كيف حدث انقراض الديناصورات

كيف حدث انقراض الديناصورات

انتهى عصر الديناصورات قبل حوالي 66 مليون سنة

- إنّ انقراض الديناصورات من الأحداث التاريخيّة الفارقة في تاريخ كوكبنا وبيئته، والتي ما زالت تشكّل موضع جدل ونقاش ونظريّات عديدة تسعى جاهدةً لتفسير ما حصل في تلك الحقبة من الدهر.

متى عاشت الديناصورات

- عاشت الديناصورات وتطوّرت خلال العصر الوسيط، والذي يُقسَم إلى العصر الترياسي والجوراسي والطباشيري، شهدت خلاله الأرض أحداثًا عظيمةً وتغيّرات مناخية أثرت على تطور أحيائها، وقد استوطنت الديناصورات خلال الحقبة الترياسية قبل 252 إلى 201 مليون سنة أرض قارة بانجيا، حيث الصّحارى الشاسعة والمناخ الحار والجاف، مستفيدةً من طبيعة جلدها قليلة المسام، وانتهت هذه الحقبة مع سلسلةٍ من الزلازل والبراكين الهائلة لتنقسم هذه القارة إلى لوراسيا شمالًا، وجندوانا جنوبًا.

- تابعت الديناصورات تطورها خلال الحقبة الجوراسية من 201 إلى 145 مليون سنة، وقد ساهمت التغيرات المناخية آنذاك من انخفاضٍ في درجات الحرارة، وزيادة هطول الأمطار، في انتشار غطاءٍ نباتيٍّ كالسراخس والغابات الصنوبرية، مما منح الديناصور (الصريود الكبير) فرصة الحياة. تطورت أنواعٌ مختلفةٌ من الديناصورات، والنباتات والحيوانات والحشرات وحتى مفترسات الديناصورات الصغيرة، وذلك إثرَ انقسام الكتل التكتونية وتشكُّل القارت، عُرفت هذه الحقبة بالعصر الطباشيري قبل 145 إلى 66 مليون سنة.

نظريّات انقراض الديناصورات

- انتهى عصر الديناصورات قبل حوالي 66 مليون سنة، فيما يُعرف بالانقراض الطباشيري الثلاثي  أو K-T event، والذي ترافق بموت العديد من الأنواع الأخرى من الثدييات والبرمائيات والنباتات، وقد اقترح علماء الأحفوريات عدة نظرياتٍ لتفسير هذه الظاهرة من أهمها:

نظريّة ارتطام الكويكب بالأرض

- تمكّن عالم الفيزياء الحائز على جائزة نوبل لويس ألفاريز، وابنه الجيولوجي والتر ألفاريز من اكتشاف عنصر الإريديوم في طبقةٍ رقيقةٍ من الطين خلال إجرائهما لبعض الأبحاث في إيطاليا، ولما كان الإيريديوم من العناصر نادرة الوجود في القشرة الأرضية، والوافرة في الكويكبات والصخور الفضائية، حذا بهم للاعتقاد بأن هذه الطبقة الطينية الغنية بالإيريديوم نتجت عن اصطدام كويكب كبير بسطح الأرض، وما رافق ذلك من دمارٍ وخرابٍ كان السبب وراء موت الديناصورات وانقراضها.

 

- في ذلك الوقت لم يتم أخذ نظرية ألفاريز على محمل الجد نظرًا لعدم اكتشافه موقع ارتطام الكويكب بالأرض، على الرغم من تمكن العلماء لاحقًا من العثور على الإريديوم في أماكنَ مختلفةٍ حول العالم.

- إلى أن تم الكشف عن فوهة Chicxulub (مكان الارتطام المفترض) في شبه جزيرة يوكاتان في المكسيك، والتي تعد ثاني أكبر حفرة على وجه الأرض، بقطر قدره 150 كم.

