أبواب الفوز بالآخرة
- عن
أنس بن مالك قال: (كان رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- أحسن الناس خُلقاً) متفق عليه.
- عن
أنس بن مالك قال: (خدمت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عشر سنين، فما قال لي قط:
أُف، ولا قال لشيء فعلته: لم فعلته ولا لشيء لم أفعله: ألا فعلت كذا) متفق عليه.
- عن
النواس بن سمعان قال: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن البر والإثم، فقال: (البر:
حسن الخلق، والإثم: ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطلع عليه الناس) رواه مسلم.
- عن
عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال: لم يكن رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- فاحشا ولا متفحشا، وكان يقول: (إن من خياركم أحسنكم أخلاقا) متفق عليه.
الفحش: ما يشتد قبحه من الأقوال
والأفعال.
والتفحش: تكلف ذلك، أي: ليس ذا فحش في
كلامه وأفعاله.
وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (إن من
خياركم أحسنكم أخلاقا) لأن حسن الخلق يدعو إلى المحاسن، وترك المساوئ.
عن أبي الدرداء أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: (ما من شيء
أثقل في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن الله يبغض الفاحش البذي)
رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
(البذيء):
هو الذي يتكلم بالفحش ورديء الكلام.
وفي هذا الحديث: فضيلة حسن الخلق، لأنه
يورث لصاحبه محبة الله، ومحبة عباده.
وفيه: قبح الفحش والبذاءة، لأنه يورث
البغض من الله وعباده.
عن أبي هريرة قال: سُئل رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ قال: (تقوى الله وحسن الخلق)، وسئل
عن أكثر ما يدخل الناس النار، فقال: (الفم والفرج) رواه الترمذي، حديث حسن صحيح.
التقوى (تصلح ما بين العبد وبين ربه)،
وحسن الخلق (يصلح ما بينه وبين خلقه).
عن
أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم
خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم) حديث حسن صحيح رواه الترمذي.
فكلما كان العبد أحسن أخلاقا كان أكمل
إيمانا.
وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (وخياركم
خياركم لنسائهم) وذلك بالبشاشة وطلاقه الوجه، وكف الأذى، وبذل الندى، والصبر على
إيذائها.
وفي رواية: (إن أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم
خلقا وألطفهم بأهله)
عن
عائشة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إن المؤمن
ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم) رواه أبو داود.
في هذا الحديث: فضيلة حسن الخلق، وأنه
يبلغ صاحبه أعلى الدرجات. وبسط الوجه، وبذل الندى، وكف الأذى.
عن
أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أنا زعيم ببيت في
ربض الجنة لمن ترك المراء، وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب، وإن
كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه) حديث صحيح، رواه أبو داود.
(الزعيم):
الضامن.
في هذا الحديث: استحباب ترك الجدال، وفي
بعض الآثار: (إذا أراد الله بعبد خيرا فتح له باب العلم، وأغلق عنه باب الجدل،
وإذا أراد بعبد شرا فتح له باب الجدل، وأغلق عنه باب العلم).
وفيه: الحث على التخلق بحسن الخلق وترك
الكذب.
عن
جابر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن من أحبكم إلي، وأقربكم مني مجلسا
يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقا، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة، الثرثارون
والمتشدقون والمتفيهقون).
قالوا: يا رسول الله، قد علمنا (الثرثارون
والمتشدقون)، فما المتفيهقون؟ قال:(المتكبرون) حديث حسن رواه الترمذي.
(الثرثار):
هو كثير الكلام تكلفا.
و (المتشدق): المتطاول على الناس
بكلامه، ويتكلم بملء فيه تفاصحا وتعظيما لكلامه.
و (المتفيهق): أصله من الفهق وهو
الامتلاء، وهو الذي يملأ فمه بالكلام ويتوسع فيه، ويغرب به تكبرا وارتفاعا،
وإظهارا للفضيلة على غيره.
وروى الترمذي عن عبد الله بن المبارك في
تفسير حسن الخلق، قال: (هو طلاقة الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى).
قال الحافظ: حسن الخلق اختيار الفضائل،
وترك الرذائل، وقد جمع جماعة محاسن الأخلاق في قوله تعالى: (خذ العفو وأمر بالعرف
وأعرض عن الجاهلين).