كبر معسكرٍ للاعتقال والإبادة في ألمانيا النازية، يقع بالقرب من بلدة أوشفيتز الصناعية في جنوب بولندا.
ـ معسكر اوشفيتز والمعروف أيضًا باسم أوشفيتز-بيركينو، هو أكبر معسكرٍ للاعتقال والإبادة في ألمانيا النازية، يقع بالقرب من بلدة أوشفيتز الصناعية في جنوب بولندا (هي جزءٌ من البلاد التي احتلتها ألمانيا في بداية الحرب العالمية الثانية).
ـ كان أوشفيتز في البداية سجنًا للسياسيين، إلا أنه تطور إلى مجموعةٍ من المعسكرات يتم فيها إبادة الشعب اليهودي وغيره من الأعداء للدولة النازية، كما تعرض بعض السجناء لتجاربٍ طبيةٍ همجيةٍ بقيادة الطبيب النازي يوزف منغيله، خلال الحرب العالمية الثانية.
ـ يتكون معسكر أوشفيتز في الواقع من ثلاثة أقسامٍ: معسكر للسجن ومعسكر للإبادة ومعسكر العمل، وباعتباره أكثر معسكرات النازية فتكًا، أصبح أوشفيتز الموقع الأخير ل(الحل الأخير)، وهي خطةٌ وضعها هتلر للقضاء على اليهود.
ـ وصل عدد الضحايا في أوشفيتز 1.1 و 1.5 مليون شخص، 90% منهم كانوا من اليهود، وكان من بين القتلى أيضًا حوالي 19000 من أقوام روما الذين احتُجزوا في المعسكر حتى قتلهم النازيون في 31 يوليو 1944، وهم الضحايا الوحيدين التي تم قتلها بالغاز إلى جانب اليهود، وشكل البولنديون ثاني أكبر مجموعةً ضحيةً في أوشفيتز ، حيث قُتل أو مات حوالي 83000 شخص.
بداية معسكر اوشفيتز
ـ بعد بداية الحرب العالمية الثانية، قام أدولف هتلر بتنفيذ سياسة أصبحت تُعرف باسم “الحل الأخير”، والتي كانت تنص على عزل اليهود في ألمانيا والبلدان التي احتلتها، وتجريدهم من صفاتهم الإنسانية وإخضاعهم لأعمال العنف العشوائية، وبعد ذلك أصبح مقتنعًا بأن “مشكلته اليهودية” لن يتم حلها إلا من خلال القضاء على كل يهوديٍّ ضمن مجالٍ معينٍّ، مثل الفنانين وأهل روما والمعلمين والشيوعيين والمثليين جنسيًا والمعاقين عقليًا وجسديًا وغيرهم ممن يعتبرون غير لائقين للبقاء في ألمانيا النازية.
ـ لإكمال هذه المهمة، أمر هتلر ببناء معسكراتٍ أصبحت تدعى بمعسكرات الموت، وهي ليست كمعسكرات الاعتقال، التي كانت موجودةً في ألمانيا منذ عام 1933، والتي كانت مراكز احتجازٍ لليهود والسجناء السياسيين وغيرهم من الأعداء الدولة النازية، كانت معسكرات الموت موجودةً لغرضٍ وحيدٍ هو قتل اليهود و”غير المرغوب فيهم”، فيما أصبحت تُعرَف لاحقًا باسم الهولوكوست أو المحرقة.
ـ اُفتُتِح معسكر أوشفيتز، في ربيع عام 1940، وهو أكبر معسكرات الموت النازية سيئة السمعة، وكان قائد المعسكر هو رودولف هوس، الذي ساعد سابقًا في إدارة معسكر اعتقال ساكسنهاوزن في أورانينبورغ، ألمانيا.
ـ تقع أوشفيتز على قاعدةٍ عسكريةٍ سابقةٍ بالقرب من بلدة كراكوف التي تقع في جنوب بولندا، وخلال بناء المعسكر، استولى الألمان على المصانع القريبة وأُخرِج الناس من منازلهم في تلك المنطقة، التي دمرها النازيون.
ـ في البداية كان معسكر اوشفيتز معسكر اعتقالٍ، وذلك من أجل العديد من المواطنين البولنديين الذين تم اعتقالهم بعد احتلال ألمانيا للبلاد في عام 1939، وكان من بين هؤلاء المعتقلين نشطاء مناهضون للنازية والسياسيين وأعضاء المقاومة، والفنانين من المجتمعات الثقافية والعلمية.
ـ وبمجرد أن أصبح الحل النهائي لهتلر السياسة الرسمية، فقد أصبح أوشفيتز المكان الرسمي لمعسكر الموت، لسببٍ واحدٍ وهو الموقع، حيث يقع المعسكر بالقرب من جميع البلدان التي احتلها ألمانيا في أوربا، كما كان على مقربةٍ من خطوط السكك الحديدية المستخدمة لنقل المحتجزين إلى شبكة المعسكرات النازية.
