قواعد اللغة العربية: حروف العطف ومعانيها

قواعد اللغة العربية: حروف العطف ومعانيها

تشترك بعض حروف العطف في المعنى الذي تدلّ عليه.

- لحروف العطف في اللغة العربية معانٍ كثيرة غير المعنى الرئيس الذي يتبادر للذهن فور سماع أيّ حرف منها، وتفصيل ذلك فيما يأتي.

الواو

- إنّ الواو هو أحد الحروف العاطفة، وهو أكثرها انتشارًا وشهرةً، وهذا الحرف يفيد الجمع من حيث المعنى؛ أي: جمع شيئين في حكم واحد، فتعطف الواو الشيء على مصاحبها، وذلك مثل قوله تعالى: {فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ}.

- أو تعطف الشيء على ما يلحق به، ومن ذلك قوله تعالى: {كَذَٰلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.

- أو تعطف الشيء على ما ما يسبقه، وذلك كقوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ}،. وقد تفيد الواو أيضًا بالإضافة إلى الجمع الترتيب والمعية.

 الفاء

- الفاء هي ثاني حروف العطف، وعندما ترد الفاء عاطفة في الجملة فإنّها تفيد ثلاثة أمور، وأوّل هذه الأمور هو التّرتيب، وهذا الترتيب يقع على نوعين، أحدهما معنوي ويكون بعطف شيء على شيء، وذلك على نحو: جاء زيد فعمرو، والآخر ذكري والذي يكون بعطف المفصّل على المجمل، وذلك على نحو قوله تعالى: {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ}.

- ومن ذلك أيضًا: صلّى الرجل فقام وركع وسجد، والأمر الثّاني الذي تفيده الفاء هو التّعقيب، والتّعقيب يكون لكلّ شيء بحسبه، وذلك على نحو: دخلتُ مكّة فالكعبة؛ إذ لم يفصل بينهما فاصل ودخول الكعبة يحصل مباشرةً بعد دخول مكة، وكذلك أيضًا على نحو: تزوّج فلان فوُلد له، وذلك إذا لم يفصل بين الزواج والولادة إلّا مدّة الحمل. 

- من التّعقيب قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً}.

- الأمر الثالث الذي تفيده الفاء العاطفة هو السّببية، وذلك إذا ما عطفت الفاء جملة أو صفة، ومن أمثلة مجيء الفاء سببية لعطفها جملة قوله تعالى: {فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ}. 

- ومن أمثلة مجيء الفاء سببيّة لعطفها صفة قوله تعالى: {لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ * فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ * فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ}.

ثمّ

- ثمّ أو فُمّ حرف عطف يحملُ معنى الترتيب مع التراخي في الزمن دون تعقيب، ومن ذلك: طلعتْ الشّمسُ ثمّ ذهبْتُ إلى العمل، فطلوع الشّمس حدث أولًا ثمّ الذهاب إلى العمل ثانيًا، لكن هناك فاصل زمني بين الأمرين ولم يتعاقبا، ومن مجيء ثمّ أيضًا قوله تعالى: {خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا}.

حتّى

- تكون حتّى حرف عطفٍ فتأخذ عمل الواو وتكون بمعنى انتهاء الغاية، وذلك على نحو: جاء الرجال حتّى خيولهم، وتختلف حتّى عن الواو في ثلاثة أمور، فالأوّل أنّ لمعطوف حتّى شروطٌ ثلاث، أحدها أن يكون ظاهرًا غير مضمر، والثاني أن يكون جزءًا ممّا قبلها، والثّالث أن يكون غاية لما قبل حتّى إمّا في الزيادة أو في النقص، وذلك على نحو: انتصر القوم حتّى ضعافهم.

- وأمّا الفرق الثاني بين حتّى والواو أنّها لا تعطف الجمل، بينما تعطف الواو الجمل، وأمّا الفرق الثّالث فإنّها إذا عُطفت على مجرور ينبغي أن يعاد حرف الجر في الاسم المعطوف، وذلك على نحو: مررْتُ بالرجال حتّى بزيد، وذلك للتفريق بين حتّى العاطفة وحتّى الجارّة.

أو

- هو أحد الأحرف العاطفة، وهذا الحرف يفيد عدّة معانٍ، فالأوّل الشّك، وذلك على نحو: جاء أحمد أو زيد، أمّا الثّاني فهو الإبهام، وذلك على نحو: وإنّا أو إيّاكم لعلى هدى، والفرق بين الشّك والإبهام أنّ الشك يكون من جهة المتكلّم، أمّا الإبهام فيكون من جهة السّامع، أمّا المعنى الثّالث فهو التخيير، ومن ذلك: خذ كتابًا أو دفترًا، وأمّا المعنى الرابع فهو الإباحة، وذلك على نحو: جالس أحمد أو خالد، والفرق بين التخيير والإباحة أنّ التخيير لا يجوز إلّا اختيار أمر واحد فلا يجوز فيها الجمع، بينما الإباحة يجوز فيها الجمع.

