ما هي وظيفة الغدة الدرقية

ما هي وظيفة الغدة الدرقية

تُعدّ الغدّة الدرقيّة جزءاً من جهاز الغدد الصّماء في جسم الإنسان

- تُعدّ الغدّة الدرقيّة جزءاً من جهاز الغدد الصّماء في جسم الإنسان، أي إنّها تعمل على تصنيع، وتخزين، وإفراز الهرمونات في الدم كي تصل إلى خلايا الجسم.

توجد الغدّة الدرقيّة في منطقة الرقبة أمام الحنجرة، وشكلها كالفراشة، وتتكوّن من فصّين يوجد كلٌّ منهما على أحد جوانب القصبة الهوائية متّصلان مع بعضهما عن طَريق نسيجٍ درقيّ يُسمّى البرزخ، وقد لا يكون هذا البرزخ موجوداً عند بعض الأشخاص فيكون لديهم فصّان مُنفصلان للغدّة الدرقيّة.

هرمونات الغدّة الدرقيّة

- تصنّع وتفرز عدّة هرمونات من الغدة الدرقية، وهذه الهرمونات هي هرمون الكالسيتونين، وهرمون الثايروكسين أو ما يُعرف بهرمون T4، وهرمون ثلاثي يود الثايرونين أو ما يُعرف بهرمون T3. يُعدّ هرمون الـ T4 غير فعّالٍ بشكل كبير؛ إذ يتمّ تحويله إلى هرمون T3 الأكثر فعاليّة وقوّة عن طريق إنزيم يُزيل إحدى ذرات اليود الموجودة فيه.

- إنّ الغدة الدّرقية والغدة النخاميّة  تعملان معاً؛ إذ تعمَل الغدة النخاميّة المتواجدة أسفل الدماغ على تصنيع، وتخزين، وإفراز الهرمون المُحفّز للغدة الدرقية، ويؤدّي إفرازه إلى زيادة إفراز هرمون T4 وهرمون T3 من الغدّة الدرقيّة، وبهذا فإنّ ارتفاعَ نِسبة الهرمون المُحفّز للغدة الدرقية (TSH) يعني عدم وجود كميّةٍ كافيةٍ من هرموني T3 وT4، وارتفاع نسبة الهرمون المُحفّز للغدّة الدرقية يَعني وجود نِسبةٍ عاليةٍ من هذين الهرمونين.

دور الغدّة الدرقيّة في الجسم

- للغدّة الدرقيّة العديد من الوظائف المهمّة في جسم الإنسان، ويُلخّص تأثيرها على أعضاء الجسم المختلفة والعمليات الحيويّة فيه فيما يأتي:

القلب والأوعية الدمويّة

- تؤثّر هرمونات الغدة الدرقيّة على كلّ جزء في جهاز القلب والأوعية الدمويّة عن طريق هرمون T3؛ حيث يَزيد هذا الهرمون قوّة وسرعة انقباض القلب وانبساطه، كما يُقلّل من مُقاومة الأوعية الدمويّة بما فيها الشرايين التاجيّة. تؤثّر الهرمونات بشكل غير مباشر أيضاً على جهاز القلب والأوعية الدمويّة عن طريق تأثيرها على الجهاز العصبيّ التلقائيّ، وتأثيرها على نظام الرينين-أنجيوتنسين- ألدوستيرون، وفاعليّة الأوعية الدموية، وغيرها.

عمليّات الأيض

- تُعتبَر هرمونات الغدّة الدرقيّة المُنظّم الرئيسيّ لسرعة عمليّات الأيض الأساسيّة في الجسم، التي بدورها هي المَصدر الرئيسيّ للطّاقة في جسم الإنسان، كما يَعتمد استهلاك الجسم للطاقة في وقت الرّاحة على هرمونات الغدّة الدرقيّة، وبذلك تُعتبَر ضروريّةً للحفاظ على درجة حرارة الجسم.

- تزيد هرمونات الغدّة الدرقيّة من إنتاج الأدينوسين ثلاثي الفوسفات، وهو المصدر الرئيسيّ للطاقة في مُعظم العمليّات الخلويّة في الجسم، وذلك بشكلٍ مباشر وغير مباشر؛ حيث تُحافظ على نسبة الأيونات داخل الخلايا وخارجها، مثل الصوديوم، والبوتاسيوم، وغيرها، كما تُنظّم هرمونات الغدّة الدرقيّة عمليّات استقلاب وبناء وهدم الدهون، والبروتين، والجلوكوز؛ وتؤثّر في إنتاج الكولسترول في الجسم عن طريق عدّة آليّات، وعلى إخراجه من الجسم على شكل ستيرويدات، أو ضمن أحماض العصارة الصّفراويّة. تُحفّز هرمونات الغدة الدّرقيّة على إفراز بعض المواد في البنكرياس، والتي تؤدّي في نهاية المَطاف إلى تكوين خلايا مُنتِجة للإنسولين في البِنكرياس.