ـ ومع ذلك، لم يتم إبادة كل من وصلوا إلى أوشفيتز، فقد كان هناك من يعتبرون قادرين على العمل كعبيدٍ لإنتاج الذخائر والمطاط الصناعي وغيرهم من المنتجات التي تعتبر ضروريةً لألمانيا في الحرب العالمية الثانية.
تقسيم أوشفيتز
ـ في البداية كان أوشفيتز عبارةً عن معسكرٍ واحدٍ، أنشئ في يونيو 1940، إلا أنه تم تأسيس معسكرٍ فرعيٍّ تابعٍ لأوشفيتز يدعى بيركينو، وذلك وفي مارس 1942، وفي أكتوبر من نفس العام، تم تأسيس معسكر مونويتز الفرعي في أوشفيتز، حيث تم إنشاء ما يقرب من 50 معسكرًا فرعيًا في أوشفيتز في الفترة ما بين 1942-1945.
التقسيم الإداري الأول في اوشفيتز(1943-1944):
ـ نظرًا لتزايد أعداد السجناء، تم تقسيم معسكرات أوشفيتز في نوفمبر 1943 إلى:
ـ معسكر أوشفيتز الأول (ستاملاجير أو معسكر القاعدة): يعد المعسكر الألماني الرئيسي، كان يضم مكتب العمال المركزي والإدارة ومعسكر غيستابو (البوليس السري الألماني) وإدارة الحامية ومستودعات الإمداد المركزية وورش العمل ومؤسسات الأمن الخاصة.
ـ معسكر اوشفيتز الثاني (معسكر الإبادة): جمع معسكر أوشفيتز الثاني بين وظيفتين:
ـ مركز الإبادة المباشرة لليهود: تم إنشاء أكبر منشآت القتل الجماعي في أوروبا المحتلة – في شكل غرف الغاز – في بيركينو، حيث قتل النازيون معظم المرحلين اليهود، كما جُمِعَ السجناء المرضى الذين تم اختيارهم للموت من مجمع المعسكر وقُتِلُ بانتظامٍ.
ـ مُجَمَّع السجناء: الذي يتألف من معسكراتٍ ذات طبيعة ووجهات مختلفة (على سبيل المثال معسكر الغجر وما يسمى بالمخيم العائلي لليهود ومستودعاتٍ للسلع المنهوبة)، في الفترة الأخيرة من التشغيل، أصبح أيضًا موقع تركيزٍ ونقطة توزيعٍ للعمالة الألمانية.
ـ معسكر أوشفيتز الثالث: شملت المعسكرات الفرعية (معسكرات العمل).
التقسيم الإداري الثاني لأوشفيتز (1944-1945):
ـ في نوفمبر 1944، قبل شهرين من التحرير، تم تنفيذ تقسيمٍ إداريٍّ آخر، واستمر هذا التقسيم للمخيمات حتى تحرير أوشفيتز في يناير 1945:
ـ دُمِجَ معسكر أوشفيتز الأول مع الثاني، في مجمعٍ واحد، وتمت إعادة استخدام اسمه السابق، معسكر أوشفيتز.
ـ تم تغيير اسم أوشفيتز الثالث إلى معسكر مونويتز وتضمن جميع المعسكرات الفرعية (معسكرات العمل).
تحرير أوشفيتز
ـ بدأت وحدات الأمن الخاصة (الإس إس) بإخلاء معسكر أوشفيتز والمعسكرات الأخرى، عندما اقتربت القوات السوفيتية من مجمع معسكر أوشفيتز، وذلك في منتصف يناير من عام 1945، حيث أُجبر قرابة 60 ألف سجينٍ على السير غربًا من معسكر أوشفيتز، كما قُتل الآلاف في الأيام التي سبقت بدء مسيرات الموت هذه.
ـ أُجبر عشرات الآلاف من السجناء، ومعظمهم من اليهود، على السير إلى مدينة فوجسواف في الجزء الغربي من سيليزيا العليا، كما كان الألمان يطلقون النار على أي شخصٍ تَخلَّف أو لم يستطع الاستمرار، كما عانى السجناء في هذه المسيرات من الطقس البارد وقلة الأكل، ومات أكثر من 15000 خلال ترحيلهم.
ـ في 27 يناير 1945، دخل الجيش السوفيتي أوشفيتز وحرر أكثر من 7000 سجين متبقٍ، معظمهم من المرضى، والذين كانوا على فراش الموت، وتشير التقديرات إلى أنه تم ترحيل 1.3 مليون شخصٍ على الأقل إلى أوشفيتز بين عامي 1940 و 1945، وما لا يقل عن 1.1 مليون كانوا قد لقوا حتفهم.