أوراق من تاريخ العراق المعاصر: حلف بغداد

أوراق من تاريخ العراق المعاصر: حلف بغداد

انعقدت الجلسة الأولى للحلف بالعاصمة العراقية، ولهذا سمي حلف بغداد

-عاش العالم بمختلف دوله فترة ما قبل الحرب العالمية الأولى والثانية تحت وطأة الأطماع الألمانية التوسعية، إذ كانت تسعى للسيطرة على العالم ما أدى إلى حدوث الحرب العالمية الأولى والحرب العالمي الثانية، وقبل هذا التاريخ كانت القوى الكبرى تتمثل ببريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد السوفيتي، انتهت الحرب العالمية الثانية وظهرت دول أقوى اقتصادياً وعسكرياً وهي؛ الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي، وعلى الرغم من تحالفهما مع بعضهما إلّا أنه بعد انتهاء الحرب أصبحتا القوتين المتنافستين على زعامة العالم، وأطلق على هذا التنافس الحرب الباردة وأسس كل منهما حلف عسكري اقتصادي لحمايته من الآخر ولتوسيع مناطق نفوذهما:

*حلف شمال الأطلسي (الناتو) بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية ودول غرب أوروبا ويعتمد على مبادئ الاقتصاد الحر الديمقراطي (المعسكر الرأسمالي) وكان ذلك عام 1949.

*حلف وارسو بزعامة الاتحاد السوفيتي، وضم دول أوروبا الشرقية والصين، ويعتمد على مبادئ الاشتراكية كعقيدة لمواجهة الأخطار المحتملة من حلف شمال الأطلسي، تم تأسيس الحلف عام 1955 أي بعد تشكيل حلف الأطلسي.

-كانت بريطانيا تملك نفوذا في منطقة المشرق العربي، ومع بدء الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي بقيادة أميركا والشرقي بقيادة الاتحاد السوفياتي، رأى الغرب وجوب بقاء الشرق الأوسط تحت الهيمنة والنفوذ، وهو نقطة الاتصال بين الشرق والغرب، فضلا عن كونه غنيا بالنفط والموارد، فأُعلن عن تشكل "حلف بغداد" الذي ضمّ لى جانب بريطانيا؛ العراق وتركيا وباكستان وإيران، بهدف إيقاف المد السوفياتي.

-انعقدت الجلسة الأولى للحلف بالعاصمة العراقية، ولهذا سمي حلف بغداد، وجرت قبل ذلك مفاوضات كثيرة مع مصر بزعامة جمال عبد الناصر لإقناعها بالانضمام، لكنها رفضت، وكان الغرب يدرك تماما أن مصر إذا وافقت فسيوافق العرب، وعندما تعنّت عبد الناصر ذهبوا لإقناع حلفائهم في بغداد.

-التوقيع على الحلف والمصادقة عليه في مجلس الأمة العراقي، لاقى معارضة شعبية واسعة، وأصبح شعار سقوط حلف بغداد شعارا وطنيا للحفاظ على وحدة الصف العربي، فضلا عن أن الحلف تكتل من التكتلات المرتبطة بالغرب، وهذا يناقض سياسة الحياد التي تؤمن بها الحركة الوطنية العراقية حينها.

-الحلف يعد واحداً من أهم أسباب انقلاب 1958 الذي أطاح بالحكم الملكي في العراق، ليعلن عبد الكريم قاسم في 24 مارس/آذار 1959 انسحاب العراق من الحلف الذي لم يكمل عامه الرابع، وتغير اسمه إلى "الحلف المركزي".

شارك المقال

مواضيع ذات صلة

أقسام الموقع