أنظر إلى خلق الله وصنعه، كيف يسقى الوجود، ويروي عطش كل موجود
(هَٰذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ)
إذا أردت أن تجري مقارنة بينَ ما يصنعه الإنسان؛ وبين ما يصنعه الواحد الديّان فإنك ترى فرقاً كبيراً، وعجباً عجاباً.
مثلاً تخرج في نزهة للطبيعة؛ وتصل الى مزرعة هادئة وساكنة، بمجرد أن يدير المزارع محرك استخراج الماء لسقي الارض، يملأ المحرك الكون ضجيجاً؛ حتى يفسد عليك الصوت النزهة، ويذهب دخان المحرك بعطور الربيع وبهجة الخضرة.
هو شر لابد منه؛ لماذا؟ لان الأرض بحاجة لماء السقي وبدونها تموت، فوجب استخراج الماء بواسطة المحرك.
أنظر إلى خلق الله وصنعه، كيف يسقى الوجود، ويروي عطش كل موجود؟.
كتل السحاب تتحرك محملة بملايين الأطنان من البخار الثقيل، الذي يتحول إلى أمطار تسيل في الجداول، وتتشكل منها الأنهار، أطول نهر في العالم (نهر الأمازون) يتدفق فيه الماء بحجم ثلاثمائة ألف متر مكعب في الثانية الواحدة، ومع ذلك يمر السحاب بلا صوت ولا ضجيج ولا إزعاج.
أربعة أخماس الكرة الأرضية تتشكل من البحار، ويصل عمق البحر في بعض الاماكن عشرة آلاف متر.
(هَٰذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ).