الحق في الحياة، والحق في الغذاء، والحق في منع الألم، وحقه في المحافظة على نوعه ومنع انقراضه
-أولى الإسلام عالم الحيوان أهمية بالغة، ونظر إليه نظرة واقعيَّة ترتكز على أهمِّيَّته في الحياة، ونفعه للإنسان، وتعاونه معه في عمارة الكون واستمرار الحياة، لذك عمد إلى تكريم الحيوان، وبيان مكانته، وتحديد موقعه إلى جانب الإنسان، فيقول الله تعالى: {وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ . وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ . وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [النحل:5-7].
-استخلص الفقهاء من النصوص حقوق الحيوان في الإسلام، فكانت أربعة حقوق هي؛ الحق في الحياة، والحق في الغذاء، والحق في منع الألم، وحقه في المحافظة على نوعه ومنع انقراضه وفنائه، وقد أفرد الفقهاء باباً خاصاً من كتبهم الفقهية يتحدث عن نفقة الحيوان وكيفية أدائها، وكيفية التصرف في الحيوان حال العجز عن نفقته.
-إيذاء الحيوان وتعذيبه وعدم الرفق به يُعتبر جريمة في نظر الشريعة الإسلاميَّة، فقد روى جابر أن رسول الله مرَّ على حمار قد وُسِمَ في وجهه، فقال: (لَعَنَ الله الَّذِي وَسَمَهُ) رواه مسلم، وفي رواية له قال: (نَهَى رَسُولُ اللهِ عَنِ الضَّرْبِ فِي الْوَجْهِ وَعَنِ الْوَسْمِ فِي الْوَجْهِ) رواه مسلم، وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: (لَعَنَ النَّبِيُّ مَنْ مَثَّلَ بِالْحَيَوَانِ) رواه البخاري.
-حرم الإسلام حبس الحيوان ومنع الطعام والشراب عنه، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ؛ لَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَسْقِهَا، وَلَمْ تَتْرُكْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ) رواه البخاري، وفي يوم مرَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ببعير قد لَحِقَ ظَهْرُهُ بِبَطْنِهِ من شدة الجوع فقال: (اتَّقُوا اللهَ فِي هَذِهِ الْبَهَائِمِ الْمُعْجَمَةِ، فَارْكَبُوهَا صَالِحَةً, وَكُلُوهَا صَالِحَةً) رواه ابو داود.
-حق الحيوان في الحياة؛ فصلت السنة في الكثير من أحكام الحيوان وبينت حقوقه والضمانات التي تحمي تلك الحقوق، ومن ذلك قوله: (عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ في هِرَّةٍ سَجَنَتْها حتَّى ماتَتْ فَدَخَلَتْ فيها النَّارَ، لا هي أطْعَمَتْها وسَقَتْها، إذْ حَبَسَتْها، ولا هي تَرَكَتْها تَأْكُلُ مِن خَشاشِ الأرْضِ) رواه مسلم، ويدعم ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش، فوجد بئراً فنزل فيها فشرب ثم خرج، فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان قد بلغ مني، فنزل البئر فملأ خُفَّه ثم أمسكه بفيه حتى رقى فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له، قالوا: يا رسول الله، إن لنا في البهائم أجراً؟ فقال: في كل كبد رطبة أجر) رواه البخاري ومسلم.
-عدم تحميل الحيوان مالا يطيق؛ تحميل البهائم ما لا تطيق من الأحمال، فقد وبخ النبي الكريم يوما فتى من الأنصار بسبب تعامله السيء مع جمله حينما كان يجيعه ويتعبه.
-حرم الإسلام التمثيل بالحيوانات، كقطع أطرافها أو ممارسة أي شكل من أشكال التعذيب الجسدي، فعن ابن عمر: ( أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لعن من مَثَّل بالحيوان ) رواه البخاري.
-التعامل معه بإحسان؛ قال صلى الله عليه وسلم: ( بينا رجل بطريق اشتد عليه العطش، فوجد بئرا، فنزل فيها فشرب ثم خرج، فإذا كلب يلهث يأكل الثرى(التراب) من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني، فنزل البئر فملأ خفه ماء فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له .. قالوا : يا رسول الله، وإن لنا في البهائم لأجرا؟، فقال : في كل ذات كبد رطبة أجر )رواه البخاري.