القدوس
القدوس، ورد في آيتين قرآنيتين، قوله تعالى في سورة
الحشر: ﴿هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ
السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ
سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23)﴾.
وقوله تعالى في سورة الجمعة: ﴿يُسَبِّحُ لِلَّهِ
مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ
الْحَكِيمِ (1)﴾.
القدوس، اسم تعبد له رسول الله –صلى الله عليه
وسلم- عن أم المؤمنين عائشة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول في ركوعه
وسجوده: 0سبوح قدوس، رب الملائكة والروح). (مسلم).
القدوس، على وزن فُعُّول، وهو من القدس؛ أي الطهارة
والتقديس، وسُميت الجنة حظيرة القُدُس، لأنها مطهرة من آفات الدنيا، وسُمي جبريل
روح القدس، لأنه طاهر من العيوب في تبليغ الوحي.
القدوس، المنزه عن كل وصف يدركه الحس عن كل تصور
يتصوره الخيال، أو يسبق إليه الوهم، أو يختلج به الضّمير، أو يقضي به التّفكير. ﴿فَاطِرُ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ
الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ
السَّمِيعُ الْبَصِيرُ(11)﴾.
القدوس، من تقدست عن الحاجات ذاته، له احتاج كل
موجود، ولم يحتاج إلى أي منهم في الوجود.
القدوس: من تقدست عن الحاجات ذاته، فهو صمد تنزهت
عن الآفات صفاته.
القدوس، من
تقدس عن مكان يحويه، وعن زمان يبليه.
القدوس، عزيز لا يرتقي إلى تصويره وَهْمّ، ولا يطمع
في جواز تقديره فَهْم، ولا تنبسط في ملكه يد من دون تقدير.
القدوس، من عرف هذا الاسم طهَّر نفسه عن متابعة
الشهوات، وطهر وقته عن دنس المخالفات.
القدوس، من إيماننا بهذا الاسم الجليل أن نثبت لله
ما أثبته لنفسه، وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم.
القدوس، إيماننا بالله قدوساً؛ يقتضي منا الرضا
بحكمه والتسليم له والانقياد، وأن نعتقد يقيناً أنه حكم عدل.
القدوس، يقتضى منا أن ننزهه جل جلاله عن ظن السوء، فمن
ظن أن الله لن ينصر دينه فقد ظن بالله ظن السوء.