مدراس الفكر الاقتصادي وأهم المؤثرين فيها

مدراس الفكر الاقتصادي وأهم المؤثرين فيها

أثرت الحرب العالمية الأولى والثانية على شكل الاقتصاد السياسي عالميًا بشكل كبير.

ـ مدراس الفكر الاقتصادي عبارة عن مجموعة من المفكرين الاقتصاديين يمتلكون وجهة نظر مشتركة حول الاقتصاد.

ـ ينقسم تاريخ الفكر الاقتصادي إلى ثلاث مراحل: العصر الحديث وتمثل في اليونانية الرومانية، الإسلامية، الفارسية، والإمبراطورية الصينية أما الحديث المبكر وقد بدأت بآدم سميث والمدرسة الكلاسيكية وذلك في أواخر القرن الثامن عشر وتطورت النظرية الاقتصادية المنهجية والفكر الاقتصادي منذ بداية العصر الحديث.

ـ وقد تغيرت بعض الأساليب التي كانت مؤثرة في الماضي كالمدرسة التاريخية للاقتصاد والاقتصاد المؤسسي، ومن بين المدارس القائمة على الفكر الاقتصادي مدرسة الاقتصاد الماركسي، فتاريخ الفكر الاقتصادي أخذ نهج المدارس الفكرية فهناك أكثر من مدرسة فكرية تناولت مفهوم الاقتصاد.

مدارس الفكر الاقتصادي

ـ قد اعتمد الفكر الاقتصادي في تطوره إلى المدارس الاقتصادية وكان لكل مدرسة نهج وأسلوب يميزها عن غيرها وبرغم الاختلافات بين المدارس لكن كل مدرسة كانت تنظر إلى الاقتصاد على أنه أهم ما يؤثر على حياة الفرد والمجتع ومن أبرز مدارس الفكر الاقتصادي:

ـ المدرسة الكلاسيكية: ومن أبرز مفكري المدرسة الكلاسيكية آدم سميث Adam Smith، ديفيد ريكاردو David Ricardo وتوماس روبرت Thomas Robert وكان لهم دور فعال في تطور هذا الفكر الاقتصادي.

ـ المدرسة الماركسية: وقد سميت نسبةً إلى المفكر الاقتصادي كارل ماركس Karl Marx، ومن مفكريها أوتو باور Otto Bauer وكان لها دورًا مميزها في تطور الفكر الاقتصادي.

تطور الفكر الاقتصادي

ـ إن للاقتصاد أهمية كبيرة في المجتمع وتطور المجتمعات والدول وقد تغيرت الافتراضات الاقتصادية بشكل كبير عبر التاريخ وكان هنلك مفكرين مؤثرين بشكل بارز في تطور الفكر الاقتصادي عبر التاريخ ومنهم ما يأتي:

آدم سميث أبو الاقتصاد

ـ حيثُ إنه صاحب الفضل في إنشاء الاقتصاد ككُل وبداية الاقتصاد كمفهوم، وقد أخذ سميث العديد من أفكاره ووسعها في أطروحته عن كيفية عمل الاقتصادات واعتقد سميث أن المنافسة ذاتية التنظيم ولا يجب للحكومات المشاركة في الأعمال التجارية عن طريق الضرائب أو الوسائل الأخرى، والعديد من النظريات الاقتصادية في الحاضر رد فعل على عمل سميث المحوري في هذا المجال ولو حتى بجزء ما منها.

ماركس ومالتوس

ـ كان لرأي آدم سميث ردود مختلفة ومنها آراء كارل ماركس وتوماس مالثوس السيئة على الأطروحة، حيثُ تنبأ مالتوس بتفوق الزيادة السكانية على الإمدادات الغذائية، ولم يتوقع بأن التطور التكنولوجي قد يسمح للإنتاج بالتواكب مع التزايد السكاني، وكان عمله مرتكز اقتصاديًا حول ندرة الأشياء والطلب عليها، أما كارل ماركس فقد أعلن أن أهم مكونات أي اقتصاد هي وسائل الإنتاج، وقد قلل من مرونة الرأسمالية، وعلى الرغم من أن نظريته جامدة ومتصلبة لكنه تنبأ بنمو الأعمال التجارية بشكل كبير.

