هي أبواب تفصل بين المسجد الذي بارك الله حوله، وبين أي أرض أخرى.
ـ الأبواب في مدينة القدس، أو تلك التي يعبر المصلون من خلالها لأداء الصلاة في المسجد الأقصى، هي أبواب تفصل بين المسجد الذي بارك الله حوله، وبين أي أرض أخرى، إنه المكان الذي أسري بالنبي الكريم إليه من المسجد الحرام، وهو قبلتهم الأولى وثالث مساجدهم التي تشد إليها الرحال.
باب العامود
ـ يقع باب العامود في منتصف الحائط الشمالي لسور القدس، وهو قوس مستدير يرتكز على عامودين ضخمين مصنوعين من الحجارة القديمة والمنحوتة، وبعد الدخول من هذا الباب يُوجد ممر يُوصل إلى داخل المدينة، ويعود تاريخ هذا الباب إلى عهد السلطان العثماني سليمان القانوني، وقد أقيم فوق آثار باب برقى الذي يرجع للعهد الصليبي، ولاحقاً في عهد الامبراطور هادريانوس أُضيف عامود داخل الباب وفقاً لما ظهر في خريطة الفسيفساء التي عُثر عليها في الكنيسة البيزنطية في مادبا، وبقي هذا العامود حتى الفتح الإسلامي، ولهذا سُمي هذا الباب بباب العامود، كما أنّه سُمي سابقاً بباب دمشق؛ لأنّه كان الباب الذي تخرج منه القوافل إلى دمشق، ويُعتبر باب العامود أحد أهم وأجمل أبواب البلدة القديمة في القدس.
باب الساهرة
ـ يقع باب الساهرة في الجزء الشمالي من سور القدس على بُعد نصف كيلومتر شرقي باب العامود، وله أسماء أخرى، مثل: باب هيرودوس، أو بوابة حيرود كما سمّاه الصليبيون، ويُعدّ باب الساهرة أحد أحدث بوابات البلدة القديمة في القدس، حيث أنّها كانت بوابةً صغيرةً قليلة الاستخدام في عهد السلطان سليمان القانوني، وفي عام 1875م بُنيت البوابة الحالية لإفساح المجال أمام عدد السكّان المتزايد للدخول والخروج من المدينة براحة أكبر.
باب الأسباط (باب الأسود)
ـ يُشبه باب الساهرة في شكله، ويرجع تاريخه أيضاً إلى عهد السلطان سليمان القانوني، ويقع في الحائط الشرقي لسور القدس، كما يُطلق عليه الغربيون اسم باب القديس اسطفان، ويتّسم باب الأسباط بوجود أربعة نقوش عليه على شكل نمور، والتي يخطىء الناس بالغالب ويعتقدون أنّها أسود، وتوجد روايتان لسبب وجود هذه النقوش، وهما:
ـ تُفيد الأولى أنّها نُقشت بأمر من السلطان سليمان القانوني كنصب لتخليد مناسبة انتصار العثمانيين على المماليك في بلاد الشام.
ـ تُفيد الثانية أنّ السلطان سليم الأول (الذي سبق السلطان سليمان) كان قد هدد بتدمير المدينة عندما وصلها، فهاجمته أسود دفاعًا عنها، ولم تتركه إلا عندما وعد بأن يحميها ويبني سوراً حولها.
باب المغاربة
ـ يُعتبر باب المغاربة أصغر أبواب القدس ويقع في الحائط الجنوبي لسور القدس، وتُشير بعض الدراسات إلى أنّ باب المغاربة لا يُعدّ مـن أبواب السور الأصليه فهو بالأصل عبارة عنبرج بُني عام 1540م، ووسّع لاحقاً وتحديداً عام 1953م بهدف تسهيل خــروج الســيارات و عبــور المجاوريــن للبلــدة القديمــة.
ـ بُني باب المغاربة في عهد المماليك وتحديداً خلال فترة حكم سلطان مصر؛ الملك الناصر محمد بن قلاوونفي، في عام 1313م، وقد أُطلق عليه هذا الاسم لأنّه كان البوابة التي يعبر من خلالها القادمون من المغرب الإسلامي لزيارة المسجد الأقصى، كما أنّه عُرف بعدّة أسماء أخرى، أشهرها: باب البُراق، وباب النبي، وباب حارة المغاربة، والتي تُعتبر من أشهر حـارات القـدس، والتي سُميت بذلك نسـبةً لسكانها مـن المغـرب العربي؛ تونـس، والجزائـر، والمغـرب، والـذين أقامـوا بـها مُنـذ العهـد الأيوبي، إلا أنّ مباني هـذه الحـارة دُمّرت وهُجّر سـكانها بعـد عـام 1967م مـن قِبـل سـلطات الاحتلال الإسرائيلية.
