القهار
القهار، ورد هذا الاسم في القرآن ست مرات، كما في قوله سبحانه: (قُلِ
اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ)، وقوله سبحانه: (لِمَنِ
المُلْكُ الْيَوْمَ للهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ).
القهار، صفة ذم بحق المخلوقين لقيامها غالباً على الظلم
والطغيان والتسلط على الضعفاء والفقراء، أما في حق الله عز وجل فهي صفة مدح.
القهار، على وزن فعَّال، مبالغة من القاهر، فيقتضي التكثير العددي
للقهر.
القهار، عز وجل قهر الممكن وجعله قائماً، جعله مستمراً جعله
موجوداً، قال الله تعالى: ﴿قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) قَالَ
رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾.
القهار، يذل الجبابرة والأكاسرة، فترى ملكاً من كبار الملوك
عقيماً وهو يحب زوجته، فهو يدفع ألوف الملايين على أن تنجب فلا تنجب.
القهار، العقول مقهورة عن الوصول إلى كنه صمديته، والأبصار
مقهورة عن الإحاطة بأنوار عزته.
القهار، جميع الخلق
مقهورون في مشيئته، كما قال الله تعالى: ﴿وَلَا
يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ﴾.
القهار، الإيمان بهذا الاسم يقتضي أن تؤمن أن القهار هو الله
وحده لا شريك له؛ ولذلك دائماً يقرن اسمه القهار باسمه الواحد، قال تعالى: (قُلِ
اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ).
القهار، سخر الحيوان الجسيم الكبير، للإنسان المخلوق الضعيف، فتجد
الطفل الصغير النحيف الضئيل يقود بعيراً ضخماً فخماً كبيراً عظيماً.
القهار، الذي طاحت عند صولته صولة المخلوقين، وبادت عن سطوته
قوى الخلائق أجمعين.
القهار، الإيمان بهذا الاسم يقتضي التعلق به وحده جل جلاله،
والتوكل عليه سبحانه.
القهار، الإيمان بهذا الاسم يقتضي تعظيم الله عز وجل، والخوف
منه، وأن يسقط من قلبك الخوف من المخلوقين الضعاف المقهورين المغلوبين.
القهار، الإيمان بهذا الاسم يقتضي شعور العبد بضعفه وذلته أمام
الله القوي الجبار المتكبر القهار، مما يكون له الأثر في أن تتواضع لربك، وأن
تستكين لمولاك، وأن تستسلم لإرادته جل جلاله، حيث تتمنى الشيء ويريد الله عز وجل
خلافه، لكن اعلم أن الخير فيما أراده الله عز وجل.