تقطير زهور النارنج عادة أندلسية يتوارثها التونسيون

تقطير زهور النارنج عادة أندلسية يتوارثها التونسيون

الأندلسيين جلبوا معهم هذه الشجرة منذ أكثر من 500 عام بعد قدومهم إلى تونس

-تزهر أشجار النارنج في شهر مارس/ آذار من كل عام، معلنة دخول فصل الربيع تونس، وعند التجول في محافظة نابل التي تبعد عن العاصمة 65 كيلومتراً، لا تشم سوى رائحة تلك الأزهار المنبعثة من آلاف الأشجار في المنطقة، ولا يكاد يخلو بيت في تلك المحافظة من أشجار النارنج، إذ دأب السكان هناك على غرس تلك الشجرة عند مدخل كل بيت، وقبل حتى التفكير في تشييد جدران المنزل، لتستحوذ محافظة نابل على نحو 90 في المائة من إنتاج زهرة النارنج.

-تشير المصادر المحلية إلى أنّ الأندلسيين جلبوا معهم هذه الشجرة منذ أكثر من 500 عام بعد قدومهم إلى تونس، ويقدّر عدد أشجارها في محافظة نابل بنحو 140 ألف شجرة، وتنتج سنوياً ما بين 1000 و2000 طن من الزهر.

-يكتسب زهر النارنج أهمية في تونس، فموسم جنيها وتقطيرها يأخذ طباعاً احتفاليا كل عام،إذ أن "مهرجان الزهر" في نابل يُعَدّ أحد أشهر المهرجانات السياحية في تونس، ويشهد إقبالاً كبيراً.

-يُفرَش تحت الشجرة بساط كبير، لتصعد النساء أو الرجال على السلم للوصول إلى أعلى الأشجار وجمع ما عليها من تلك الأزهار التي تتساقط كالثلج على البساط.

-تفرز الأزهار المتفتحة عن غيرها، والأوراق على حدة، لتُجفَّف فيما بعد طوال يومين في الفيء بعيداً عن الشمس، حتى تفرز تلك الأزهار الزيت وتصبح جاهزة للتقطير".

-توضع الأزهار في وعاء من النحاس يسمى القطّار مع قليل من المياه، ويغطى جيداً، وتوقد النار تحته، وبمجرّد أن يغلي الماء يتحوّل إلى بخار يسري في أنبوب طويل، ويمرّ عبر إناء آخر كبير مليء بالماء البارد ليصبّ في قارورة بلورية تسمّى فاشكة تملأ بقطرات الزّهر المقطر، الذي يلقبه سكان المنطقة بالذهب الشفاف، لما يدرّه عليهم من أرباح موسمية.

-يحفظ ماء الزهر في قوارير خاصة تسمّى (فاشكة)، وهي تعريب لاسم القارورة الإسباني كما يقول سكان المنطقة، حتى ان شكل تلك القوارير فريد من نوعه ومخصص بالأساس لحفظ ماء الزهر، ويستخدم في صناعة الحلويات أو دواءً مخففاً لآلام المعدة والبطن.

شاهد الفديو على موقع الموسوعة في الفيسبوك

 

شارك المقال

مواضيع ذات صلة

أقسام الموقع