أحداث اقتصادية غيرت شكل العالم في القرن العشرين
-عانت الولايات المتحدة والقارة الأوروبية خلال فترة السبعينيات من القرن العشرين من «أزمة طاقة» كتبت نهاية ثلاثين سنة من النمو والازدهار الاقتصادي، القائم على أسعار الطاقة الزهيدة مما ساهم في خلق إنتاج وفير وتوظيف كامل للقوى العاملة؛ إلا أن ذلك كله انتهى حين قفز سعر برميل النفط من حوالي 3.6 دولار في عام 1972 إلى 25 دولاراً للبرميل في عام 1979.
-بدأت القصة عندما فرض المنتجون العرب ضمن منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» حظرًا على صادرات النفط إلى الولايات المتحدة في أكتوبر 1973. وذلك كرد من الدول العربية بقيادة السعودية على دعم الرئيس الأمريكي «ريتشارد نيكسون» لإسرائيل.
-فكان الحظر المفروض على النفط سببًا في ارتفاع أسعار السلع بداخل الولايات المتحدة حتى وصل إلى 10% بالنسبة لبعض السلع الأساسية. كما ساد الركود نظرًا لارتفاع أسعار الطاقة.
-الأمر الذي زاد الطين بلة كان إقدام الرئيس الأمريكي نيكسون مطلع السبعينيات على إلغاء نظام (بريتون وودز) الذي حافظ على تثبيت أسعار العملات العالمية وربطها بالدولار الأمريكي المقيم بالذهب، الأمر الذي أدى إلى انهيار واسع في قيمة مختلف العملات وارتفاع مستويات التضخم حول العالم.
-نتيجة لذلك حدث انخفاض حاد في نمو الناتج الإجمالي العالمي في عام 1973 بنسبة 4%، وفي العامين التاليين، استمر النمو العالمي في التراجع لأكثر من 6%. في المقابل شهدت الدول المنتجة للنفط وعلى رأسها الدول العربية انتعاشاً اقتصادياً كبيراً مدفوعاً بتضاعف الموارد.
-ساهمت هذه الأزمة في تحويل السياسة الأمريكية إلى اليمين في سبعينيات القرن الماضي، ووضعت بذلك حدًا للنظرية الكينزية كنظرية مهيمنة على الاقتصاد الغربي، وحلت محلها النيوليبرالية كبديل أيديولوجي يدعو إلى حرية السوق وتقليص دور الدولة في المجال الاجتماعي، وسارت على دربها بقية الدول الأوروبية في محاولة منهم لتدارك الأزمة.