الانقراضات الكبرى في تاريخ الأرض

الانقراضات الكبرى في تاريخ الأرض

يحدث الانقراض الجماعي عندما تزداد معدلات انقراض الأنواع المختلفة خلال فتراتٍ زمنيةٍ قصيرةٍ جدًا

- مرَّت الأرض بالعديد من التغيرات منذ تكونها، وعاشت عليها الكثير من الحيوانات والأنواع النباتية ولكنها جميعًا انقرضت في أوقاتٍ وعصورٍ مختلفة، وشملت دورة الحياة على سطح الأرض خمسة انقراضاتٍ دُعيت الانقراضات الكبرى، وهي الانقراضات الجماعية، وآخرها كان الانقراض الجماعي الخامس، ما يعني أنَّ الأرض مرت بخمسة انقراضاتٍ جماعيةٍ.

ما هو الانقراض الجماعي

- يحدث الانقراض الجماعي عندما تزداد معدلات انقراض الأنواع المختلفة خلال فتراتٍ زمنيةٍ قصيرةٍ جدًا، فتتسبب في فقدان ما يزيد عن ثلاثة أرباع الأنواع الموجودة على الأرض خلال هذه الحقبة الزمنية القصيرة.

أسباب الانقراضات الجماعية

- بمرور الوقت تتطور الحياة على سطح الأرض، وهذه قاعدة الحياة بشكلٍ عام، فعندما تتغير الظروف على سطح الأرض من درجات الحرارة وظروف الجو والمياه، يزداد معدل التطور، وتختفي الأنواع على نطاقٍ واسعٍ، وتستبدل بأنواعٍ جديدةٍ أكثر تكيفًا مع الظروف الجديدة، وغالبًا ما تحدث الانقراضات الجماعية بسبب تغير المناخ أو اصطدام الأجسام الفضائية أو الانفجارات البركانية الضخمة أو ربما مزيجٌ من هذه الأسباب.

الانقراضات الجماعيّة الكبرى

- شهدت الأرض حتى الآن خمسة انقراضاتٍ جماعيةٍ، وها هي الآن تستعد للانقراض الجماعي السادس، وهذه الانقراضات بالترتيب هي:

الانقراض الجماعي الأول

- وهو يُسمى الانقراض الاوردوفيشني وحدث هذا الانقراض قبل 444 مليون عامٍ مضى، وفقدت الأرض خلاله 86 % من الأنواع، أغلبها كان من المخلوقات البحرية، واستمر هذا الانقراض حوالي مليون عامٍ، ويُعزى سبب هذا الانقراض لحلول عصرٍ جليديٍّ قصير ولكنه كان شديدًا، تسبب في انخفاض مستويات سطح البحر، فامتصت صخور السيليكا المكشوفة غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، فكان ذلك التأثير السلبي على الكوكب، والذي تسبب في نهاية المطاف بحدوث فاجعةٍ كبرى وهو الانقراض الجماعي الاوردوفيشني.

الانقراض الجماعي الثاني

- ويُسمى الانقراض الديفوني المتأخر وحدث قبل 375 مليون عام مضى، حيث فقدت الأرض خلاله حوالي 75 % من الأنواع، أغلبها كانت الأنواع التي ظهرت في الانفجار الكامبري قبل 550 مليون عام مضى، ونجت هذه الأنواع من الانقراض الجماعي الأول بفضل أجسادهم القوية، فقد كانت تتمتّع بدروعٍ شائكةٍ وعيونٍ متعددة، ولكن لم يحالفها الحظ هذه المرة.

- ويعتقد معظم العلماء أن السبب وراء هذا الانقراض كان النباتات البرية التي انتشرت على الأرض وقتها، وامتازت هذه النباتات بجذورها العميقة في الأرض، والتي كانت تطلق المغذيات في المحيط، فتستفيد منها الطحالب التي كانت تعيش في الماء وقتها، فتنمو وتمتص الأكسجين من الماء، مما يقلل حصة الكائنات البحرية الأخرى من الأكسجين، فتختنق وتموت.

الانقراض الجماعيّ الثالث

- ويُسمى هذا الانقراض بنهاية البرمي، وحدث هذا الانقراض قبل 251 مليون عام مضى، وفقدت الأرض حوالي 96 % من الأنواع، وكان هذا أسوأ حدث انقراض على الإطلاق، حتى سمى بالاحتضار العظيم، وكادت الحياة أن تنتهي على الأرض بسببه، وفقد الكثير من أنواع الشعاب المرجانية الموجودة وقتها، ويرجع السبب في هذا الانقراض إلى اندلاع براكين في سيبريا أدت لإطلاق كميةٍ كبيرةٍ من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وارتفعت درجة حرارة الكرة الأرضية، وارتفعت معها درجة الحموضة الناتجة عن كمية غاز ثاني أكسيد الكربون الكبيرة، وأدى ذلك لحدوث كارثة الانقراض.

الانقراض الجماعيّ الرابع

- ويُسمى بانقراض نهاية الترياسي والذي حدث قبل 200 مليون عام مضى، وفقدت الأرض حوالي 80 % من الأنواع، منها فقاريات كونودونت التي تشبه الثعبان بأسنانٍ مميزةٍ.

الانقراض الجماعيّ الخامس

- وهو الانقراض الجماعي الذي حدث نهاية العصر الطباشيري، حدث قبل حوالي 66 مليون عام مضى، وفقدت الأرض خلاله حوالي 76 % من الأنواع، أبرزها الديناصورات، ويُعزى هذا الانقراض إلى الظروف المناخية القاسية التي طرأت في تلك الحقبة.

الانقراض الجماعي السادس

- يشير السجل الأحفوري إلى أن الأنواع تنقرض بسبب النشاط البشري والتلوث الكيميائي، فقد وجدت الأبحاث أن 32 % من جميع الأنواع المعروفة في النظم البيئية والمجموعات تتناقص، حيث فقدت الأرض حوالي 60 % من جميع الفقاريات منذ عام 1970م، خاصةً في أستراليا، التي شهدت أسوأ سجلات الانقراض، حيث انقراض أكثر من 100 نوعٍ من الفقاريات، واﻵن بها أكثر من 300 حيوانٍ و1000 نوعٍ من النباتات مهددة بالانقراض.

شارك المقال

مواضيع ذات صلة

أقسام الموقع