عادات الشعوب وتقاليدهم في رمضان: الهند

عادات الشعوب وتقاليدهم في رمضان: الهند

للأطفال مكانة خاصة في رمضان، حيث يتقاطرون نحو المساجد ويحضروان صلواتها الخمس والتراويح

-اجتماع الأسرة على مائدة الإفطار هو القاسم المشترك بين كل الشعوب المسلمة في العالم، وبين هذه الشعوب تباين في العادات والتقاليد والاعراف الاجتماعية التي تتعامل مع الشهر الفضيل، الذي تجمع الأمة على تقديسه وتعظيم شعائره، وفي هذا الجزء ترصد الموسوعة تقاليد الشعوب الإسلامية حول العالم.

-يشكل المسلمون في الهند ثاني تجمع إسلامي بعد مسلمي أندونسيا، حيث يبلغ عددهم فيها قرابة (150) مليون مسلم، من إجمالي عدد سكان الهند، البالغ عددهم أكثر من مليار نسمة، ونسبة المسلمين إلى عدد السكان حوالي 15%، وهم يشكلون الديانة الثانية في الهند بعد الديانة الهندوسية، والمسلمون وفقا للدستور والقوانين الهندية يتمتعون بجميع الحقوق المدنية، وتسهل الدولة الهندية للمسلمين إقامة شعائرهم بحرية وأمان في المناطق التي يشكلون فيها أغلبية.

-قبل قدوم رمضان، تحديدا في رجب وشعبان، تستعد الأمهات والجدات في تنظيف البيوت وفي تنظيف كل ما تملك الدار من الأدوات المنزلية، من غسالة وثلاجة وخلاطة والسخانة، ينظفن كلها بدقة وعناية كبيرة، ويحددن لهذه العملية الرمضانية يوما، حتى يشترك فيها الأطفال والرجال والنساء، وهذه العادة تختلف حسب اختلاف المناطق، لا سيما في المناطق التي تتميز بأغلبية المسلمين أمثال بنغال، وأوتار، برديش، وكيرالا، وآسام.

-ليلة التاسع والعشرين من شعبان، يعتمد مسلمو الهند على القضاة الشرعيين الذين لهم الحق في إعلان بداية شهر رمضان، وللشهر الفضيل في الهند طابع خاص، حيث تضاء المساجد ومآذنها، وتكثر حلقات القرآن، وتمتلئ المساجد بالمصلين، وتتجدد حياة المسلمين في هذا الشهر الذي يكسر عاداتهم اليومية، ويخرق كثيرًا مما ألفوه واعتادوه .

-للأطفال مكانة خاصة في رمضان، حيث يتقاطرون نحو المساجد ويحضروان صلواتها الخمس والتراويح جماعة، وأحيانا يقوم بعض الأثرياء بتوزيع الهدايا والجوائز للأطفال الذين واظبوا وتعودوا المساجد تشويقا وتحفيزا على أداء الصلوات والعبادات، وأحيانا تجري منافسات بينهم في ممارسة الصوم في سن مبكر.

-"المسحراتي" لا يزال يؤدي دوره في مدن مسلمي الهند؛ حيث يطوف كل واحد منهم على الحي الذي وكِّل به، ليوقظ الناس قبل أن يدركهم أذان الفجر، ومع نهاية شهر رمضان تُقدم له الهدايا والأعطيات وما تجود به أيدي الناس، ويفضل الهنود على السحور تناول الأرز والخبز، فهما غذائهما الرئيس.

-أما الإفطار فيكون على السنة (الماء مع التمر) وبعضهم يفطر بالملح الخالص؛ عملاً بقول تذكره بعض كتب الحنفية أن من لم يجد التمر أو الماء ليفطر عليه، يفطر على الملح، وهي عادة لا تعرف إلا بالهند؛ وتشتمل مائدة الإفطار الهندية على الأرز وطعام يسمى (دهى بهدى) يشبه الفلافل مع الزبادي: والعدس المسلوق، وطعام يُطلق عليه اسم (حليم) و (الهريس) وهو يتكون من القمح واللحم والمرق، وكل هذه الأنواع من الطعام يضاف إليها الفلفل الحار .

-تحضِّر بعض الأسر المسلمة في ولاية (كيرالا) جنوب الهند، مشروبًا يتكون من؛ الأرز والحلبة، ومسحوق الكركم وجوز الهند لوجبة الإفطار، ويشربونه بالملاعق المصنوعة من قشور جوز الهند، معتقدين أن هذا المشروب يزيل تعب الصوم، وينشِّط الصائم للعبادة ليلاً.

-للجمعة الأخيرة من رمضان خصوصية عند مسلمي الهند إذ يسمونها جمعة الوداع، ويعتبر المسلمون هناك هذه الجمعة مناسبة عظيمة للاجتماع والالتقاء، فترى الجميع قد حزم أمتعته، وشد رحاله إلى أكبر مسجد في مدينة حيدر آباد الذي يسمى عندهم بـ(مكة مسجد) حيث تجتمع في هذا المسجد أعداد غفيرة من المسلمين بحيث تصل صفوف المسلمين وقت أداء الصلوات قرابة ثلاثة كيلو مترات من كل جانب من جوانب المسجد، ولأجل هذا الاجتماع تغسل الشوارع والساحات المجاورة ويُمنع مرور ، ويبقى هذا الحظر ساريتاً إلى ما بعد صلاة الجمعة.

شارك المقال

مواضيع ذات صلة

أقسام الموقع