تبلغ مساحة البحر الاسود حوالي 461000 كيلومتر مربع
تبلغ مساحة البحر الاسود حوالي 461000 كيلومتر مربع بما في ذلك بحر آزوف، وسواحله منتظمة؛ إذ أن طول الساحل من الشرق إلى الغرب حوالي 1175 كيلومتر، وأقصر مسافة له هي بين طرف شبه جزيرة القرم وباتجاه كيب كيرمبي جنوبًا والتي تبلغ 260 كيلومتر، وتبلغ أعمق نقطة فيه حوالي 2210 متر.
موقع البحر الاسود
يُطلق على البحر الذي يقع في أقصى جنوب شرق أوروبا اسم البحر الاسود، يحدّه من الشمال أوكرانيا، وروسيا من الشمال الشرقي، أما من الشرق فتحدّه جورجيا، وتركيا من الجنوب، وبلغاريا ورومانيا من الغرب. البحر الاسود بحرٌ داخليٌّ وله شكلٌ بيضويٌّ، ويرتبط بالمحيط الأطلسي عن طريق مضيق البوسفور، وكذلك بحر مرمرة ومضيق الدردنيل، والبحر الأبيض المتوسط وبحر إيجة، وتقع فيه شبه جزيرة القرم بالشمال والتي يحدها من الشرق مضيق كيرتش الذي يربط البحر الاسود ببحر أزوف.
تاريخ البحر الاسود
عبر التاريخ، كان البحر الاسود ممرًا مائيًّا على مفترق طُرُق العالم القديم، إلى البلقان غربًا والسهول الأوراسية شمالًا، والقوقاز وآسيا الوسطى شرقًا، وبلاد الرافدين جنوبًا، ومن المعروف أن الفينيقيين القدماء هم أول من عبروا هذا البحر، في حين قام المؤرخ اليوناني هيرودوت ( Herodotus) بوصف السواحل الشمالية للبحر في القرن الخامس قبل الميلاد، وكذلك كتب الإغريق عن أول ملاحة فيه في القرن الرابع قبل الميلاد.
شهد هذا البحر على العديد من الصراعات والحروب بين كثيرٍ من الشعوب، كالحوثيين والكاريانسيين (Carians) والإغريق والرومان، والبيزنطيين والقوطيين، وقبائل الهون (Huns) وقوم الآفار (Avars) والبلغار (Bulgars)، والصليبيين وشعب البندقية، والتتار والعثمانيين والرّوس. عُثر في هذا البحر على أقدم ذهب معالج في العالم والذي يعود للأوروبيين القدماء الذين تركوه في فارنا، ومعظم الموانئ القديمة موجودةٌ على سواحله، إذ بعضها أقدم من الأهرامات حتى، كما كان موقعًا بحريًّا هامًّا للحربين العالميتين الأولى والثانية.
مناخ البحر الاسود
يعتبر مناخ هذا البحر قاري، فهو يخضع لتغيرات درجات الحرارة الموسمية، إذ يتّصف الجزء الشمالي الغربي منه بشتاءٍ باردٍ وصيفٍ حارٍّ وجافٍّ، في حين أن الجزء الجنوبي الشرقي محمي بالجبال العالية، وبالتالي يمكننا القول أنه ذو مناخٍ شبه استوائي رطب مع هطولاتٍ مطريةٍ كبيرةٍ، وشتاء دافئ وصيف رطب.
لماذا سمي البحر الاسود بهذا الاسم
أطلق الإغريق على البحر الاسود اسم “البحر غير المريح” وذلك لصعوبة التنقل فيه، وبسبب استيلاء القبائل المعادية على شواطئه. بعد ذلك أطلق عليه المستعمرون اليونانيون اسم “البحر المضياف”، وأما سبب تسميته البحر الاسود فيعود إلى عددٍ من الفرضيات وهي:
إن مياه البحر مليئةٌ بكبريتيد الهيدروجين إذ لا توجد في طبقاته العميقة سوى بكتيريا الكبريت، فالأشياء المعدنية، كالسفن والنباتات الميتة وكل شيءٍ يغرق فيه، تُغطى بطبقةٍ من الحمأة (المياه السوداء) ناتجة عن التركيز العالي لكبريتيد الهيدروجين، وبالتالي يُسمى البحر الاسود.
من وجهة نظرٍ أخرى، يقول البحارة أنه في العواصف الشديدة في فصل الشتاء كانت مياه البحر الاسود تبدو مظلمةً للغاية وسوداءَ، وهذا سبب تسميته بهذا الاسم.
هل يمكن السباحة في البحر الاسود
على عكس البحار الأخرى، يتميز البحر الاسود بعدم وجود أي تذبذباتٍ في مياهه، وبالتالي عدم وجود أي ارتفاعٍ أو انخفاضٍ في مستوي المياه، مما يجعله هادئًا طوال الوقت، لذلك من الممكن السباحة فيه، بل وتعتبر السباحة فيه تجربةً ممتعةً، بفضل ميزاته الغريبة والمختلفة عن بقية المسطحات المائية، بما في ذلك المستوى العالي من المعادن والأملاح، ما يجعلك تطفو فيه بسهولةٍ.