أزمات اقتصادية هزت العالم
اندلعت أزمة مالية كبيرة في الولايات المتحدة في أكتوبر/تشرين الأول 1907، حينما انهارت سوق البورصة بصورة مفاجئة، فاقدة ما يقرب من 50% من القيمة السوقية، وعُرفت باسم "ذعر المصرفيين".
-حدث هذا الذعر في فترة ساد فيها الكساد إثر عمليات سحب للأموال المودعة في البنوك التي تقدم خدمات مصرفية عامة للأفراد (Retail banking) وبنوك الاستثمار. وقد
-عم الذعر أرجاء الولايات المتحدة الأمريكية عام 1907 وطال أرجاء البلاد كافة الأمر الذي أفضى إلى إفلاس العديد من البنوك والشركات.
-الأسباب الرئيسة في هذه الأزمة تعود إلى ما شهدته بنوك نيويورك من سحب للسيولة وفقدان الثقة لدى المودعين وعدم وجود صناديق ضمان للودائع، وبعد محاولة فاشلة للتلاعب في أسهم شركة يونيتد كوبر.
-وقعت البنوك التي قدمت قروضاً لدعم هذه العملية ضحية لسحوبات مالية ضخمة، وانتشرت لتطول الهيئات التابعة لها وهو ما تمخض عنه في غضون أسبوع واحد انهيار مؤسسة (نيكر بوكر تراست - Knickerbocker Trust) الائتمانية التي تعد الثالثة من نوعها من حيث الأهمية في نيويورك.
أدى الانهيار إلى موجات من الذعر في أوساط المؤسسات المالية بعد أن قامت البنوك الإقليمية بسحب أموالها من نيويورك، ثم طالت موجات الذعر جميع أرجاء أمريكا، وتوافد المودعون الأفراد على البنوك لسحب ودائعهم.
-تم تدارك تداعيات الأزمة بعد تدخل رجل الأعمال (جون بيربونت مورجان) الذي دفع بأمواله الخاصة، وأقنع باقي المصرفيين أن يحذوا حذوه لدعم النظام المصرفي الأمريكي، وفي هذه الفترة لم يكن هناك بنك مركزي أمريكي لضخ السيولة اللازمة في الأسواق.
-انتهت الأزمة في نوفمبر من ذات العام، بعدما قامت شركة سمسرة بالحصول على قروض ضخمة وتم ذلك من خلال رهن أسهم شركة Tennessee Coal, Iron and Railroad Company(TC&I). وقد حال دون انهيار أسهم هذه الشركة التدخل الطارئ لشركة US Steel بموافقة من الرئيس الأمريكي (تيودور روزفلت) على الرغم من عدائه الشديد للشركات الاحتكارية.
-في العام التالي، قام السيناتور نيلسون ويلمارث ألدريش بتشكيل لجنة ترأسها بنفسه لإطلاق التحقيقات حول هذه الأزمة واقتراح حلول لها، وانتهى المطاف بهذه الأزمة في 22 ديسمبر 1913 بإنشاء نظام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.