كما كان الأصمعي رائداً في العلوم الطبيعية وعلم الحيوان، وخاصة تصنيف الحيوان وتشريحها
ـ هو عبدالملك بن قريب بن عبدالملك بن علي بن أصمع الباهلي، وهو أحد أئمة العلم باللغة والشعر والبلدان وسمي بالأصمعي نسبة الى جده أصمع.
ـ تمتع الأصمعي بشهرة واسعة فقد كانت الخلفاء تجالسه وتحب منادمته، وقد هيأت مجالس الرشيد له أن يذيع صوته في كل الأوساط والمحافل الأدبية فسعى يجمع الأخبار والأشعار، ويدقق في اختياره لها وفي إنشاده، بحيث دفعت هذه الشهرة الرواة أن يضعوا أخباراً وأقوالاً تنسب إليه.
ـ مما يبرهن على شهرته الواسعة، وتفوقه على أقرانه ما نراه من غالب المصنفين الذين جاءوا من بعده يستقون ثروته اللغوية والأدبية، كما أن كتب اللغة والأدب قد جمعت الكثير من الأخبار والأشعار التي يرويها.
بدايات الأصمعي
ـ بدأ جمع الحديث لإبن جريح والأوازعي وسفيان الثوري ثم بدأ مرحلة التأليف في الحديث.
ـ هيأت الظروف للأصمعي فرصة اللقاء بهؤلاء العلماء وغيرهم فتتلمذ على أيديهم وتابع مجالسهم في مدينة البصرة منذ أن كان صبياً حتى أن صار علماً من أعلامها ، وتابع أجوائها العلمية.
إنجازات الأصمعي
ـ كان كثير التطواف في البوادي، يقتبس علومها ويتلقى أخبارها ، ويتحف بها الخلفاء ، فيكافأ عليها بالعطايا الوافرة، وقيل عنه بأنه كان أتقن القوم للغة ، وأعلمهم بالشعر ، وأحضرهم حفظا.
ـ تطورت الحركة العلمية في عصره بسبب تمازج الثقافات وتشجيع الخلفاء فعقدت مجالس المناظرة في قصور الخلفاء وكانت حافزاً للعلماء على البحث والنظر وأسهم الأصمعي فيها إلى جانب من أسهم من علماء عصره.
ـ إن علم الأصمعي لم يكن علم سماع من الأعراب ورواية فحسب بل كان علم رواية ودرس دراية وقد حدث عن نفسه أنه حفظ اثني عشرة أرجوزة قبل أن يبلغ الحلم.
ـ كما كان الأصمعي رائداً في العلوم الطبيعية وعلم الحيوان، وخاصة تصنيف الحيوان وتشريحها، وذلك بسبب معرفته بالمفردات العربية والبحث عن المصطلحات الأصلية التي يستخدمها العرب للحيوانات، وله العديد من الكتب في هذا المجال وغيره مثل، كتب الخيل، كتاب الابل، كتاب الفارق (كتاب الحيوانات النادرة)، كتاب الوحوش (كتاب الحيوانات البرية)، كتاب الشاة، وكتاب خلق الأنسان.
ـ تمتع الأصمعي بشهرة واسعة وكان يعلل شهرته بقوله : وصلت بالعلم وكسبت بالملح. سماه الخليفة هارون الرشيد : شيطان الشعر ، وقال الأخفش : ما رأينا أحدا أعلم بالشعر من الأصمعي.
ـ أحب الأصمعي اللغة حبا ملك شغاف قلبه، فارتحل إلى أعماق البوادي يشافه أرباب الفصاحة والبيان من الأعراب، حتى أنه قلما يقع المرء على كتاب في التراث يخلو من خبر الأصمعي مع الأعراب.
ـ وكان مما أغنى علمه خزانة كتبه الواسعة التي جمع فيها أصول علمه ومروياته. عُرف عنه بأنه خفيف الروح ظريف الندرة ، يحرك الرصين ويضحك الحزين.