تعدّ النار الخزي الأكبر، والخسران العظيم الذي لا خزي بعده، ولاخسران أكبر منه.
- تعدّ النار الخزي الأكبر، والخسران العظيم الذي لا خزي بعده، ولاخسران أكبر منه، كما قال الله تعالى:( أَلَم يَعلَموا أَنَّهُ مَن يُحادِدِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَأَنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدًا فيها ذلِكَ الخِزيُ العَظيمُ)، وقال أيضاً: (إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ)، ويُمكن تعريف النّار بأنّها عذاب الله تعالى، الذي يعذّب به أعداءه، والسجن الذي أعدّه للمجرمين، ودار الكفّار الذين يكذّبون رسله، ويتمرّدون على شرعه، وممّا يزيد من العذاب والآلام والأحزان فيها أنّها خالدة، لا تفنى، وأنّ أهلها خالدون، كما أنّ الله -تعالى- أمر ملائكةً ليقوموا على النار، وهم خزنتها، ومن صفاتهم: شدّة البأس، وعِظَم الخِلقة، وعدم معصية الله -تعالى- بما يأمرهم، حيث قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ).
طعام أهل النار
- يوجد في النار عدّة أنواع من الطعام، تختلف باختلاف طبقات النار، وهي:
- الزّقوم: وهي شجرة خُلقت من النّار، وغُذّت منها، كما أنّها طعامٌ بشعٌ خبيثٌ، دلّ على ذلك قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (لو أنَّ قطرةً قَطِرَتْ من الزَّقُّومِ في الأرضِ لأَمَرَّتْ على أهلِ الدنيا معيشتَهم فكيفَ بمن هوَ طعامُهُ وليس له طعامٌ غيرُه)، وروى ابن عباس -رضي الله عنه- أن سبب نزول قول الله تعالى: ( إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ*طَعَامُ الْأَثِيمِ)، أنّه لمّا ذكر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- شجرة الزقوم تخويفاً للكفّار، قال أبو جهل: (هل تدرون ما شجرة الزقوم التي يخوّفكم بها محمد؟ قالوا: لا، فقال: عجوة يثرب بالزبد، والله لئن استمكنا منها لنتزقمنها تزقماً).
- الغسلين: والغسلين هو صديد أهل النار الذي ارتفعت حرارته حتى أصبح في غاية الحرارة، كما أنّه قبيح الطعم، ونتن الرائحة، وهو طعام محصور بالذين أخطأوا الصراط المستقيم، وسلكوا سُبل الجحيم، كما قال الله تعالى: (فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ*وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ*لَّا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ).
- الضريع: وهي شجرة ذات شوكٍ يابسٍ، ليس لها ورق، ويسمّى بالشِّبرق إذا يبس، وهو طعام في غاية الخِسة، والخباثة، والبشاعة، والمرارة، فلا يسمن بدن من أكله من الهزل، ولا يسدّ الجائع منهم، حيث قال الله تعالى: (لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ*لَّا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ).
- طعام ذا غُصّة: وفسّره ابن عباس -رضي الله عنه- بالطعام الذي ينشبّ في الحلق؛ فلا يدخل ولا يخرج.