يوزع الموريتانيون شهر رمضان إلى ثلاث عشريات، يطلقون عليها تسميات مستوحاة من بيئتهم البدوية
-اجتماع الأسرة على مائدة الإفطار هو القاسم المشترك بين كل الشعوب المسلمة في العالم، وبين هذه الشعوب تباين في العادات والتقاليد والاعراف الاجتماعية التي تتعامل مع الشهر الفضيل، الذي تجمع الأمة على تقديسه وتعظيم شعائره، وفي هذا الجزء ترصد الموسوعة تقاليد الشعوب الإسلامية حول العالم.
-يوزع الموريتانيون شهر رمضان إلى ثلاث عشريات، يطلقون عليها تسميات مستوحاة من بيئتهم البدوية، فيسمون العشرية الأولى "عشرية الخيل"؛ ربما لكونها تنقضي بسرعة، وعلى العشرية الثانية "عشرية الإبل"، أما الثالثة والأخيرة فيسمونها "عشرية الحمير"؛ لأنها تمر بطيئة على الصائمين الذين أخذ منهم التعب أيما مأخذ.
-يتصف شهر رمضان الكريم في موريتانيا بعادات وتقاليد خاصة، ومنها عادة "زغب رمضان"، وهي عبارة عن حلاقة شعر رأس الأولاد وأحياناً الكبار، حيث يترك الشعر دون حلاقة مع اقتراب الشهر الكريم، ثم يحلق بمجرد بدئه، ومع بداية شهر رمضان الكريم، تستقبل محلات الحلاقة في موريتانيا أعداداً كبيرة من الزبائن، كما هو الحال في المدن الكبيرة، وفي الأغلب يكون الطلب على الحلاقة للصغار بنسبة أكبر.
-يؤخر الموريتانيين في رمضان العديد من الأمور والمناسبات السعيدة، مثل عقود الزواج، والدخول للمنازل الجديدة، وختان الأبناء، وفي القرى الريفية لقوميتي "الفولان" و "السوننكي" تجرى عمليات ختان جماعية، ويطوّف الأطفال يومها داخل القرية وسط مظاهر احتفالية يكون فيها لجماعات المغنين والموسيقيين الدور الأبرز.
-تقام صلاة التراويح في المساجد والساحات العامة؛ حيث يقبل على حضورها الكبار والصغار والذكور والإناث، ويحيي الموريتانيون أيام وليالي رمضان بإقبال كبير على المساجد التي تبدأ مجالس التدريس والمدارسة فيها بعيد صلاة الظهر، وتخصص الجلسات العلمية بعد الظهر للفقه، وبعد العصر لتفسير القرآن الكريم، في حين يحرص آخرون على ختم صحيح البخاري في كل رمضان.
-للموريتانيين عاداتهم الغذائية الخاصة في رمضان، فوجبة "الطاجين" المشكلة من لحوم وخضراوات (البطاطا والبصل)، هي الغالبة على المائدة عند الإفطار، مصحوبة بالحساء المعد من دقيق الذرة أو الشعير أو الدخن وأحياناً من الخضراوات المطحونة، التي يطلقون عليها "سوب"، وبعد التراويح يتناولون وجبة الكسكس واللحم للعشاء.
-من المشروبات التي يفضلها الموريتانيون في إفطارهم"الزريق"، الذي هو عبارة عن مشروب معد من اللبن أو الرائب المخلوط بكميات من الماء والسكر، ويفضل أن يقدم في أوانٍ خشبية يدعونها "القداح"، وفي السحر يكون "الزريق" وشيء من الأرز المسلوق مع الحليب، وكذلك شراب "البيصام"، الذي يسود الاعتقاد بأن له مزايا صحية وأنه مزيل للعطش، وهو مشروب أفريقي أحمر اللون، يتم إعداده من خلال نقع عشبه في الماء الساخن، ثم تبريده وتحليته.
-تقام السهرات والمدائح في الساحات العامة، وتعقد مجالس السمر حيث يتبارى الشعراء وتجرى المسابقات في مختلف صنوف المعارف الشرعية من فقه وسيرة ونحو وغيره، ويتطوع بعض الشباب للقيام بمهام إيقاظ الناس للسحور، مستخدمين دفوفاً يقرعونها لتنبيه النائمين؛ حيث يجوبون الأزقة مرددين عبارة: "تسحروا يا عباد الله فإن في السحور بركة".
اتصل بنا الآن 
راسلنا عبر البريد 
