من أشهر الحلويات التي ارتبطت برمضان "القطايف والكنافة"
-سجلت أمهات الكتب الكثير من مظاهر شهر رمضان وتقاليده، منها الكلمات التي يتم تبادلها فرحة بمجيء رمضان مثل: "رمضان كريم"، وهي العبارة التي كانت تقال طوال أيام الشهر الكريم، إما اعتذارا عن تقديم واجب الضيافة لزائر طارئ، وإما دعوة مقدمة لضيف للإفطار باعتبار وفرة الخير والطعام في رمضان.
-كما ارتبط رمضان مع مرور العصور أيضا بطقوس لا تكاد تنفصل عنه مثل "الفوانيس ومدفع الإفطار والياميش والكنافة"، وليست هذه المأكولات والطقوس الرمضانية جديدة على رمضان، بل تكاد تصبح تراثا ذا جذر ممدود في تاريخ مجتمعاتنا العربية منذ زمن قديم.
ومن أشهر الحلويات التي ارتبطت برمضان "القطايف والكنافة"، وكان من الافكار الموروثة أن للحلوى أثرا محمودا في رد قوة الصائم إليه، وقد بلغت شهرة الكنافة والقطائف إلى أن جلال الدين السيوطي كتب فيهم كتابا جمع فيه كل ما قيل عنهما أسماه "منهل اللطائف في الكنافة والقطائف".
-تروي لنا صفحات الأدب شهادة لهذا التراث لا تخلو من الفكاهة، فأبو الحسين الجزار، أحد الشعراء الصعاليك بالعصر المملوكي، قدم تجربة مختلفة كشاعر اشتهر بحبه للكنافة وألّف لها العديد من النصوص داعيا لها بالمطر والسقيا، مقلدا في ذلك الشعراء الجاهليين الذين ارتبطت حياتهم بالصحراء وكانوا يدعون لمن يحبون بالسقيا، يقول أبو الحسين:
سقى الله أكتاف الكنافة بالقطر .. وجاد عليها سكرًا دائم الدر
وتبًا لأوقات المخلل إنها .. تمر بلا نفع وتحسب من عمـري
-وكما تغنى قيس بليلى، وعنترة بعبلة، فإن أبو الحسين تغنى بمحبوبته الكنافة متخيلا إياها في أحد نصوصه أنها تتهمه بالخيانة مع ضرتها "القطائف"، يقول أبو الحسين:
ومالي أرى وجه الكنافة مغضبًا .. ولولا رضاها لم أرد رمضانها
ترى اتهمتني بالقطائف فاغتدت .. تصد اعتقادًا أن قلبي خانها
وقد قاطعتني ما سمعت كلامها .. لأن لساني لم يخاطب لسانها