رخصت الشريعة الإسلامية للإنسان الذي يتقدم في السن ويصاب بسبب ذلك بالضعف، أن يفطر رمضان
-للمسافر رخصة بالإفطار خلال شهر رمضان، والجمهور على أنه جائز لا واجب، والمشهور في فقه الصيام و المذاهب أن المسافة التي تبيح القصر نحو (80 أو 90) كيلو مترا، والفطر جائز للمسافر في فقه الصيام حتى لو لم تلحقه مشقة، ولذلك يجوز لمن يسافر بالطائرات أن يفطر.. ويجوز الفطر للمسافر حتى لو أصبح السفر عادته طالما أن له بلدا يأوي إليه مثل؛ أصحاب سيارات الأجرة والطيارين والملاحين، حتى لو كان سفرهم يوميا ، وعليهم القضاء.
-للمريض أن يفطر في رمضان، الذي يكون الصيام سببا لزيادة مرضه، أو سببا في تأخر شفائه، أو سببا في جلب المشقة لصاحبه، على أن يقضي ما فاته في أيام أخر، ويكفي أن يغلب على ظن المريض حدوث هذا، على أن غلبة الظن هذه تعرف من طريقين لا ثالث لهما؛ الأول تجربة الشخص نفسه، أو تجربة من كان مريضا بنفس مرضه، والثاني إخبار الطبيب المسلم الثقة الكفؤ ، وإذا تحامل المريض فصام أجزأه، وقد يكره ذلك إذا كان المرض شديدا، ويحرم إذا كان الصيام مع المرض مهلكا.
-رخصت الشريعة الإسلامية للإنسان الذي يتقدم في السن ويصاب بسبب ذلك بالضعف، أن يفطر رمضان، إذا كان الصيام يجهده ويلحق به مشقة كبيرة، ويأخذ نفس الحكم من ابتلي بمرض مزمن يضره الصوم، والمقصود بالمرض المزمن هو؛ من أخبره الأطباء أنه لا يشفى من مرضه، وفي مقابل هذه الرخصة يجب على هذه الفئة أن إطعام مسكين وجبتين مشبعتين من أوسط ما يأكلون عن كل يوم يفطرونه، وله أن يطبخ الطعام ثم يعطيه للمسكين، أو أن يعطيه له دون طبخ، ومقدار ما يعطيه له (كيلو ونصف تقريبا) من الأرز أو التمر أو الزبيب أو المكرونة أو القمح من جنس ما يأكل أهل البلد، وإذا أعسر المريض الذي لا يرجى برؤه أو الكبير، فإن الإطعام يسقط عنهما؛ لأنه لا واجب مع العجز، والإطعام هنا ليس له بدل.
-الحمل والإرضاع بالنسبة للمرأة ليس سبباً موجباً للإفطار، ولكن يكونان من أسباب الترخيص إذا خافتا على أنفسهما أو الجنين، ويكفي غلبة الظن، وذلك يعرف بالتجربة ، أو بإخبار طبيب ثقة، ورجح العلامة يوسف القرضاوي أن المرأة التي لا تستطيع القضاء، حيث لا يأتيها رمضان إلا وهي بين الحمل والرضاعة فلا تكلف بالقضاء، ويكفيها الإطعام، أما المرأة التي تسنح لها الفرصة بالقضاء فعليها القضاء، ولا يكفيها الإطعام.
-يعذر أصحاب الأعمال الشاقة التي لا يحتمل الصيام معها، مثل: عمال المناجم، أو الأفران ونحوهم ممن لا يجدون فرصة للقضاء، فهؤلاء يفطرون، وإذا سنحت لهم فرصة في القضاء في فصل الشتاء مثلا أو في غيره فعليهم ذلك، وإلا أطعموا مسكينا عن كل يوم ، وليس لهم أن ينووا الإفطار من الليل، بل عليهم أن ينووا الصيام، فإذا أرهقهم الصيام وعاقهم عن العمل فلهم حينئذ أن يفطروا.