"المعمار سنان" مسيحي أسلم وأبدع أعظم أعمال العمارة الإسلامية

"المعمار سنان" مسيحي أسلم وأبدع أعظم أعمال العمارة الإسلامية

عمر المعمار سنان وتجاوز سنه المائة عام، وترك خلفه ما يقارب 365 أثرا معماريا حول العالم

 

-ولد سنان آغا في قرية آغرناص الواقعة حاليا بولاية قيصري وسط تركيا عام 1490م، في عائلة مسيحية، وعاش في القرن العاشر الهجري في أوج العصر الذهبي للعمارة العثمانية، عند بلوغه سن الرشد أرسلته عائلته عام 1511 في عهد السلطان ياووز سليم إلى إسطنبول، حيث ترعرع قريباً من القصر العثماني وتلقى العلوم الدينية والدنيوية، ما جعله من أشهر المهندسين المعماريين والرسامين المبدعين إبان عهد بايزيد الثاني بن محمد الفاتح.

-أسلم سن مبكر وانضم إلى الجيش الانكشاري الذي ظل فيه 17 عاما، وخلال فترة وجوده في صفوف الجيش الانكشاري تمكن المعماري سنان من نيل ثناء وثقة السلطان سليمان القانوني أثناء حملة "قرة بوغدان" في مولدوفا عندما تمكن من تشييد جسر على نهر "بروت" خلال 13 يوما فقط، الأمر الذي انتهى بتعيينه في منصب "كبير المعماريين" في الدولة العثمانية.

-بفضل رحلاته مع حملات الجيش العسكرية عبر منطقة جغرافية واسعة تمتد على طول حوض البحر الأبيض المتوسط ​​من الأناضول إلى إيطاليا والساحل الأدرياتيكي إلى أوروبا الوسطى، ومن أذربيجان إلى بغداد في آسيا، حيث أثرت معرفته المعمارية وزودته بثروة من الأفكار والموارد والحلول من عصور مختلفة، بينها السلجوقية والبيزنطية والإيرانية، كما اطلع على الطراز المعماري العربي وفنون العمارة في حلب ودمشق وحتى القاهرة التي عرفت بمساجدها في الزمن الأيوبي والمملوكي، مثل جامع السلطان حسن.

-انعكست هذه المعرفة في أعماله المعمارية الرئيسية مثل جوامع السليمانية (1550-1557) والسليمية وياووز سليم، وتوزعت آثاره المعمارية حول الأراضي العثمانية، مثل مسجد خسرو باشا في حلب ومسجد خان جامعي في إيفباتوريا بشبه جزيرة القرم، ومسجد السلطان سليمان في دمشق، والقدس ومدرسة السلطان سليمان في مكة المكرمة، ومسجد محمد باشا في صوفيا، ومسجد مصطفى باشا في أوفن (بودابست)، وقصر محمد باشا في سراييفو.

-عمر المعمار سنان وتجاوز سنه المائة عام، وترك خلفه ما يقارب 365 أثرا معماريا حول العالم، بينها أكثر من 90 جامعا و55 مدرسة عثمانية، إضافة إلى العديد من المساجد الصغيرة ودور تحفيظ القرآن والأضرحة والمستشفيات والجسور والخانات والقصور والمخازن والحمامات وغير ذلك ليصبح أكبر معماريي عصره الذي تحتفظ إسطنبول وغيرها من المدن العثمانية بأعماله التي بناها بنفسه أو أشرف على بنائها إلى حد الآن.

شارك المقال

مواضيع ذات صلة

أقسام الموقع