التربية والتعليم في الإسلام
-تمتاز التربية الإسلامية بوسائل ربانية المصدر في بناء الفرد والمجتمع الصالح، تنسجم هذه الوسائل مع خصائص النفس البشرية، وتتعدد وتتنوع لتستوعب جميع مداخلها ومختلف أطباعها.
-التربية بالقدوة: فقد أجمع المربُّون المسلمون على أهمية ووجوب اتباع قدوة شرعها الإسلام متمثلة بشخصية الرسول -صلى الله عليه وسلم- ابتدائاً، ثم يكون المربون والدعاة والعلماء والشخصيات البارزة قدوات لمن يليهم من أفراد المجتمع، فالقدوة هي من أفضل الوسائل وأقربها إلى النجاح، لأن الكائن البشري يمر بمراحل عمرية يتأثر بالقائد المشرف عليه؛ فالطفل يتأثر ويقتدي بوالديه، والفتى يتأثر بمثله الأعلى ويمكن أن يعتبره أستاذه أو والده أو حتى شخصية تلفزيونية مشهورة، والناشئ يتأثر ويقتدي بالشخصيات البارزة على صعيد المجتمع.
-التربية بالموعظة: حيث تتأثر النفس الإنسانية بالكلام الموجَّه إليها، والقرآن الكريم حث على الموعظة من خلال الكثير من آياته الكريمة، منها قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ * وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ * يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ * وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ).
-التربية بالعقوبة: فبعد القدوة والموعظة الحسنة والصبر الطويل؛ وعندما لا ينتج عنهما أي تقدم أو تحسن، كان لزاماً على المربي العلاج الحاسم وهو العقاب، والعقاب نفسه يندرج ضمن أساليب مختلفة؛ فقد يعمد المربي إلى حرمان الولد من شيء يحبه أو يحرمه من نزهة... إلخ.
-التربية بالقصة: لما فيها من تأثير عظيم في الإنسان، والقرآن الكريم زاخر بالقصص، وعند عرضه لها يقدم العديد من المفاهيم العقائدية والإيمانية والنفسية والسياسية...الخ، من خلال الاعتبار بما فيها من عبر ومعاني.