عادات الشعوب وتقاليدهم في رمضان: العراق

عادات الشعوب وتقاليدهم في رمضان: العراق

كثرةُ التزاور فيما بين العائلات في رمضان، وإقامة الولائم العائلية المتبادلة، ففيه تنشط حركة صلة الأرحام

-اجتماع الأسرة على مائدة الإفطار هو القاسم المشترك بين كل الشعوب المسلمة في العالم، وبين هذه الشعوب تباين في العادات والتقاليد والاعراف الاجتماعية التي تتعامل مع الشهر الفضيل، الذي تجمع الأمة على تقديسه وتعظيم شعائره، وفي هذا الجزء ترصد الموسوعة تقاليد الشعوب الإسلامية حول العالم.

-قراءة القرآن في شهر رمضان وفي غير رمضان عبادة أصيلة وقربة لله لها فضيلة، غير أنها تتحول في الشهر الفضيل إلى أمر لازم لكل عراقي، فأصحاب الاعمال والانشغالات الكثيرة، ومن اقعده الكسل وضعفت به الهمة، ومن شغلته الغفلة عن هذه الفضيلة، ينتبه لها مع إعلان دخول الشهر، ومن المعروف لدى أصحاب المكتبات والعالمين في مجال هذا النوع من التجارة ان الطلب في رمضان على اقتناء المصاحف يرتفع بشكل مبير جداً.

-المساجد تمتلئ بالمصلين وتعيش أجواءً مميَّزة، ويعمل القائمون عليها على صيانة دورية مكثَّفة للإنارة وأجهزة التبريد، كما أنَّ المساجد تَنشَط في مُسابقات فكريَّة توزَّع خلالها جوائزُ ومصاحف وكتبٌ للفائزين في جوٍّ إيمانيٍّ وتنافُسي ممتع، إلى جانب دروس الوعظ اليومي التي تكون في الغالب بعد صلاة العصر.

-ومن بين العادات الرمضانية تبادل الأكلات بين الأهل والجيران، حيث تقوم كل عائلة بإرسال طبق معين من الأكلات إلى جيرانها، ويتم إخراج الطعام قبل الإفطار إلى الجيران، فيحصل تبادلٌ رائع بأطباق الطعام المختلفة، حتى تجد البيوت على سفرة طعامها في بعض الأيام أطباق منوعة مما لذ وطاب من الأكلات العراقية الشهية، وقد يتجاوز عدد هذه الاطباق ما أعدته الأسرة لنفسها.

-كثرةُ التزاور فيما بين العائلات في رمضان من أقارب وأصدقاء وجيران، وإقامة الولائم العائلية المتبادلة، ففيه تنشط حركة صلة الأرحام خلال أيامه المباركة، وعند بلوغ العيد تكون الرحام قد وصلت بشكل كامل، حتى الاشخاص المتباعدين في المدن أو البلدان المختلفة يتم التواصل بينهم عبر وسائل الاتصال الحديثة، وقد وفرت وسائل الاعلام الاجتماعي والتقنية الحديثة، امكانات اضافية حيث يتم التواصل بالصوت والصورة وقد تسهر بعض العائلات المتباعدة عن بعضها عبر وسائل التكنلوجيا سهرة عائلية جميلة يتقاسم فيها الأطراف الحاضرة فيزيائيا مع أقاربهم البعيدين أطراف الحديث والسمر.

-وتتميَّز المائدة العراقية بتنوع الأكلات الشهية التي يختص بعضها برمضان، وتتقدم شوربة حساء العدس مائدة معظم العائلات، إلى جانب اللبن البارد، وعصير التمر هندي او الزبيب، والبرياني، والمقلوبة، ومرقة الباميا، والدليمية، والدولمة، والكبة الحلبية.

-وللألعاب الشعبية نصيب من رمضان، واشهرها على الإطلاق (لعبة المحيبس) التراثية التي تستهوي العراقيين من لاعبين ومشجعين، وتمارس في الأحياء والمقاهي الشعبية منذ مئات السنين، تجري اللعبة بين فريقين؛ كل فريق يتكون من عدد من الأشخاص قد يتجاوز العشرين، ويجلس الفريقان بصورة متقابلة بشكل صفوف، ويقوم أحد أشخاص الفريق الأول بوضع خاتم (محبس) بيد أحد أشخاص فريقة، ويتم اختيار أحد الأشخاص من الفريق الثاني ليعرف (يحزر) مكان الخاتم، ويتم تسجيل النقاط لكلا الفريقين حسب عدد المرات التي تمكن خلالها من معرفة مكان الخاتم، والفريق الذي يحقق الحد الأعلى من النقاط (21 نقطة) هو الفائز.

 -"المسحرجي" شخصية فلكلورية لازالت تجوب ليالي رمضان رغم الحداثة والتطور التقني، ورغم التطور الحاصل بوسائل الاتصال، إلا أن "المسحرجي" ظل مستمراً يعمل في بغداد والمحافظات وكثير من مدن العالم العربي والإسلامي، ويسمى في العراق بـ"المسحرجي"، أو "أبو طبل"، أو "أبو طبيلة" كما يسميه أبناء الجنوب وخصوصا محافظة البصرة.

-يبدأ الناس بالاستعداد لاستقبال عيد الفطر المبارك، في الثلث الأخير من شهر رمضان، من خلال تزيين البيوت لاستقبال المهنئين من الجيران، الأقارب، والأصدقاء، وتقوم ربات البيوت بصنع (الكليجة) وهي معجنات مميزة تحشى بالجوز واللوز والتمر والسمسم وأشياء أخرى، لتقديمها مع القهوة أو العصائر للضيوف الذين يأتون في العيد، كما يتم تجهيز ألعاب الأطفال (المراجيح، الزحليكات، دولاب الهواء) في الساحات والمناطق الشعبية.

شارك المقال

مواضيع ذات صلة

أقسام الموقع