تتميز الأعمال الفنية البصرية عن أشكال فنية أخرى مثل الغناء وإلقاء الشعر

الفنون البصرية تمثل مجموعة من التعابير الفنية التي تعتمد على الرؤية البصرية أو المرئية لتفهمها وتقديرها. تتطلب هذه الفنون تفاعلًا بصريًا من قبل المتفاعلين، ويمكن إنتاجها بواسطة مختلف الوسائل والتقنيات. يُمكن أيضًا تعريف الفنون البصرية كلوحات فنية تملأ أو تحتل مساحات فارغة، مثل الرسم والنحت.

تتميز الأعمال الفنية البصرية عن أشكال فنية أخرى، مثل الغناء وإلقاء الشعر، بأنها غالبًا ما يتم قياسها بوحدة الزمن. وبالطبع، هناك فئة أخرى من الفنون التي يمكن قياسها باستخدام وحدات القياس المكانية والزمانية معًا، كما في حالات المسرح والسينما.

الفنون البصرية تشمل عدة فروع رئيسية، منها الفنون التطبيقية، والفنون التشكيلية، والفنون التعبيرية.

الفنون التطبيقية:

تشمل الحرف اليدوية مثل تصميم الأزياء، وصناعة الخزف، وتصنيع المجوهرات والحلي، والنجارة، والكثير من الفنون الحرفية الأخرى. لم يتم التعرف على هذا النوع من الفنون بشكل معترف به كفرع من فروع الفن البصري حتى نهاية القرن التاسع عشر، عندما ظهرت حركة الفنون والمهارة الفنية.

الفنون التعبيرية:

تشمل الرقص كواحدة من أبرز هذه الفنون، حيث يمكن قياسها بوحدة الزمن، ولكنها تحتاج أيضًا إلى حاسة البصر لاستيعابها وفهمها.

الفنون التشكيلية:

يُطلق على هذا النوع أيضًا اسم الفن الكلاسيكي، لأنه كان الفن المرئي الأول الذي انتشر في العصور القديمة. تشمل هذه الفنون العديد من الفروع، وأهمها:

الرسم:

يحتل الرسم مكانة رفيعة في فنون البصر، حيث يعتبر فنًا قديمًا له تاريخ طويل. يشمل الرسم تجسيد التعبير على سطح معين من خلال استخدام مجموعة من الخطوط. قد يُجسد الرسم لحظة، أو مشهدًا، أو حتى فكرة. يُعتبر الرسم في العديد من الأحيان المرحلة الأولى للعديد من الفنون الأخرى، مثل الرسوم المتحركة.

تمثل هذه الفروع الأساسية للفنون البصرية تنوعًا غنيًا من المجالات الفنية التي تجمع بين التعبير الابتكاري والمهارات الفنية التقنية.

التصوير:

التصوير في هذا السياق لا يشير إلى التصوير الفوتوغرافي، بل يتعلق بالتعبير عبر استخدام الألوان على سطح ما. يمكن أن يشمل المصطلح التصوير الزيتي، والتصوير المائي، والتصوير بالأكريليك، والتصوير الجداري، والرسم الملون. يُشير الى أن الأخوين هيوبرت وجان فان أيك قاموا بتطوير طريقة حديثة في مزج الألوان الزيتية، التي تؤدي إلى مزيج من الألوان يجف بسرعة، وانتشرت هذه الطريقة في جميع أنحاء العالم.

أما بالنسبة لفن التصوير الجداري، يُعرف أيضًا باسم "الفريسكو"، وهي كلمة إيطالية تعني "طازج"، حيث يقوم الرسام بإنهاء تحفته قبل أن تجف الألوان على السطح الذي يرسم عليه. يعتمد هذا الفن على استخدام المواد مثل الجير والرمل والمواد المؤكسدة مثل الهواء.

يُعرف التصوير بأن له عدة مدارس، منها:

المدرسة الكلاسيكية.

المدرسة التعبيرية.

المدرسة الواقعية.

المدرسة السريالية.

الحركة الانطباعية.

المدرسة التكعيبية.

هذه التيارات تعكس تنوع وتطور الفنون التشكيلية عبر العصور، مع تفرد كل مدرسة في تعبيرها الفني وفلسفتها المعبرة.

فن الفسيفساء:    

هو فن بصري قديم يعتمد على تكوين لوحة فنية من قطع صغيرة، حيث تتألف اللوحة الفسيفسائية من عدد كبير من القطع أو الأجزاء الصغيرة. يمكن أن تحتوي على مجموعة واسعة من الألوان أو عدد محدود منها، حسب المشهد المصور وحجم اللوحة.

يُظهر اللوحات الفسيفسائية غالبًا مناظر طبيعية أو أشكالًا هندسية أو حيوانات أو أشخاص. يعود أصل هذا الفن إلى السومريين، الذين كانوا أوائل من ابتكروا واستخدموا الفسيفساء، ومن ثم انتقل هذا الفن إلى الرومان وشعوب أخرى. حقق الفن الفسيفسائي شهرة وانتشارًا مجددًا في العصور الحديثة.

فن النحت:

يُعتبر النحت فنًا ثلاثي الأبعاد يهدف إلى تجسيد الحيوانات أو الإنسان أو الأجسام في مواد مثل الرخام أو الجص أو الشمع. تطورت أساليب النحت على مر العصور، حيث اعتمد النحاتون في السابق على آلات بدائية، ولكن مع التقدم التكنولوجي أصبح من المشترك استخدام الأدوات الكهربائية لتسهيل عملية النحت وتحقيق النتائج المرغوبة.

التصوير الضوئي، المعروف أيضًا بالتصوير الفوتوغرافي، يعتمد على إعادة خلق المشاهد أمام عدسة الكاميرا باستخدام مواد حساسة للضوء مثل الفيلم. تتم معالجة هذه المواد لإنتاج صورة تمثل المشهد الأصلي. تطور الفن التصويري على يد رواد مثل نادار ودوماشي وبراون، حيث أسهموا في تحويل التصوير الفوتوغرافي من وسيلة لتوثيق الواقع إلى فن إبداعي.

فن التصميم:

يشمل مجموعة متنوعة من الفنون، بما في ذلك تصميم الأزياء والعمارة وتصميم المباني. يتميز التصميم الغرافيكي كواحد من أبرز فروع هذا الفن، حيث يتم مواكبة التطور التكنولوجي بشكل كبير.