعضهم بعضًا في مظهر الإخاء الكامل، الذي كان له السماتُ البارزة في القضاء على الفوارق الاجتماعية، وإزالة الحواجز النفسية، والموانع العصبية، فمُحِيَت فيه كلُّ صفات الفردية والأنانية وحب الذات.

-الضوابط الأخلاقية، وضع الإسلام الآداب السلوكية والأخلاقية التي تضبط سير الأفراد فيه سيرًا هادئًا مهذبًا ومنظمًا، ففي مجال السلوك الفردي على سبيل المثال شُرِع الاستئذان عند إتيان البيوت وفي داخلها، كما وُضِعت الحدود في الجرائم الاجتماعية، وشددت تشديدًا يتناسب مع صيانة حياة كلِّ فرد وماله وحرماته، فشرع القِصاص في القتل والجروح؛ حمايةً لأفراد المجتمع، وصيانة لأرواحهم.. وهكذا.

-الشورى؛ الذي يُوصَف بأنه أعظم المبادئ الدستوريةً، قدم أروع نظام سياسي عرَفتْه البشرية الذي تحكمه وحدة القيادة التي تمثل المجتمع، ويسوده العدل وتترابطَ فيه المصالح، وتتوحد الأهداف، وتتشابك العَلاقات الإنسانية والاجتماعية.

-الإحسان إلى الأقليات؛ فالمجتمع الإسلامي في عهد النبوة لم يكن مجتمعًا إسلاميًّا صرفًا، وإنما كان يحوي أفرادًا آخرين لا يؤمنون بالنبي –صلى الله عليه وسلم-، كما أن هناك أفراداً من الديانات السماوية السابقة الذين اصطلح على تسميتهم بـ"أهل الذمة" وكان الرسول الكريم حدَّد عَلاقاته مهم بأشكال تجعلهم جزءا من المجتمع من خلال المعاهدة والمبايعة المشروطة، بحيث تكون العلاقة التي تربطهم بالمجتمع على شكل ما يطلح عليه في العصر الحديث بـ"المواطنة".

 

شارك المقال

مواضيع ذات صلة

أقسام الموقع