العضلات الهيكليّة

- تُؤثّر هرمونات الغدّة الدرقيّة على انقباض وتجديد العضلات الهيكليّة، وعلى نقل المواد خلالها، فتزيد من تدفّق أيونات الكالسيوم داخلها، وتزيد ارتشاح البروتونات خلال الغشاء الداخليّ للميتوكندريا، ممّا يحفّز الأكسدة وإنتاج الطّاقة في هذه العضلات.

الوزن

- إنّ التغيّر في نسبة الهرمون المُحفّز للغدة الدرقيّة في الأشخاص الأصحّاء يُؤثّر على وزن الجسم عند الرّجال والنّساء، حتّى إن كان هذا التغيير ضمن المدى الطبيعيّ والمرجعيّ لنسبة الهرمون في الجسم؛ إذ إنّ الأشخاص الذين لديهم نسبة عالية من الهرمون المُحفّز للغدة الدرقيّة يكون مؤشّر كتلة الجسم لديهم أعلى، وبالعكس فإنّ الأشخاص الذين لديهم نسبة قليلة من هذا الهرمون يكون مؤشّر كتلة الجسم لديهم أقل.

الحمل

- تلعب هرمونات الغدّة الدرقيّة دوراً مُهمّاً وضروريّاً خلال الحمل؛ حيث تُعتبَر هذه الهرمونات أساسيّةً ومهمّة جداً في التطوّر السليم والطبيعيّ لدماغ الجنين وجهازه العصبيّ، حيث يعتمد الجنين في الثلث الأوّل من الحمل على الهرمونات الدرقيّة التي تصله من الأم عبر المشيمة، وفي الأسبوع الثاني عشر من الحمل تقريباً تبدأ الغدّة الدرقيّة للجنين بالعمل وحدها وإفراز الهرمونات.

الكالسيوم والبوتاسيوم

- يضبط هرمون الكالسيتونين الذي يتمّ إفرازه عن طريق الغدّة الدرقيّة نسبة الكالسيوم والبوتاسيوم في الجسم؛ حيث يثبّط عمل الخلايا الهادمة للعظم التي تؤدّي لنقل الكالسيوم لمجرى الدم بعد قيامها بعملها، لذا فإنّ تثبيط عمل هذه الخلايا يُقلّل من نسبة الكالسيوم في الدّم، هذا بالإضافة لدور الكالسيتونين في إعادة امتصاص الكالسيوم عن طريق الكلى، وبالتالي تقليل نسبة الكالسيوم في الدّم بشكلٍ أكبر.

اضطرابات الغدّة الدرقيّة

- من الاضطِرابات التي قد تُصيب الغدّة الدرقيّة ما يُسمّى بفرط نشاط الغدة الدرقية؛ حيث يزيد إفراز الهرمونات، ممّا يؤدّي إلى زيادة سرعة جميع العمليّات والوظائف في الجسم؛ ومن أعراضه زيادة العصبيّة، وزيادة التعرّق، وزيادة سرعة نبضات القلب، وحدوث رعشة في الأيدي ، والقلق، وصعوبة في النوم، وهشاشة في الشعر، وحدوث ضَعف في العضلات وخاصّةً عضلات الذراعين والفخذين، وخسارة في الوزن على الرّغم من وجود الشهيّة الجيّدة لدى الشخص، وغيرها.

- قد يتمّ تشخيص الأعراض المبدئيّة بشكلٍ خاطىء؛ إذ قد يلتبس التشخيص بين الغدّة الدرقية وبين زيادة العصبيّة والتوتّر، ومن أكثر أشكال فرط نشاط الغدّة الدرقيّة شيوعاً هو مرض الدرّاق الجحوظيّ أو داء غريفز؛ حيث تظهر العينان بشكلٍ كبير بسبب ارتفاع الجفن العلويّ للعين، وقد تبرز إحدى العينين للخارج أو كلتاهما، وقد يحدث أيضاً تضخّم الغدة الدرقيّة  ممّا قد يتسبب في حدوث انتفاخٍ في منطقة الرّقبة.

- قد يصاب الشخص أيضاً بقصور الدرقية، وتكون فيه الغدة الدرقية غير قادرة على إفراز كميّة كافية من الهرمونات، وقد يحدث ذلك لعدّة أسبابٍ منها أمراض مناعيّة، واستخدام بعض الأدوية، وحدوث التهاب للغدة الدرقيّة، وغيرها الكثير من الأسباب.

- تؤدّي عدم القدرة على إفراز الكميّة الكافية من الهرمونات إلى هبوط في سرعة العمليّات الحيويّة في الجسم مثل سرعة الشعور بالتّعب، وزيادة جفاف الجلد، وكثرة النسيان، والشعور بالاكتئاب، وحدوث الإمساك، وقد يشعر المريض بالبرد وغيرها الكثير من الأعراض المتنوّعة والمتعدّدة، لذا فإنّ الطريقة المُثلى للتشخيص هي فحص مستوى الهرمون المحفّز للغدة الدرقيّة.

شارك المقال

مواضيع ذات صلة

أقسام الموقع