بايزيد الثاني بن محمد الفاتح ثامن السلاطين العثمانيين

بايزيد الثاني بن محمد الفاتح ثامن السلاطين العثمانيين

وصلت الفتوحات في عهده لدولة البندقية التي انتصر عليها، فاستنجدت بملك فرنسا والبابا، فقامت حروب صليبية بين الطرفين

ولد بايزيد في القرن التاسع الهجري سنة 851هـ المُوافقة لِسنة 1447م، وكان أكبر أولاد أبيه السلطان محمد الفاتح. حكم في عهد أبيه مقاطعة أماسيا. تولى السلطنة بعد أبيه عام 886هـ ، الموافق 1481م، بعد أن نازعه أخوه جم عليها.

-كان ميالًا للسلم أكثر منه إلى الحرب، محبا لِلعلوم والآداب مشتغلًا بها، ولِذلك سماه بعض المُؤرخين العثمانيين «بايزيد الصوفيّ»، اضطرته التحديات الداخلية والخارجية للتخلي عن سلميته التي اتسم بها، وكانت أول حروبه داخلية، ذلك أن أخاه جَمًّا أدعى الأحقية بِالعرش، ولمَّا فشل في ذلك عرض على أخيه اقتسام الدولة بينهما، فيختص فيأخذ هو البلاد الآسيوية وبايزيد بِالبلاد الأوروبية، فلم يقبل بايزيد، بل حاربه حتى أجبره إلى الالتجاء لِلدولة المملوكية، ثم عاد جَمّ فيما بعد إلى الأناضول وحاول مجددا فهزم مرة أخرى، واضطر إلى الهروب مجددا وعاش بقية حياته منفيا في أوروبا الغربية.

-وصلت الفتوحات في عهده لدولة البندقية التي انتصر عليها، فاستنجدت بملك فرنسا والبابا، فقامت حروب صليبية بين الطرفين.

-سعى السلطان المملوكي أبو النصر قايتباي إلى السيطرة على إمارة ذي القدريَّة الخاضعة لِلسيادة العثمانية، فاستقطب أميرها وحرضه على العثمانيين، فوقعت عدة مناوشات حدودية بين الطرفين لم تهدأ إلَّا بِوساطة السُلطان الحفصي أبي يحيى زكرياء بن يحيى الذي نجح بِإقناع الطرفين بإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل بداية الاحتكاك.

-تمكن السلطان بايزيد من استعادة العلاقات مع الدولة المملوكية، بعد وفاة السلطان قايتباي واعتلاء السلطان قانصوه الغوري مكانه، حيث استأنفت العلاقات، وبدأ عهد التعاون بين الدولتين، فأرسل بايزيد عتادا وموادا أولية إلى مصر برفقة كبار الخبراء العسكريين والفنيين لِصناعة سفن حربية متطورة في ميناء السويس بِهدف مواجهة الخطر الپرتغالي المُتصاعد في بحر القلزم (الأحمر)، وتواترت الرسائل الوديَّة بين الطرفين التي عكست رغبة العُثمانيين والمماليك بِتصفية الأجواء بين دولتيهما.

-شهد عهده سقوط الأندلس وخروجها من أيدي المسلمين بِدُخُول الملكين الكاثوليكيين فرديناند وإيزابيلَّا مدينة غرناطة، وقد استنجد المسلمون الأندلسيون بِالسلطان العثماني ونظيره المملوكي لِتخليصهم مما هم فيه، فأرسل بايزيد أساطيله لحمل المسلمين واليهود الهاربين من الاضطهاد والقتل إلى البلاد الإسلامية المُجاورة، بما فيها الأراضي العثمانية، كما قصف العثمانيون بضعة مدن خاضعة لِمملكة قشتالة انتقاما للمسلمين من جهة، ولِإلهاء النصارى وشغلهم عن الأندلسيين الهاربين.

- شكَّلت العمليات العسكرية في الاندلس بداية الجهاد البحري، فقد أخذ الكثير من البحارة المسلمين يغيرون من تلقاء أنفسهم على السفن القشتاليَّة والپُرتُغاليَّة والإيطاليَّة انتقاما لِلأندلُسيين، وكان الشاهزاده قورقود بن بايزيد أول من احتضن هؤلاء البحارة وأمن لهم الحماية، ومدهم بالمؤن والعتاد والذخائر.

-ظهرت في عهده السلالة الصفويَّة الشيعية في أذربيجان، وسيطرت بزِعامة قائدها الشاه إسماعيل بن حيدر على أغلب البلاد الإيرانية، وقد فرض الشاه إسماعيل التشيع على الناس ثم أخذ دعاته يتغلغلون بين قبائل التركمان في الأناضول الشرقية وأرمينية ويهددون الهيمنة العثمانية في تلك البلاد، فتصدَى لهم الشاهزاده سليم بن بايزيد وألحق بهم هزائم في عدة مواقع.

-تكدَّر صفاء حياة بايزيد الثاني في سني حكمه الأخيرة بِعصيان أولاده له، لِكثرة تدخل الساسة والوزراء والقادة العسكريين بِامور ولاية العهد، وبعد ان اشتد عليه المرض وأصبح غير قادر على معالجة أمور الحكم بِكفاءته، دعم كل فريق أحد أولاد السلطان، فحدثت فتنة في البلاد، لكنَّ الغلبة كانت في نهاية المطاف من نصيب ولده سليم، الذي التفَّ حوله قادة الجيش لِإصراره على مواجهة الخطر الصفوي والتعامل معه بجديةٍ فائقة، فتنازل بايزيد عن الملك لِولده سليم وسافر لِلاعتزال في بلدة ديموتيقة، فتُوفي في الطريق، ونقل جثمانه إلى إسلامبول ودفن فيها.

شارك المقال

مواضيع ذات صلة

أقسام الموقع