شخصيات إسلامية مؤثرة
-وُلد سعيد حوى عام 1935م في مدينة حماة السورية، ونشأ في عائلة معروفة، فقد كان والده من أعيان البلدة، وله مساهمات في مقاومة الاحتلال الفرنسي.
-تلقى تعليمه بعد التأسيسي بمدرسة ابن رشد الثانوية، وهناك برزت عليه علامات النبوغ والتي كان منها تمكنه من الخطابة، كما أنه كان شديد الاطلاع وكان محبًا للقراءة على الرغم من صغر سنه.
-وفي بدايات دراسته الثانوية، كان الوسط السوري يموج بالأفكار والتيارات المختلفة مثل القوميين والبعثيين والاشتراكيين والإخوان المسلمين، وقبل اتمامه أول عام في تعليمه الثانوي انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين عام 1952م. وكانت هذه الخطوة لها تأثير كبير في تكوينه الفكري.
-التحق حوى بكلية الشريعة التابعة لجامعة دمشق عام 1956م، كما تتلمذ على أيدي مجموعة من أساتذة الشريعة، وفي مقدمتهم الشيخ مصطفى السباعي المراقب الأول لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، والفقيه العلامة مصطفى الزرقا، والشيخ فوزي فيض الله، والشيخ معروف الدواليبي.
- أتم دراسته الجامعية في كلية الشريعة وتخرج منها عام 1961م، وفي عام 1966م الموافق سافر إلى السعودية وعمل هناك مدرسًا للغة العربية والتربية الإسلامية، وعاد إلى سوريا بعد أن مكث هناك أربع سنوات، واشتغل بالتدريس لمدة ثلاث سنوات حتى تعرض للاعتقال والسجن لمدة خمس سنوات، بسبب مشاركته في البيان الذي طالب بجعل سوريا ودستورها إسلامي والذي صدر عام 1973م. وقد استغل حوى فترة سجنه في التأليف، فألف عددًا من الكتب، أهمها كتاب الأساس في التفسير، الذي صدر في أحد عشر مجلدًا.
- تولى حوى مسؤولية قيادة جماعة الإخوان في سوريا عام 1979 إلى عام 1982م، في ظروف بالغة الحرج وكان ذلك بعد خروجه من السجن، فقد كانت الجماعة في ذلك الوقت تخضع للمراقبة والتقييد من السلطات.
-كان حوى يتمتع بفهم عال لكل جوانب الدعوة الإسلامية والتحرك السياسي المعتدل، كما أنه كان سوي الاعتقاد والفهم للتصوف السني السوي المُقيد بالقرآن والسنة النبوية، وقد تميز بفهمه العميق لفقه الواقع وترتيب الأولويات، كما أنه تبنى الدعوة إلى توحد الأمة الإسلامية وإقامة دولة الإسلام العالمية، وصياغة الشخصية الإسلامية صياغةً صحيحةً.
-توفي سعيد حوى عام 1989م عن عمرٍ لم يتجاوز الثالثة والخمسين عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض، وقد دُفن في جنوب مدينة عمّان بالأردن.