اعتبر عمرو بن كلثوم من أكثر المعمّرين في العصر الجاهلي فيُقال إنه عاش لما يزيد عن المئة وخمسين عاماً.
- عمرو بن كلثوم هو من أهم شعراء العصر الجاهلي، عُرف بجزالة معلقته ووضوح قصائده.
- كان عمرو بن كلثوم أحد أشهر الشعراء والفرسان بين العرب فهو شاعر قبيلة تغلب وسيدها.
- كانت معظم قصائده مليئةً بالحكم والعبر وكان أبناء القبيلة يحرصون على تعليمها لأبنائهم.
- كان يُشتهر باستخدامه لضمير نحن في شعره أثناء حديثه عن نفسه وذلك تعبيراً عن شدة فخره بذاته، بالرغم من جزالة قصائده وصعوبة كلماتها إلا أنّها اُعتبرت من أوضح القصائد في المعاني، فلطالما استطاع القارئ أو المستمع أن يفهم بسهولة غرض الشاعر وما يريد سرده في هذه القصيدة.
بدايات عمرو بن كلثوم
- وُلد عمرو بن كلثوم التغلبي سنة 420 في بلاد ربيعة التي كانت تقع شمالي شبه الجزيرة العربية.
- قضى عمرو بن كلثوم أغلب حياته بين الشام والعراق وكان سيداً على قومه منذ أن كان في عمر الـ15 وساعده في ذلك أنفته وعزة نفسه العاليتين اللتين اكتسبهما من نشأته في بيتٍ من السادة.
إنجازات عمرو بن كلثوم
- كان عمرو بن كلثوم سيد قومه منذ أن كان صغير السن فكان يُشتهر بين أبناء قبيلته بالشجاعة والقوة فكان يخوض في الحروب دون أن يخشى شيئاً، وتقول الروايات أنّ الحارث بن الأعرج جاء غازياً بني تغلب فاقتتلوا واشتدت المعركة بينهما حتى تعرض الحارث وقومه من بني غسان إلى هزيمةٍ نكراء تسببت في مقتل شقيق الحارث فقال عمرو حينها:
هلاّ عطفتَ على أخيك إذا دعا بالثكل ويل أبيك يا ابنَ أبي شَمِرْ
قذفَ الذي جشّمت نفسك واعترف فيها أخاك وعامر بن أبي حُجُرْ
- عزة نفسه وكرامته جعلاه يرفض مدح أيّ من الملوك وكان لا يرغب في أن يكون قومه تابعين لأيّ كان فكانت وفود الملوك تصله إلى بيته دون أن يفد إليهم.
- ومن بين الملوك كان عمرو يُشتهر بالعداوة التي بينه وبين عمرو بن هند وأشعاره التي نظمها فيه فقال:
أَلا مَن مُبلِغٌ عَمرَو بنَ هِندٍ فَما رُعِيَت ذَمامَةُ مَن رَعَيتا
أَتَغصِبُ مالِكاً بِذُنوبِ تَيمٍ لَقَد جِئتَ المَحارِمَ وَاِعتَدَيتا
فَلَولا نِعمَةٌ لِأَبيكَ فين لَقَد فُضَّت قَناتُكَ أَو ثَوَيتا
أَتَنسى رِفدَنا بِعُوَيرِضاتٍ غَداةَ الخَيلُ تَخفِرُ ما حَوَيتا
وَكُنّا طَوعَ كَفِّكَ يا اِبنَ هِندٍ بِنا تَرمي مَحارِمَ مَن رَمَيتا
سَتَعلَمُ حينَ تَختَلِفُ العَوالي مَنَ الحامونَ ثَغرَكَ إِن هَوَيتا
وَمَن يَغشى الحُروبَ بِمُلهِباتٍ تُهَدِّمُ كُلَّ بُنيانٍ بَنَيتا
إِذا جاءَت لَهُم تِسعونَ أَلف عَوابِسُهُنَّ وَرداً أَو كُمَيتا
- هذه العداوة بين الاثنين خلصت إلى مقتل عمرو بن هند على يد ابن كلثوم حيث ادعى ابن هند عدم وجود أيّة امرأة بين العرب ترفض خدمة والدته فقيل له بل يوجد فليلى بنت المهلهل ترفض ذلك فعمها هو الملك كُليب وهي ابنة الزير سالم كما أنّها متزوجةٌ من كلثوم بن مالك المشهور بين فرسان العرب،
- بعد ذلك وجه عمرو بن هند دعوةً إلى ليلى وعمرو لزيارتهم وأثناء الزيارة جاءت والدته وأشارت إلى جفنة ماء كانت موضوعةً على الطاولة وقالت: "يا ليلي ناوليني تلك الجفنة" فردت عليها ليلى قائلةً: "لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها" وبعد إلحاح هند على الأمر صرخت ليلى "واذلاه" فكان أن سمعها ابنها عمرو الذي كان جالساً في غرفةٍ قريبة مع عمرو بن هند واستل سيفاً معلقاً هناك وقتل ابن هند ونهب كافة أمواله، وعند ذلك قال معلقته الشهيرة:
أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِيْنَا وَلاَ تُبْقِي خُمُـوْرَ الأَنْدَرِيْنَا
مُشَعْشَعَةً كَأَنَّ الحُصَّ فِيْهَـا إِذَا مَا المَاءَ خَالَطَهَا سَخِيْنَا
تَجُوْرُ بِذِي اللَّبَانَةِ عَنْ هَـوَاهُ إِذَا مَا ذَاقَهَـا حَتَّـى يَلِيْنَا
تَرَى اللَّحِزَ الشَّحِيْحَ إِذَا أُمِرَّتْ عَلَيْـهِ لِمَـالِهِ فِيْهَـا مُهِيْنَا
- شنّ عمرو بن كلثوم حرباً على بني تميم وفي طريق عودته مرّ على أحد أحياء بني قيس وأسر بعضهم وسبى قسماً آخر وكان بين الأسرى أحمر بن جندل السعدي، وأخيراً مر على بني حنيفة في اليمامة وكان بينهم أشخاصٌ من عجل وسمع بذلك أهل حجر فأتاه بنو سحيم وعلى رأسهم يزيد بن عمرو بن شمر وعندما رآهم قال:
مَن عالَ منا بعدها فلا اجتَبَرْ ولا سقى الماءً ولا أرعى الشَّجَرْ
بنو لُجيمٍ وجعاسيسُ مُضَرْ بجانب الدوِّ يُديهونَ العَكَرْ
وفاة عمرو بن كلثوم
- اعتبر عمرو بن كلثوم من أكثر المعمّرين في العصر الجاهلي فيُقال إنه عاش لما يزيد عن المئة وخمسين عاماً، تختلف الروايات في تحديد سنة وفاته بدقة فيقول البعض أنّه توفي في عام 570 في حين أن البعض الآخر يقول أنّ وفاته كانت في عام 584 حين أسره يزيد بن عمرو فامتنع عن شرب الماء حتى توفي.