اقتصاد الأرقام

ـ ليون والراس عالم اقتصاد فرنسي من علماء الفكر الاقتصادي وقد أعطى في كتابه -عناصر الاقتصاد الخالص- للاقتصاد لغة جديدة، حيثُ ذهب إلى أساس النظرية الاقتصادية وعاكس ما وجده فيها وأوجد نظرية التوازن العام والتعبير عن المفاهيم الاقتصادية إحصائيًا ورياضيًا بالأرقام بدلًا من النثر.

الاقتصاد الكينزي

ـ ردا على رأي ماركس بأن المجتمع الرأسمالي لا يصحح نفسه بنفسه ظهر الاقتصاد المختلط لعالم الفكر الاقتصادي جون كينز، فالاقتصاد الكينزي رمز العمل المتبع من الاحتياطي الفيدرالي وذلك للحفاظ على سير الاقتصاد بسلاسة.

ميلتون فريدمان

ـ سياسات الفكر الاقتصادي في آخر عقدين تحمل بصمة كبيرة لميلتون فريدمان، وقد رأى فريدمان بأن على الحكومة تزيل الضوابط الزائدة عن الحاجة التي فرضتها على السوق كتشريعات مكافحة الاحتكار، وآراء أُخرى مميزة.

التاريخ الحديث للاقتصاد السياسي العالمي

ـ أثرت الحرب العالمية الأولى والثانية على شكل الاقتصاد السياسي عالميًا بشكل كبير ومن نتائجها ظهور قوى اقتصادية جديدة وإنهيار دول اقتصاديًا وفي عام 1980 عانت الولايات المتحدة من التضخم والركود، ثم أعاد ريغان بناء الدفاعات الأمريكية، وترأست أمريكا حينها  أطول فترة توسع اقتصادي في زمن السلم في 60 سنة، ولأن ثورة ريغان في السياسة الخارجية والداخلية تمت من خلال فرض قيود على الضرائب الجديدة وزيادة الإنفاق العسكري فكانت النتيجة عجزًا سنويًا في الفدرالية بمئات المليارات من الدولارات مما أدى إلى أن تصبح الولايات المتحدة أكبر مدين في العالم.

ـ أدى الانهيار المفاجئ للأسعار في بورصة نيويورك في 1987 إلى معالجة قضية التراجع الأمريكي فلم تعد قادرة على تحمل إما بيئة التجارة الليبرالية التي أسستها بعد الحرب العالمية الثانية أو المسؤوليات العالمية، وأدى النمو الأوروبي إلى حدوث تغير في التوزيع العالمي للطاقة فتوسعت المجموعة الأوروبية من حيث الإنتاج والحجم ففي عام 1985 قاد جاك ديلور رئيس المفوضية الأوروبية اندماج اقتصادي كامل من دول الاتحاد الأوروبي للعملة الأوروبية الموحدة وللسياسات الأوروبية الداخلية والخارجية المشتركة وكانت النتيجة المباشرة هي جولة لا نهاية لها من المساومات بين الهيئات الأوروبية حول هذه النقطة أو تلك في خطة عام 1992.

 

ـ وبعد الحرب العالمية الثانية تطورت اقتصاديات دول مختلفة من العالم فقد اكتسحت المنتجات اليابانية والصينية الأسواق العالمية بشكل كبير، بالنسبة للعديد من المحللين القوة العسكرية كانت تفسح المجال للقوة الاقتصادية في السياسة العالمية وأن النظام ثنائي القطبية أصبح متعدد الأقطاب بما في ذلك اليابان وأوروبا الموحدة والصين فالصين قد أظهرت أسرع نمو اقتصادي على الإطلاق في الثمانينيات وقد استنتج بول كينيدي والعديد من المحللين الآخرين أن الولايات المتحدة لم تعد قادرة على تحمل تكاليف الحرب الباردة ويجب إنهاءها للحفاظ على نفسها ضد المنافسة التجارية والتكنولوجية لحلفائها.

شارك المقال

مواضيع ذات صلة

أقسام الموقع