علماء مسلمون وضعوا اسس الحضارة الحديثة
-أطلقت وكالة ناسا الأمريكية للفضاء، اسم العالم المسلم البيروني على فوهة من فوهات سطح القمر عام 1970، تكريما لإسهاماته القيمة في علم الفلك. -هو أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني، عالم مسلم برع في الفلك والرياضيات وعلم الأنساب وعلم الإنسان، وهو أيضا فيلسوف ومؤرخ وجغرافي. -ولد عام 362 للهجرة (973 للميلاد) في خوارزم بإقليم خراسان الذي يقع اليوم في جمهورية أوزبكستان. -تتلمذ في صغره على يد الأمير منصور بن عراق، الذي ينحدر من أسرة حاكمة في خوارزم، وكان عالما جليلا ينسب إليه اكتشاف علم المثلثات. -تعهد ابن عراق تلميذه البيروني وتلمس فيه الحصافة وحب العلم والجد في العمل، فكتب مؤلفات خصيصا له ليوسع مداركه وليقود مساره العلمي في الاتجاه الصحيح. -قدم البيروني مفهوم دوران الأرض حول محورها، وحدد خطوط الطول والعرض، وكتب خلال إقامته بجرجان كتابه "الآثار الباقية عن القرون الخالية". -الف واحدا من أثمن الكتب في علم الإنسان والذي يعتبر إلى اليوم مرجعا تاريخيا مهما عن الهند، وقد أسماه "تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة". -كتب البيروني 146 عملا، كل واحد منها يحتوي على 90 صفحة، ولكن لم يصل إلينا منها سوى 22 عملا. -تعتبر أعماله في مجال التاريخ وعلوم الإنسان مقارنة بما كتب في العصر، بأنها "أفضل وصف للحضارات التي عرفت في زمن البيروني" على حد وصف الموسوعة البريطانية. -تصف الموسوعة عمل البيروني في شرح التقويم اليهودي على أنه "الأكثر غوصا في التفاصيل، بل ويتفوق على المصادر اليهودية نفسها التي كتبت في القرون الوسطى (بعد وفاة البيروني بقرون)، وأن عمل البيروني أكثر الأعمال في هذا المجال علمية ومنطقية". -أدرك البيروني العلاقة الوطيدة بين علم الفلك وعلم الحساب، وكان أول من تناول خطوط الطول والعرض وحدد أماكنها، وقدم مفهوم دوران الأرض حول محورها، ودرس الأوج الشمسي وحركته وعلاقته بالأرض، كما أدرك مفهوم الجاذبية، وربما كانت ملاحظاته من الملاحظات التي ألهمت العلامة إسحاق نيوتن في اكتشاف قانون الجاذبية. -قال البيروني إن الأجسام تسقط على الأرض بسبب قوى الجذب المتمركزة فيها، ثم جاء نيوتن ليعطي لتلك الملاحظات مفهوما أوسع وأشمل بقوله إن كل جسم في الكون يؤثر بقوة جذب على جسم آخر، ومقدار تلك القوة تتناسب طرديا مع حاصل ضرب الكتلتين وعكسيا مع مربع المسافة بينهما. -أحب البيروني الطبيعة ودراسة النباتات وخصائصها وروائحها منذ صغره، فأطلقت والدته عليه كنيته الشائعة "أبا الريحان"، فتابع هو ذلك التوجه وكتب عن الصيدلة والأدوية واختتمها بكتاب كتبه في أواخر حياته وأسماه "الصيدلية في الطب". -درس المعادن والعناصر الكيميائية وعبّر في كتاباته في هذا المجال عن رأيه في أهمية الذهب كمعدن، وأنه يجب أن يكون عماد أي نظام اقتصادي وهو ما يعمل به اليوم، حيث يمثل احتياطي الذهب العنصر الرئيسي في قياس استقرار الاقتصاد لأي دولة وسعر صرف عملتها. -البيروني كان يتحدث عدة لغات إلى جانب العربية، مثل الفارسية واليونانية والسنسكريتية، الأمر الذي ساعده في الاطلاع على الثقافات الأخرى وأهله للكتابة عنها وعن علومها ومعتقداتها. كما كتب شرحا لديوان الشاعر العباسي أبي تمام. -توفي البيروني في شهر رجب عام 440 للهجرة (1048 للميلاد) عندما كان في الـ 75 من عمره.