- يُعتقد أن قطر الكويكب الذي اصطدم بالأرض في هذه المنطقة كان يتراوح ما بين 10 إلى 15 كم، لكنّ سرعة اصطدامه الكبيرة تسببت في إنشاء حفرةٍ أكبر بكثيرٍ، ودمّر المنطقة المجاورة بكاملها، وترافق هذا الانفجار الضخم بانتثار كمياتٍ هائلةٍ من المواد في الغلاف الجوي، لم تحجب ضوء الشمس تمامًا، لكنها حدّت من وصول أشعتها إلى سطح الأرض مما أضعف قدرة النباتات على النمو بشكلٍ كبيرٍ، وبذلك تراجعت فرصة نجاة كلٍّ من الحيوانات العاشبة واللاحمة، مما تسبب في نهاية الأمر بانهيار النظام البيئي.

- لا تزال تلك الفترة غامضة من حيث مدتها، ومجريات الأحداث فيها والتي أثرّت على جميع أشكال الحياة على الأرض، بدءًا من الكائنات الحية الدقيقة وصولاً إلى الديناصورات، وقد منح اكتشاف طبقة الإيريديوم وفوهة Chicxulub لاحقًا مصداقيةً كبيرةٍ لنظرية العالم ألفاريز، والتي كشفت النقاب عن الكثير مما عجزت عنه الفرضيات الأخرى.

نظرية البراكين

- يفترض العلماء حدوث ثوران براكين ديكان (مصاطب ديكان) في الهند، والتي ترافقت بتدفق أكثر من مليون كيلومتر مكعب من الحمم والأنقاض المنصهرة، مما أدى إلى انقراض الديناصورات وموتها.

- اختلفت الدراسات فيما بينها حول توقيت وسرعة الثوران، واللذان يعتبران من العوامل المهمة لتفسير انقراض الديناصورات. تدّعي إحدى الدراسات أن مصاطب ديكان شهدت ثورانًا هائلًا أدى إلى تضرر النظم البيئية قبل اصطدام الكويكب بالأرض، في حين ذهبت دراسةٌ أخرى إلى أن أغلب البراكين انفجرت بعد اصطدام الكويكب بالأرض مما يجعل دورها أقل في تفسير الانقراض.

تَغيُّر المناخ

- تشير بعض الدراسات إلى حدوث العديد من التغيرات المناخية في أواخر العصر الوسيط والذي تزامن مع انقراض الديناصورات كلّيًّا، حيث انخفضت درجات الحرارة على سطح الأرض ببطءٍ، وتكوّن الجليد فوق القطبين الشمالي والجنوبي، وازدادت برودة المحيطات، لذلك لم تتمكن الديناصورات ذات الدم البارد (تستمد حرارة جسمها من الشمس والهواء)، من النجاة في هذه الأجواء الباردة.

- تستند أهم الآراء المناهضة لهذه النظرية على قدرة بعض أنواع الحيوانات من ذوات الدم البارد كالتماسيح على البقاء، كما أن تغير المناخ يستغرق أمدًا طويلًا، مما يتيح الوقت الكافي للديناصورات للتكيف مع الأجواء الجديدة.

نظريّات أخرى حول انقراض الديناصورات

- أشارت أقدم النظريات إلى تغذي الثدييات الصغيرة على بيض الديناصورات، مما أدى إلى تراجع أعدادها وانقراضها في نهاية المطاف، كما اقترحت نظريةٌ أخرى بأن أدمغة الديناصورات الصغيرة لم تكن قادرةً على إدارة أجسامها متعاظمة الحجم.

- أيضًا، يعتقد بعض العلماء أن تفشي الطاعون قضى على السواد الأعظم من الديناصورات، ثم انتقل إلى الحيوانات التي كانت تتغذى على جثثها، أو أن احتياجاتها الكبيرة من الغذاء كانت كفيلةً بتجريد الغطاء النباتي في بيئاتها حتى وصلت إلى مرحلةٍ لم تعد تجد ما تتغذى عليه.

- تمَّ دحض هذه النظريات لضعفها، فواجهت حقائقَ مختلفةً منها قدرة الديناصورات على الاستمرار والتكيف لمدةٍ تزيد عن 160 مليون عام، مع صعوبة تفسير الانقراض المتزامن للنباتات والديناصورات في تلك الحقبة من الزمن.

شارك المقال

مواضيع ذات صلة

أقسام الموقع