طرائف عراقية
عام 1936 شارك وفد كشفي عراقي في مهرجان
الكشافة العالمي، في العاصمة الالمانية برلين، وتم اختيار اعضائه من قبل الملك
غازي لكونه كان في فتوته من الكشافة العراقية ببغداد، وكان يراسهم الفنان التشكيلي
حافظ الدروبي .
وعند وصول الوفد العراقي مع الوفود
العالمية المشاركة الى مدينة برلين الالمانية وفي اكبر ملاعب كره القدم هناك حيث
جرى حفل الافتتاح وبحضور المستشار الالماني آنذاك ادولف هتــــلر .
بدئت الفرق المشاركة تتقدم وتصل الى المنصة
لتقوم بتأدية النشيد الوطني الخاص ببلدانها حيث يقف هتـــــلر محيـــــاً لهم .
عندها لاحظ الفريق العراقي ان لديه مشكلة،
لكونه لم يكن يعرف ماهو النشيد الوطني، إذ لم يكن للعراق نشيدا وطنيا بعد، عندها
بدا الارتباك واضحاً على اعضاء الفريق.
وهنا جاء تدخل الفنان التشكيلي العراقي
حافظ الدروبي، وقال اطمئنوا أنا سأقوم بأداء النشيد الوطني، وما عليكم الا ان
تقوموا بالرد بعدي بكلمة (بلي).
وبعد مرور الفريق العراقي امام المنصة،
وامام استعداد هتلر لسماع النشيد الوطني العراقي، وبالفعل بدا حافظ الدروبي
بالانشاد
بلية .. بلبول
فيردد الفريق .. بلي
ما شفت عصفور .. بلي
ينكر بالطاسة .. بلي
حليب وياسة .. بلي
وهكذا الى نهاية الأنشودة ..... وعندها
انتهى الأمر بسلام.
لكن والاغرب من ذلك كله ان الجمهور
الالماني الذي كان يملىء المدرجات او الحاضرون في منصه التحيه بما فيهم هتلر نفسه
... قد تفاعلوا في الامر وازداد حماسهم واخذوا يرددون (( بلي )) مع الفريق العراقي
وتمايل الحاضرون طربا واخذ صوت الجمهور الذي كان يغص به الملعب يطغي على صوت
العراقيين الذين شدهم ....نشيد ((بلي))!!!!!!
وهكذا تخلص العراقيين من الاحراج ومر
الامر بسلام .. وبقت الذاكره والتاريخ يحفض الموقف لنا ...
تذكر المصادر التاريخية العراقية، أن هذا النشيد طوره يهودي اسمه (بلبول)
كان يعلم الأطفال السباحة، وحالما تكمل الدورة ويتقنون السباحة يقودهم في مسيرة
سباحية أمام ذويهم من محلة السنك في وسط بغداد إلى كرادة مريم قرب دورة نهر دجلة، وهو
يسبح أمامهم وينشد بصوت جهوري على أنغام المقام «بلبلي بلبول.. يا أولاد بلبول»،
وهم يرددون وراءه ويضربون بهمة وعزيمة صفحة مياه نهر دجلة بأذرعهم وأرجلهم بإيقاع
الأهزوجة ويهتفون وراءه: « بلي... بلي» بينما تزغرد أمهاتهم وأخواتهم على الشاطئ
فرحا بهم وتشجيعا لهم، ثم تدفع كل واحدة منهن نصف روبية أجدرا عن ابنها لبلبول
اليهودي.