التمييز العنصري يعني الاعتقاد بإمكانية تقسيم البشر إلى كيانات بيولوجية منفصلة.
- التمييز العنصري يعني الاعتقاد بإمكانية تقسيم البشر إلى كيانات بيولوجية منفصلة، يسمى كل كيان “جنس”، وذلك على مبدأ أن هناك علاقة سببية بين السمات الجسدية الموروثة للشخص، وصفاته الشخصية والفكرية والثقافية والأخلاقية، وغيرها من السمات السلوكية، وعلى ذلك الأساس، اعتبار أن بعض الأجناس متفوقة ومترفّعة على غيرها بالفطرة.
- قد يحدث أيضًا عندما يُعامل شخص ما بشكل مختلف أقل أهمية، أو لا يُمنح نفس الفُرص التي يتلقاها غيره، على الرغم من وضعه المماثل له، مثلًا، رفضَ صاحب متجر توظيف أحد السكان الأصليين للعمل لديه، ووظف بدلًا من ذلك شخصًا من عِرق مختلف وأقل خبرة، لمجرد أن وجود شخص من السكان المحليين جعل صاحب العمل يشعر أنه يفقد عملاؤه، قد يمكننا تسمية ذلك تمييزًا عنصريًّا.
- طبعًا اليوم، لا يُطبّق المفهوم على الأشخاص بطريقة فردية فقط، يتعدى المصطلح ذلك ليشمل المؤسسات الاجتماعية، أو الأنظمة السياسية أو الاقتصادية أو القانونية، التي تشارك بدورها في التمييز على أساس العرق، تدعمه وتعزز “عدم” المساواة العرقية في الثروة والدخل والتعليم والرعاية الصحية والحقوق المدنية، وعلى إثر ذلك، أصبح هناك عنصرية مؤسسية، أو عنصرية هيكلية، أو عنصرية قانونية، وتبلورت هذه المفاهيم مع ظهور نظرية العرق النقدي في الثمانينات، وأخيرًا، في أواخر القرن العشرين، تم الاعتراف بمفهوم العرق البيولوجي باعتباره اختراعًا ثقافيًا بدون أي أساس علمي.
- يتعدى التمييز العنصري أيضًا حدود اللون والعرق ليستوطن الجنس، التفريق بين الذكر والأنثى في العديد من المجتمعات، فعندما يؤخذ عِرق المرأة أو لونها بعين الاعتبار، إلى جانب جنسها “كأنثى”، يُصبح عبء التمييز العنصري مزدوجًا، ويَلحق ذلك التعصب الواضح بالإضافة إلى التهميش.
نشوء العنصرية
- ترعرعت العنصرية في قلب مفهوم العبودية في أمريكا الشمالية، وبرزت في أنشطة الاستعمار وبناء الإمبراطوريات للأوروبيين الغربيين، كان ذلك في القرن الثامن عشر.
- اختُرعت أيضًا فكرة العرق لتضخيم الاختلافات بين الأشخاص ذوي الأصول الأوروبية، وأولئك المنحدرين من أصول إفريقية الذين استُعبد أسلافهم قسرًا، ونُقلوا قسرًا إلى الأمريكتين.
- وُصف هؤلاء الأفارقة وأحفادهم الأمريكيين من أصل أفريقي على أنهم بشر “بدرجة أقل”.
- حاول بعدها أنصار العبودية تبرير نظام الاستغلال ذلك ودعمه، والحفاظ عليه مع تصوير الولايات المتحدة على أنها حِصن وبطل يدافع عن حرية الإنسان وحقوقه، وتحاول تأمين المؤسسات الديمقراطية والفُرص غير المحدودة، ومع حلول القرن التاسع عشر، كانت قد نضجت العنصرية وانتشرت في جميع أنحاء العالم.
- وفي العديد من البلدان، بدأ القادة يفكرون في المجموعات الإثنية (العرقية) لمجتمعاتهم، وتسميات خاصة للأجناس “العليا” و”الدنيا”، استُغلت تلك الأجناس منخفضة المكانة، وأصبح التمييز ضدهم شائعًا.