ينقسم القرآن الكريم إلى عددٍ من الأجزاء والأحزاب، ويبلغ عدد الأحزاب فيه ستّين حزباً.
عدد أحزاب القرآن الكريم
- ينقسم القرآن الكريم إلى عددٍ من الأجزاء والأحزاب، ويبلغ عدد الأحزاب فيه ستّين حزباً، ويعرَّف بأنّه نصف الجزء، ويجدر بالذِّكر أنَّ تقسيم الأحزاب جاء من باب التيسير على من أراد تلاوة القرآن الكريم، كما أنَّه يُعين من أراد حفظ القرآن على ترتيب وتسهيل حفظه، وقد رُوعي في تقسيم الأحزاب عدد الحروف، إلا أنَّ ابن تيمية بيَّن عدم الصحة في تقسيم الحروف لِما فيه من الاختلاف بين الحروف المنطوقة والحروف المكتوبة من حيث الزّيادة والنُّقصان، أمَّا عن عدد الآيات فإنَّها تتغيّر من حزب إلى آخر، فالأَوْلى للقارئ أن يُراعي في قراءته تحزيب السُّور وأن يُراعي في قراءته المعنى، وهذا ما كان عليه الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم-.
تقسيم القرآن إلى أحزاب
- قام الصحابة -رضي الله عنهم- والسلف الصالح بتحزيب القرآن الكريم إلى سبعة أحزاب، وكانوا يقرؤون في كلّ يومٍ حزباً، أمَّا أشهر أنواع التحزيب فهو ما تعارف عليه النّاس اليوم من تقسيم القرآن إلى ثلاثين جزءاً، وتقسيم الجزء إلى حزبين، وتقسيم الحزب إلى أربعة أرباع، ويختلف هذا التحزيب عن تحزيب الصحابة بكونه قد يبدأ في وسط السورة أو عند آية مرتبطة بما بعدها في السياق والمعنى، أمَّا تحزيب الصحابة فإنَّه دائماً ما يكون في بداية السُّور، وقد قام نصر بن عاصم ويحيى بن يعمر بهذا التحزيب تحت إشراف والي العراق الحجاج ببن يوسف الثقفي استجابة لأمر الخليفة عبد الملك بن مروان، وقد كان الهدف من وراء هذه الجهود إعانة أهل القرآن على مراجعته وحفظه، وقد كان الاعتبار الوحيد في هذا التقسيم هو الكمية دون النظر لبداية السورة أو نهايتها، ويدخل هذا التقسيم في خانة الأمور الاجتهادية وليس التوقيفية.
معلومات عن القرآن
- يبلغ عدد أجزاء القرآن الكريم ثلاثين جزءاً، واسم الجزء حسب اسم السورة أو الآية التي يبدأ بها، أمّا عن عدد سور القرآن فهو منذ عهد الصّدّيق عندما قام زيد بن ثابت بجمعه مئة وأربع عشرة سورة كما هو بين أيدينا اليوم، وأمّا بالنسبة لسور القرآن فإنَّ أقل عددٍ اشتملت عليه من الآيات هو ثلاث آيات في سورة الكوثر، وكانت سورة البقرة أطول السُّور بعددٍ بلغ مئتي وستّ وثمانين آية، وقد كانت تسمية كل سورة من سور القرآن لحكمةٍ أرادها الله -تعالى-، فلم يكن القرآن كلّه باسمٍ واحدٍ؛ لتسهيل قراءته وحفظه وتدبّره، وجعل النفوس متشوّقة عند أخذ جزء منه؛ كأن يحفظ الواحد من النّاس عدداً من السُّور يضمّها في صدره ويرغب بالاستزادة، ويُستفاد أيضاً من جعله سور تقسيم الموضوعات، فقد عالجت السُّور موضوعات مختلفة، وفي هذه الحالة يسهل على القارئ التنقّل بين الموضوعات، وهذا ممّا يصعب التمكّن منه لو كان القرآن متتابعاً.
- وفيه أيضاً إشارة واضحة على إعجاز القرآن، فقد عجز النّاس عن الإتيان بسورةٍ من سور القرآن القصيرة التي لا تتعدّى الثلاث آيات، وقد ورد في تعريف آيات القرآن بأنَّها: "طائفة من القرآن، منقطعة عما قبلها وما بعدها، ليس بينها شبه بما سواها"، أمَّا عن عددها فهو ستة آلاف ومئتا آية، وقد تعدّدت الآراء في عدد كلمات القرآن؛ لأنَّ الكلمة تختلف في لفظها ورسمها، وإنَّ أطول آية في القرآن الكريم هي آية الدين في سورة البقرة.