- وأمّا المعنى الخامس الذي تفيده أو فهو التقسيم، وذلك على نحو قوله تعالى: {وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا}.

- المعنى السّادس لـ أو هو الإضراب بمعنى بل، ومن ذلك قوله تعالى: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ}. وأمّا المعنى السّابع لها فقد تأتي بمعنى الواو، وذلك على نحو قول الشّاعر:

- جاءَ الخِلاَفَةَ أو كَانَتْ له قَدَرًا

- كَمَا أَتَى رَبَّهُ مُوسَى عَلَى قَدَرِ

- أراد: جاء الخلافة وكانت قدرًا له، وأمّا المعنى الثّامن لها فهو أن تأتي بمعنى "ولا"، وذلك على نحو ما جاء في قول الشاعر:

- لَا وَجْدُ ثَكْلَى كَمَا وَجَدْتُ، وَلَا

- وَجْدُ عَجُولٍ أَضَلَّهَا رُبَعُ

- أَوْ وَجْدُ شَيْخٍ أَضَلَّ نَاقَتُهُ

- يَوْمَ تَوَافَى الْحَجِيجُ فَانْدَفَعُوا

- والمُراد هنا هو أنّه ولا وجد شيخ أضلّ ناقته.

أم

- أم هي أحد الحروف العاطفة التي يؤتى بها في الجملة بعد الهمزة، سواء أكانت هذه الهمزة ظاهرة أم مقدّرة، وتفيد حينئذٍ معنيين، إمّا الإضراب فتكون بمعنى بل، وذلك على نحو: أزيدٌ قائمٌ أم أحمد، وقد تكون أيضًا بمعنى الاستفهام الاستنكاري، ومن ذلك قول الشّاعر:

- وما أدري، وسوفَ إخالُ أدري

- أقَوْمٌ آلُ حِصْنٍ أمْ نِساءُ؟

بل

- هو حرف معناه الإضراب والتحويل من شيء لآخر، وتكون بل عاطفة إذا ما جيء بعدها باسم مفرد، فلو سُبقت بل بأمرٍ أو إيجاب، وذلك على نحو: جاء زيد بل عمر، أو صاحب زيد أو عمر، ففي هذه الحالة يكون ما قبلها كالمسكوت عنه فلا يشمله الحكم، ويكون الحكم لما بعدها، وأمّا إن سبقت بنفي أو نهي، وذلك على نحو: ما جاء زيدٌ بل عمر، فالأمر هنا على عكس السابق، فيكون في هذه الحالة تقرير الحكم لما قبلها وإثبات العكس لما بعدها، كقول الشاعر:

- وجهكَ البدرُ لا بل الشمسُ لو لم

- يُقضَ للشّمس كَسِفةٌ أو أفولُ

لكن

- تكون لكن حرف عطف أيضًا بمعنى الاستدراك، وتكون عاطفة إذا ما وليها اسمٌ مفردٌ، وتكون عاطفة بشرطين، فالأوّل أن يتقدّمها نفي أو نهي، وذلك على نحو: ما جاء أحمد لكن عمر، والثّاني ألّا تقترن بالواو، وذلك على نحو: ما قام زيد ولكن عمر.

لا

- تفيد لا العطف فتعمل عمل الحروف العاطفة، فتجمع اسمين في حكمٍ واحدٍ، وتكون بمعنى النفي والعطف، ولا تكون "لا" عاطفة إلّا إذا توفّرت فيها شروطٌ ثلاث، أوّلها أن يتقدّمها إثبات، وذلك على نحو: جاء أحمد لا زيد، أو أن يتقدّمها أمر، وذلك على نحو: كرّم أحمد لا زيد، أو نداء، وذلك على نحو: يا بن خالي لا بن أختي.

 

- وثانيها ألّا تقترن بعاطف، وذلك على نحو: جاءني أحمد لا بل زيد، فهنا "لا" لا تكون عاطفة، وذلك لأنّها اقترنت بحرف العطف "بل"، وثالثها ألّا يتعاند متعاطفاها، فلا يجوز القول جاءني رجلٌ لا أحمد، لأنّ أحمد قد يكون هو الرجل ذاته، بينما يقال: جاءني زيد لا أحمد.

شارك المقال

مواضيع ذات صلة

أقسام الموقع