باب النبي داود
ـ يقـع بـاب النبـي داوود فـي الجزء الغربـي مـن الجـدار الجنوبـي لسور القدس، ويعود سبب تسميته بهذا الاسم لأنّه يوصـل الـى مقـام النبـي داوود الـذي يُعد معلماً تراثياً مُهماً لجميع أصحاب الديانـات الســماوية الثلاثة، وهو أحد بوابات القدس القديمة التي كانت مغلقة طوال الفترة (1948م- 1967م).
ـ بُني هذا الباب في عهد السلطان سليمان القانوني أيضاً عندما أعاد بناء سور المدينة، إلا أنّ تطويــره وأغلــب الأعمال المعماريــة فيــه كانت خلال الفتــرتين المملوكيــة والعثمانيـة، ويُطلق عليه "باب صهيون" كما ورد في الأدبيات الغربية، ويعود سبب تسميته بهذا الاسم لأنّ يُؤدي إلـى الجزء الجنوبي مـن تلـة صهيـون، ويتشابه التصميم المعماري لهذا الباب مع تصاميم الأبواب الأخرى من حيث؛ الممرات، والزخارف، والنقوش الكتابية، وغيرها.
باب الخليل
ـ يقع في الجدار الغربي لسور القدس كما يُسميه الغربيون باب يافا؛ وقد بُني هذا الباب خلال العهد العثماني، ويرجع تاريخ بنائه إلى العام 1538م-1539م، كما ساهم السلطان العثماني سليمان القانوني في رعاية هذا الباب والحفاظ عليه، ويُعدّ باب الخليل الباب الوحيد الذي يستقبل القادمين إلى مدينة القدس القديمة من مدينتي الخليل ويافا الواقعتين غرب وجنوب مدينة القدس، لذلك سُمِّي باسميهما، ويوجد لهذا الباب 4 واجهات؛ 3 منها خارجية بحيث يمكن رؤيتها من الخارج بوضوح، أما الواجهة الرابعة فتُرى من داخل المدينة.
ـ ويُشبه التصميم المعماري لباب الخليل تصميم البرج البارز عن السور، وهو يُماثل تصميم بقية أبواب سور القدس التي بُنيت في عهد العثمانيين، وبُنيت الواجهتان؛ الجنوبية والغربية، من عدّة صفوف من الحجارة المنظمة، وتحتوي الواجهة الجنوبية في وسطها على لوحة كتابية يبلغ طولها 120 سم وعرضها 60 سم، كُتب عليها اسم السلطان سليمان القانوني الباني لسور القدس أمّا كلّ من الواجهة الغربية والشمالية فقد فُتِح مزغل في وسطها، حيث يُمكن الوصول لداخل باب الخليل من خلال الفتحة أو الباب الموجود في الواجهة الشمالية.
الباب الجديد
ـ يرجع تاريخ هذا الباب إلى عام 1898م، ويقع في الجزء الشمالي لسور مدينة القدس غرب باب العامود، ويبعد عنه حوالي كيلومتر واحد، ويُعتبر أحدث الأبواب التي بُنيت في مدينة القدس القديمة، بالتالي سُمي بهذا الاسم لأنّه جديد نسبياً ويُعرف أيضاً بباب عبد الحميد، لأنّه أُنشئ في زمن السلطان عبد الحميد الثاني بمناسبة قدوم الامبراطور الألماني غليوم الثاني لزيارة مدينة القدس؛ بهدف تكريمه وتسهيل وصول موكبه إلى كنيسة القيامة، حيث لم تكن أيّ من البوابات تُمكّنه من الوصول مباشرةً إليها.
ـ ويُشـبه بـاب الجديـد بـاب المغاربـة في تصميمه المعماري وبنائه، وقــد فُتــح هذا الباب ليُســهل خــروج ودخــول الســكان المقيمين فـي المنطقـة الشـمالية الغربيـة مـن البلـدة القديمـة مـن والـى خـارج المدينـة.