هو الفاتح الذي أسس الإمبراطورية الأخمينية التي تمتد على كامل بلاد فارس وتضم الشرق الأدنى من بحر إيجه شرقًا إلى نهر السند.
ـ قورش الكبير المعروف أيضًا باسم قورش الثاني من مواليد 590-580 قبل الميلاد في بيرسس أو بلاد فارس، وهو الفاتح الذي أسس الإمبراطورية الأخمينية التي تمتد على كامل بلاد فارس وتضم الشرق الأدنى من بحر إيجه شرقًا إلى نهر السند.
ـ تم تذكره أيضًا في أسطورة سايروس – التي سجلها لأول مرةٍ كسينوفون الجندي والمؤلف اليوناني في كتاب Cyropaedia- كملكٌ متسامحٌ ومثاليٌّ كان يقال أنه والدٌ لشعبه حسب ما وصفه الفرس القدامى، ويعتبر محرّر اليهود الذين كانوا أسرى في بابل.
حياة قورش الكبير وتاريخه
ـ في رواية هيرودوت المشكوك فيها تاريخيًا عن نشأة قورش، أطاح قورش بجده أتيجيس وقام بتوحيد مملكة الوسيط مع المملكة الفارسية التي ورثها، ويُقال في هذه الرواية أن أتيجيس رأى حلمًا بأن حفيده سوف يغتصب منه الحكم، ولذلك حاول إيقاف حدوث هذا على أرض الواقع، ومن سخرية القدر أنه ساعد في نهاية الأمر على تحقيق ذلك.
ـ يتفق معظم العلماء على أن قورش الكبير كان على الأقل ثاني اسمٍ للحكم في بلاد فارس.
ـ يؤكد أحد النصوص المسمارية باللغة الأكادية- لغة بلاد ما بين النهرين (العراق الحالي) في عصرٍ ما قبل المسيحية- أنه كان على صلة قرابةٍ عائليةٍ بقمبيز الثاني الملك العظيم، وفي أي حالٍ من الواضح أن قورش جاء من سلسلةٍ طويلةٍ من الزعماء الحكام.
ـ أهم مصدر لحياته هو المؤرخ اليوناني هيرودوت، حيث أن السيرة المثالية التي كتبها كسينوفون هي عملٌ لتعليم الإغريق بشأن الحاكم المثالي وليس أطروحةٍ تاريخيةٍ، لكنه مع ذلك يشير إلى التقدير العالي الذي كان فيه قورش، ليس فقط من قبل شعبه الفرس ولكن من قبل الإغريق وغيرهم.
ـ وفقًا للأسطورة، قدم أستياجيس ملك الميديين وسفير الفرس ابنته للزواج من تابعه في بلاد فارس، وهو أميرٌ يدعى قمبيز الثاني، ومن هذا الزواج وُلد قورش، وبعدها راود الملك أستياجيس حلمٌ بأن الطفل سيكبر للإطاحة به ولذلك أمر بقتله والتخلص منه، غير أن كبير مستشاريه أعطى الطفل لراعي كي يربيه، وعندما كان عمره 10 سنوات اكتشف أستياجيس أمر قورش الصغير بسبب صفاته البارزة، وقد تم إقناعه على الرغم من الحلم بالسماح للصبي بالعيش.
ـ وعندما كبر قورش ووصل مرحلة الرجولة في بلاد فارس، ثار ضد جده لأمه، وقاد أستياجيس جيش ضد المتمردين، لكن جيشه هجره واستسلم لحفيده قورش عام 550 قبل الميلاد.
غزوات قورش الكبير
ـ في وقتٍ ما خلال فترة 500 قبل الميلاد، قام قورش بغزو المملكة الإغريقية البخترية وشعب الساكا وفقًا للمؤرخ كتسياس، حيث يقال أنه عندما سمع سكان المملكة الإغريقية البخترية بأن قورش كان قد تعامل مع أستياجيس باحترامٍ، قرروا التقدم طواعية إليه مما يعني ضمنًا أن البختريين كانوا إما رعايا أو حلفاء لأستياجيس.
ـ بعد تعزيز نفوذه على الجزء الشرقي من الهضبة الإيرانية، حول قوروش انتباهه إلى شعب الساكا وأسقط ملكهم أمجريس، لكن زوجته جمعت جيشًا يضم 300000 رجل و 200000 امرأة وهزم قوروش في المعركة وأفرج قورش الكبير عن الملك الأسير وأصبح الملكان بعدها حليفين، حيث هاجما ليديا معًا، مما يعني أن قورش وصل إلى حكم المملكة البخترية وشعب الساكا قبل غزو ليديا.
ـ هذا ويُعتقد أن قورش قام بغزو منطقة أرمينيا في منتصف القرن السادس قبل الميلاد، وربما قام بتعيين حليفه ديكرانوس ملكًا لأرمينيا.
ـ ومن الجدير بالذكر أن قورش كان شهيرًا بحملات غزوٍ كبيرةٍ وناجحةٍ، فقد شن حملة غزوٍ لمدينة إكباتان التاريخية وقام ببناء مدينة باسارغاد، ونجح بالاستيلاء على قيليقية وفينيقيا بمساعدة هارباغوس الذي أنهى حملة الغزو هذه بنجاح بعد موت الجنرال السابق مازاريس بوقتٍ غير متوقعٍ، وربما من أشهر حملات استحواذاته الناجحة كانت على مدينة بابل المعروفة تاريخيًا.
وفاته
ـ كما هو الحال مع ولادته وشبابه، لا يُعرف الكثير عن السنوات التسع الأخيرة من حياة قورش، حيث يزعم هيرودوت أن قورش الكبير مات في قتال الميسجات، وهم بدو عاشوا بالقرب من نهر سيحون، ويزعَم أن ملكتهم تومريس قامت بقطع رأس قورش من أجل الانتقام لوفاة ابنها على يديه.
ـ يدّعي كتسياس بدلًا من ذلك أن قورش توفي وهو يحاول إخماد ثورة الدربيسيين، وهم من البدو الرحل من آسيا الوسطى.
ـ بينما يزعم مؤرخ آخر هو بيروسوس أن قورش توفي وهو يقاتل البدو الدهايي، ومن المحتمل أن كورش مات بالفعل في آسيا الوسطى أثناء محاولته توسيع نفوذه على المنطقة.
ـ ويعرف من التاريخ البابلي أن قورش مات قبل ديسمبر 530 قبل الميلاد وتم دفنه في قبره في باسارغاد، جنبًا إلى جنبٍ مع عباءته وأسلحته ومجوهراته، وعند وفاته خلف قورش ابنه كامبيز الثاني.