الجاحظ الأديب والفيلسوف الذي ألف 350 كتابا

الجاحظ الأديب والفيلسوف الذي ألف 350 كتابا

أثّر الجاحظ في الثقافة العربية تأثيرًا كبيرًا وقويًا، بحيث نهل منه كل من جاء بعده من أدباء ومفكرين.

- الجاحظ أديب وفيلسوف عربي في رصيده أكثر من 350 كتاب في مجالات مختلفة كالأدب والفلسفة وعلم الأحياء.

نبذة عن الجاحظ

- الجاحظ هو أبو عثمان عمرو ابن بحر الكناني الفقيمي البصري، هو أديب وعالم في علم الكلام إضافة إلى أنه متبحر في التاريخ والفلسفة كما اهتم بعلم الحيوان والنبات.

- كان الجاحظ من أتباع فكر المعتزلة الذين رفعوا العقل فوق كل الأشياء، واعتبروه الحكم والفصل في كل القضايا، وقد كان مفكرًا وفيلسوفًا وآمن بأهمية الشك معتبرًا إياه أحد طرق الوصول إلى اليقين، فقد قدم الجاحظ إنتاجًا أدبيًا ضخمًا أثرى الأدب والفكر العربي، إلى أن توفي في مكتبته عام 869 ميلادي.

بدايات الجاحظ

- وُلد عمرو بن بحر الكناني الفقيمي البصري الشهير بالجاحظ في البصرة عام 776 ميلادي، وهو من بني فقيم إحدى عشائر قبيلة كنانة.

- في طفولته كان يبيع الخبز والسمك في سوق البصرة، ثم بدأ بتعلم اللغة العربية وآدابها على يد الأصمعي، وأبي عبيدة وأبي زيد الأنصاري، كما درس النحو على يد الأخفش، ومن ثم درس علم الكلام على يد العالم إبراهيم بن سيار بن هانئ الناظم البصري.

إنجازات الجاحظ

- كان الجاحظ بدايةً يذهب إلى مربد البصرة ليتعلم من الأعراب فصاحة اللغة العربية، كما أنه ناقش أبو يزيد الحنين ابن اسحاق العبادي، وهو من الأطباء الذين ترجموا كتب الطب اليوناني للعربية، فقد كان الجاحظ يتعلم منه علوم الثقافة اليونانية، واتصل بالثقافة الفارسية من خلال قراءاته لابن المقفع.

- ترك الجاحظ الكثير من الكتب ولكن أشهرها على الإطلاق كتاب "البخلاء"، وهو عبارة عن كتاب أدب وعلم وفُكاهة، تجلى في هذا الكتاب أسلوب الجاحظ وبيانه الجزل الرصين، وقدرته النادرة على صياغة الفُكاهة، ووصف في هذا الكتاب الحياة الاجتماعية في صدر الدولة العباسية، وأطلعنا من خلاله على أسرار الأسر وكشف لنا عن كثير من عادات المجتمع وصفاته وأحواله، صور الجاحظ فيه البخلاء الذين قابلهم وتعرف عليهم في بيئته في بلدة مرو عاصمة خرسان، وصورهم الجاحظ بطريقة واقعية وفكاهية، فقد صور لنا طريقة تصرفاتهم كما عبّر عن نزواتهم، وسلّط الضوء على أسرارهم ونفسياتهم. بالرغم من ذلك فهو لا يجعلنا نكرههم، لأنه لا يترك أثرًا سيء في نفوسنا.

- ومن كتبه الشهيرة أيضًا كتاب "الحيوان" وكتاب "البيان والتبيان"، وهو كتاب في علم الأدب ويعتبر من أهم الكتب في هذا المجال، وهو من أواخر مؤلفات الجاحظ، يحاول في هذا الكتاب وضع أسس في علم البيان وفلسفة اللغة، والبيان بالنسبة للجاحظ هو الدلالة على المعنى والتبين والإيضاح. وله كتاب "المحاسن والأضداد" جمع الجاحظ في هذا الكتاب إيجابيات الأشياء وعيوبها، كما يذكر العادات الاجتماعية والصفات البشرية، بما تحمل من خير وشر في آن واحد.

- كما أنتج الجاحظ كتبًا في السياسة والتاريخ والأخلاق وعلم الأحياء، فقد كان واسع الاطلاع والمعرفة واستوعب العديد من الثقافات التي قرأ عنها كالفارسية واليونانية وحفظ للشعراء والحكماء اليونان والفرس.

- ألف الجاحظ ما يقارب 360 كتابًا في العديد من المجالات المعرفية بالرغم من أنّ عددًا كبيرًا من هذه الكتب ينتمي لفكر المعتزلة فقد كان من رواد هذا الفكر، واعتبر من قبل البعض أنه متعصب لمذهبه لذلك تم تجاهل الكثير من كتبه التي يدافع فيها عن أفكار المعتزلة او يسلط الضوء على فكرهم.

- تميز أسلوب الجاحظ بأنه أسلوب يعتمد على الاستطراد لكن دون ملل، إضافة للسهولة ووضوح المعاني، لقد عبّر من خلال أسلوبه عن إيمانه العميق في سلطة العقل، واعتمد الأسلوب السردي المتداخل كالقصص المتداخلة، أي أن إحدى الشخصيات تحكي قصة تسلط من خلالها الضوء على قصة شخص آخر والذي بدوره يروي قصة فرعية، لتتفرع هذه القصص لقصص أخرى، ليعود في النهاية للقصة الأساسية. فالجاحظ يتناول موضوعًا ثم ينتقل منه لموضوع آخر ليعود للموضوع الأساسي وهكذا دواليك.

- لقد أثّر الجاحظ في الثقافة العربية تأثيرًا كبيرًا وقويًا، بحيث نهل منه كل من جاء بعده من أدباء ومفكرين.

 

- يُعتبر الجاحظ من الأدباء الموسوعيين لإنتاجه الأدبي والفكري بالعديد من المجالات سواء الصرف والنحو أو علم الأحياء أو الشعر والفلسفة، عاصر الجاحظ العديد من الخلفاء العباسيين ابتداءً من الخليفة العباسي المهدي وحتى المهتدي بالله العباسي، وذلك لأنه عاش ما يقارب 90 عام.

شارك المقال

مواضيع ذات صلة

أقسام الموقع