قيم إسلامية
- تبنى الإسلام حق حرية الاعتقاد (لَآ إِكْرَاهَ فِى ٱلدِّينِ
ۖ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَىِّ)، (أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ
حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ).
-
أسس الإسلام نظرته إلى الإنسان على ركيزةٍ جوهريةٍ، هي فرادة الإنسان بين مخلوقات
الله عز وجل، لكونه ذاتا عارفة (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا)، وعلى موقعه
المتميز في المعادلة الكونية (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي
جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً)، ومكانته الخاصة (وَإِذْ قُلْنَا
لِلْمَلَٰٓئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لِءَادَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبْلِيسَ).
-يحترم
الإسلام حقوق الإنسان من خلال منطلقه الرئيسي، وهو احترام النوع الإنساني، وتكريمه
الواضح على سائر المخلوقات (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ).
-وترتكز
فلسفة حقوق الإنسان على قاعدة المساواة بين بين البشر، كونهم جميعا من أصل واحد في
النشأة والخلق (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ
وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ
أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ).
-جعل
الإسلام الأعمال الصالحة المفيدة معيار التميز بين الناس، فربط قيمة الفرد بالعمل
الذي يقوم به، لا بشيء آخر من لون أو عرق أو جنس (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ
أَتْقَاكُمْ).
-جعل
الإسلام خلافة الإنسان في الأرض منطلقاً لبناء شخصية إنسانية قوية، قادرة على
تمكين قيم الحق والعدل والمساواة والسلام والخير ومواجهة الباطل وحماية الأرض من
الإفساد، واعتبر توفير ظروفٍ معيشيةٍ تناسب كرامته الإنسانية واجباً على أولي
الأمر تحقيقه في حدود ما اصطلح على تسميتها "الكفاية"، ويعني أن يتوفر
له كل ما يكفيه، حتى لا تشغله مطالب معيشته عن واجبات "الاستخلاف"
المحدّدة بإعمار الكون وإحقاق الحق ومحاربة الباطل.
-الإسلام أعلى قيمة الحرية في
حياة الإنسان، وقدمها على إقامة الدين ذاته، قال الإمام أبو حامد الغزالي في كتابه
"الاقتصاد في الاعتقاد": نظام الدين لا يحصل إلا بنظام الدنيا، فنظام
الدين، بالمعرفة والعبادة، لا يتوصل إليهما إلا بصحة البدن، وبقاء الحياة وسلامة
قدر الحاجات من الكسوة والمسكن والأقوات والأمن، فلا ينتظم الدين إلا بتحقيق الأمن
على هذه المهمات الضرورية، وإلا فمن كان جميع أوقاته مستغرقا بحراسة نفسه من سيوف
الظلمة وطلب قوته من وجوه الغلبة، متى يتفرّغ للعلم والعمل، وهما وسيلتاه إلى
سعادة الآخرة؟ فإذن: إن نظام الدنيا، أعني مقادير الحاجة، شرط الدين"، وهذا
لا يتحقق من دون حكمٍ صالحٍ وسيادة العدل والمساواة، وما تستدعيه من قيم الحرية
والكرامة التي تفتح باب الإبداع والإنتاج.
-أقر الإسلام الفردية في حقوق
الإنسان وواجباته ومسؤوليته عن ذاته وأفعاله، (وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا
مَا سَعَىٰ * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ)، و"وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ
وِزْرَ أُخْرَىٰ"، و"وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا".
-ضمن الإسلام للأشخاص حماية
الخصوصية، فحرم التجسس والغيبة (وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ
بَعْضًا).
-ضمن الإسلام حق الإنسان في
احترام قيمته المعنوية، فحرم الانتقاص أو الاستهزاء به (وَلا تَلْمِزُوا
أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ
الإيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ).
-ضمن الإسلام حق الأفراد في حماية
أموالهم (وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ، وَتُدْلُوا
بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ
بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ).
-المرأة في الإسلام مساوية للرجل في آدميته، ومكلّفة مثله بكل العبادات من دون تمييز، وجعل دورها تكاملياً مع الرجل، باعتباره الأسرةَ الوحدةَ الأساسية للمجتمع وتوزيعه الأدوار داخلها بما يحقق هذا التكامل.