التقدم بالعمر، في حقيقة الأمر، يعد عاملًا مؤثرًا في ارتفاع احتمال الإصابة بالأمراض المزمنة عند الإنسان.
- الحديث عن الشيخوخة هو حديثٌ عن التقدم بالعمر غالبًا، ويرتبط الأمر بتغيراتٍ في العمليات الديناميكية البيولوجية، والفيزيولوجية، والبيئية، والسيكولوجية، والسلوكية والاجتماعية.
- بعض هذه التغيرات حميد، كما في شيب الشعر، في حين بعضها الآخر ينجم عنه انخفاض في القدرة على التفاعل مع الحياة اليومية بالإضافة إلى ارتفاع احتمال الإصابة بالأمراض، والوهن، أو حتى العجز.
- التقدم بالعمر، في حقيقة الأمر، يعد عاملًا مؤثرًا في ارتفاع احتمال الإصابة بالأمراض المزمنة عند الإنسان.
- العديد من الدراسات أجريت في المختبرات لفهم العمليات البيولوجية من وراء زيادة العمر عند الحيوانات، وحديثًا عند البشر.
- حتى الآن لا يوجد مفتاحٌ محددٌ لتفسير هذه العملية من الناحية العلمية بشكلٍ حاسمٍ، إلا أن الأكيد هو أن هذه العملية يمكن إبطاؤها باتباع سلوكياتٍ وأنماط حياةٍ معينة بالإضافة إلى اتخاذ إجراءاتٍ لا يزال استكشافها جاريًّا إلى الآن.
علم دراسة الشيخوخة
- تعنى دراسة الشيخوخة من الناحية البيولوجية بدراسة الأسس البيولوجية للشيخوخة.
- على عكس الفروع الأخرى التي تركز على إنتاج المعلومات، دراسة الشيخوخة تهتم بالبحث عن الطرق التي تقي من الإصابة بالأمراض التي تظهر مع كبر العمر، وتحسن من الظروف المعيشية مع التقدم بالسن.
- البحوث المنطوية تحت هذا المجال أنتجت إلى الآن العديد من البيانات الوصفية والميكانيكية التي تسمح بتعريف أسس التقدم بالعمر.
- لا يزال هذا العلم إلى الآن في طور النشوء، لكن من المؤكد أنه سيسمح لنا في المستقبل بتطوير استراتيجياتٍ عملية للحد من التأثيرات السلبية للتقدم بالعمر.
تدعم الأدلة المأخوذة عن الدراسات فكرةَ أن نجاة فردٍ من فصيلةٍ ما وطول عمره يتعلقان بمستوى آليات الإصلاح والترميم لأنظمته البيولوجية التي تحفظها من الاهتراء اليومي.
- هناك اقترانٌ واسعٌ بين عمر الفرد وقدرة جسده على إصلاح الـ DNA، والتخلص من الجزيئات المؤكسدة الفعالة، والاستجابة للتوتر، وإصلاح الخلايا التالفة، بالإضافة إلى ذلك، هناك علاقةٌ عكسيةٌ بين العمر ومعدل الضرر الذي يتجمع في الجسد، من تحولاتٍ وتشوهاتٍ جينية، وتأكسد الجزيئات الأساسية وتجمع نواتج الاستقلاب.
- هذا المبدأ يسمى بالمبدأ اللاجيني في علم دراسة الشيخوخة (أي أن لا تأثير لنظامٍ جينيٍّ أو بيئيٍّ معينٍ على عمر الفرد)، تنقضه فكرة أن بعض التحولات الجينية عند بعض الفطريات، والحشرات، والديدان الاسطونيّة أو الخيطيات (Nematodes)، والفئران وحتى الإنسان قد تؤدي إلى زيادة أو نقص عمره المتوقع.
- من هذه الجينات نذكر بعضًا مما يؤثر على العوامل والمسارات البيوكيميائية مثل استقلاب الأنسولين والكوليسترول، والكيناز ومستقبلاتها، وعوامل النسخ، وهيليكاز DNA، والتيلوميراز (Telomerase)، وغلوكوسيداز الأغشية، والمستقبلات الرابطة للـ GTP المقترنة بالبروتين، وجينات بروتينات الصدمة الحرارية، ومسارات إيقاف دورة الخلايا وغيرها.
- تستند دراساتٌ أخرى ضمن هذا المجال على مبدأين آخرين؛ أولهما يدعي أن العمر الفعال للفرد ناجمٌ عن التطور والانتقاء الطبيعي اللذان يحددان عمره بما يفي وظيفته في تحقيق الحلقة الدارونية للتكاثر وبقاء النسل، وأن الشيخوخة كتعريفٍ هي الزمن الذي يعيشه الفرد متخطيًّا هذا العمر.
- يستند هذا المبدأ إلى ملاحظاتٍ حقليةٍ من بينها أن عمر الدروسوفيليا؛ أي ذبابة الفاكهة (مثلًا، يمكن أيضًا ذكر العديد من أنواع الحشرات والمخلوقات الميكروسكوبية الأخرى) الأساسي لا يزيد عن أسبوعٍ في حين أن الإنسان يعيش لمدة 50 سنةً وسطيًّا.
- مبدأ ثانٍ ينادي أن الفشل المستمر في الحفاظ على توازن الوسط الخلوي ضمن أجسامنا يؤدي إلى تجمع الضرر في الأحماض النووية، والبروتينات والليبيدات مما يؤدي إلى إعاقة أدائها لوظائفها على المدى الطويل.
- بالجمع بين المبادئ الثلاثة، سيتيح لنا العلم في المستقبل تطوير وسائل وعلاجات تحمي من آثار التقدم بالعمر المرضية وتقي من الشيخوخة.
كيف يمكن تعريف الشيخوخة والهرم على مستوى النسيج الحي
- يتمثل الهرم في عملية تثبيط نمو مبرمج للنسيج بما يترافق مع تحولاتٍ شكلية مميزة بما في ذلك إعادة تشكيل الكروماتين، مع تغيرٍ ممنهجٍ في الأيض، وزيادة في اهتراء الأنسجة، وتحولات معقدة في النظام الإفرازي ترافق انتشار الالتهابات.
- تثبيط النمو يهدف في الجسم السليم إلى وقف انتشار جينوم الخلايا المتضررة مما يساعده على وقف انتشار أي عيوبٍ خلقيةٍ ذات طابعٍ سرطانيٍّ، إلا أنه ومع التقدم في السن يصبح عاملًا مدمرًا يوقف التجديد الطبيعي للأنسجة الحية ويدفع بالجسم نحو الشيخوخة.