علوم القرآن
-علوم القرآن متعددة ومتشعبة، وثمة علم من بينها
يسمى علم المتشابه، و(المتشابه) من القرآن هو: ما أشكل تفسيره لمشابهته بغيره؛ إما
من حيث اللفظ، أو من حيث المعنى.
-وهو ثلاث أنواع؛ متشابه
من جهة اللفظ فقط، ومتشابه من جهة المعنى فقط، ومتشابه
من جهة اللفظ والمعنى معاً .
-وعلم المتشابه علم له أصوله وفروعه، وله علماؤه ومؤلفاته، وله
فوائده ومزاياه .
-التشابه اللفظي في الآيات الكريمة من أكثر ما يعاني منه حافظ
القرآن خصوصا مبتدئ الحفظ، مما جعل جمعاً من العلماء في القديم والحديث يؤلفون
كتباً تعين على حصر وضبط المتشابه، وبيان القواعد التي تعين الحافظ على الضبط.
-اختلفت مناهج العلماء في كتبهم وطريقة معالجتهم
لتيسير ضبط المتشابه، وهو باب مفتوح، فقد يخطر على بال كل حافظ طريقة يستعين بها
على ضبط ما يشكل عليه .
-من فوائد معرفة متشابه القرآن أنه يزيد القارئ لكتاب الله إيماناً؛
لما يتبين له من فنون البلاغة، التي عجز عنها البلغاء، ووقف من دونها الفصحاء؛ ومن
المعلوم أن بعض الآيات قد تشكل على قارئ ولا تشكل على آخر لأسباب مختلفة .
-من نماذج المتشابه، قوله تعالى : {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ} في سورة آل عمران/١٧، وقوله تعالى: {وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} في سورة الذاريات/١٨، نلاحظ هنا أن كلا الآيتين مدحٌ للاستغفار في هذا الوقت بعينه، والتقديم والتأخير، والتعبير بالاسم (المستغفرين) الذي يدل على الثبات والدوام، والتعبير بالفعل (يستغفرون) الذي يدل على التجدد والحدوث، كما نلاحظ تناسق فواصل الآيات.
-ومن نماذجه كذلك؛ قوله تعالى : (يَغْفِرْ
لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) سورة الصف/ 12، وقوله تعالى: (يَغْفِرْ لَكُم مِّن
ذُنُوبِكُمْ) سورة نوح/ 4، والفرق بين الأسلوبين؛ أنه حيثما كان الخطاب في الآية من
المؤمنين أو للمؤمنين، فإن التعبير يكون بلفظ (يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) لأن
المؤمن إذا استغفر الله غفرت له جميع ذنوبه، وحيثما كان الخطاب في الآية للكافرين؛
فإن التعبير يكون بلفظ (يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ)، وذلك لأن الكافر لا
تغفر جميع ذنوبه وهو متلبس بكفره
.