الرجل الذي نجح في إدخال الدعوة الإسلامية إلى كل بيت وقرية ومدينة عراقية
-الرجل الذي نجح في إدخال الدعوة الإسلامية إلى كل بيت وقرية ومدينة عراقية، ونجح في توحيد صف شباب العراق مع شباب مصر والعالم الإسلامي في مواجهة هموم وقضايا الأمة الإسلامية.
-ولد الصواف بالموصل في شوال 1333هـ، الموافق أغسطس 1914م، في أسرة عُرفت بالصلاح، وتعمل بالزراعة والتجارة، وتلقى في صغره تعليمًا في المدارس التابعة للمساجد حيث حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، ثم تلقى مبادئ اللغة والشريعة بحيث تأهل ليلتحق بالمدرسة الفيصلية التي أنشاها العالم الجليل عبد الله النعمة المعروف بعلمه وأدبه الراقي، والذي كان له بصمة واضحة في شخصية الصواف.
-بعد تخرجه من المدرسة الفيصلية عام 1936، عمل الصواف معلما في بعض المدارس الابتدائية ثم الثانوية، لكنه استقال بعدها من عمله، وقصد القاهرة وقلعتها العلمية الأزهر الشريف.
-التحق بكلية الشريعة عام 1943 وهو في الثلاثين من عمره، واستطاع الصواف بقدراته العقلية ونبوغه، أن يختصر سنوات الدارسة إلى النصف، وأن يحصل على شهادة العالمية، والتخصص في القضاء في 3 سنوات بدلا من 6، وبذلك كان أول طالب علم شرعي عراقي ينالها، وفي عام 1946 تناولت الصحف المصرية، خبر نبوغه فكان مضرب المثل في الاجتهاد في تلك الفترة، إذ وصفته إحدى المجلات بأنه "عبقري عراقي"، وأثنى عليه الإمام المراغي شيخ الأزهر ثناء عاطرا، وقال له: "يا ولدي لقد فعلت ما يشبه المعجزة".
-في الفترة التي عاشها الصواف في مصر، كانت القاهرة تموج بالأفكار والتيارات الدينية والسياسية المختلفة، حيث استطاعت دعوة الإخوان المسلمين أن تجذب إليها صفوة من شباب مصر والعالم الإسلامي، ومنهم الصواف الذي ساهم بتأسيس قسم الاتصال بالعالم الإسلامي في هذه الجماعة.
-عاد الصواف الى العراق ليؤسس الحراك الإسلامي فيه، بدأ دعوته في أروقة كلية الشريعة بالأعظمية، وأنشأ جمعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم أسس مع العلامة الشيخ أمجد الزهاوي الذي كان أبرز العلماء المجتهدين في زمانه جمعية الأخوة الإسلامية سنة 1948، لتكون واجهة لعمل الإخوان في العراق.
-في 15 يناير/كانون الثاني 1948، أثار توقيع حكومة العراق لمعاهدة "بورتسموث" مع الإنجليز غضبا لدى الشارع العراقي في حينه، فكان الصواف بخطبه النارية يمثل المعارضة، فتعرض للسجن، وفصل من عمله، حيث احتلت فلسطين صدارة جهاده، وعندما دخلت الجيوش العربية فلسطين، خرج الصواف على رأس مجموعة من الإخوان العراقيين إلى فلسطين بعدما جهز 3 أفواج بكامل عتادها وسلاحها.
-اختاره الملك السعودي الراحل فيصل بن عبد العزيز، مبعوثا خاصا له إلى الملوك والرؤساء، فطاف الصواف 35 دولة غالبيتها من الدول الإفريقية، وساهم بجهود كبيرة في إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي، وسجل رحلاته في كتاب "رحلاتي إلى الديار الإسلامية".
-مؤلفاته؛ المخططات الاستعمارية لمكافحة الإسلام، أثر الذنوب في هدم الأمم والشعوب، معركة الإسلام بين الأمس واليوم، من سجل ذكرياتي، بين الرعاة والدعاة، نداء الإسلام، تعليم الصلاة، صفحات من تاريخ الدعوة الإسلامية في العراق، العلامة المجاهد أمجد الزهاوي شيخ علماء العراق المعاصرين، عدة المسلمين في معاني الفاتحة وقصار السور من كتاب رب العالمين.
-توفي الشيخ الصواف يوم الجمعة 13 ربيع الآخر سنة 1413هـ، الموافق 11 أكتوبر 1992م، في مطار اسطنبول؛ حيث كان ينتظر الطائرة التي ستقله إلى مكة المكرمة، وقد نقل جثمانه ودفن في مقابر المعلاة بمكة بجوار قبر الصحابي عبد الله بن الزبير .