أحداث اقتصادية غيرت شكل العالم في القرن العشرين
-خرجت أوروبا من الحرب العالمية الثانية تعاني الدمار والتدهور الاقتصادي والصناعي، فكان مشروع مارشال بمثابة قبلة الحياة التي أعادت الروح للقارة الأوروبية. وذلك حين وقع الرئيس الأمريكي «هاري ترومان» على قانون التعاون الاقتصادي الذي من خلاله تم نفيذ خطة مارشال في 3 أبريل/نيسان 1948.
-كان التأثير طويل المدى لخطة مارشال منعكسًا على الصناعة بالمقام الأول. إذ خلال السنوات الأربع من بداية المشروع من 1948 إلى 1951، ارتفع الإنتاج الصناعي في أوروبا بنسبة 36%.
-إضافة إلى ذلك، فإن مشروع مارشال قد خلق آلية لا يزال معمولاً بها في الاتحاد الأوروبي إلى الآن، ألا وهي إمكانية تبديل دولة أوروبية عملتها بحرية تامة مع الدول الأخرى، لتحل بذلك محل النظام القديم لضوابط الصرف الثنائية السائدة في فترة ما قبل الحرب، وتعد هذه الآلية اللبنة الأولى في إنشاء اليورو.
-وبهذا يكون المشروع قد أرسى العديد من الأسس التي مثلت تمهيدًا لقيام الاتحاد الأوروبي الذي تأسس فيما بعد بناءً على معاهدة ماستريخت في عام 1992.
-قبلت سبع عشرة دولة أوروبية الاستفادة من المشروع هي: بريطانيا، فرنسا، ألمانيا الغربية، بلجيكا، هولندا، إيطاليا، سويسرا، لوكسمبورغ، النمسا، الدانمارك، السويد، النرويج، أيرلندا، آيسلندا، البرتغال، اليونان، وتركيا. أما الاتحاد السوفياتي فقد رفض الانضمام إلى المشروع ومنع الدول الواقعة تحت تأثيره في أوروبا الشرقية مثل بولونيا وتشيكوسلوفاكيا من الانضمام إلى المشروع، مع أن الدعوة وجهت إليهم جميعا.
-وقد دخل برنامج الإنعاش الأوروبي المعروف باسم مارشال، التاريخ كأنجح مشروع في السياسة الخارجية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية. حتى أصبحت أسطورة مشروع مارشال، رمزًا لإعادة الإعمار إلى يومنا هذا.
-تُوِّج مشروع مارشال بنجاح كبير شهدت عليه الإنجازات الاقتصادية التي حققتها البلدان الأوروبية المستفيدة من المشروع، حيث بلغت معدلات نمو ناتجها القومي الإجمالي ما بين 15 و %25 خلال فترة تنفيذه.
-أسهم المشروع في توثيق العلاقة بين هذه البلدان مع بعضها من جهة، وبينها وبين الولايات المتحدة من جهة أخرى. وأثمرت نتائجه بروز تكتل اقتصادي أوروبي وتشكيل حلف عابر للمحيط الأطلسي وُكِلت إليه مهمة مواجهة المد الشيوعي في العالم.