قامت حروب بين الدولة العثمانية وروسيا في عهده على إثرها احتلت روسيا بعض مناطق الدولة العثمانية
-هو ابن السلطان مصطفى الثاني، ولد في 4 محرم سنة 11108 (الموافق 3 أغسطس سنة 1696). ولما تولى لم يكن له من السلطة إلا الاسم فقط، وكان النفوذ بيد الصدر الأعظم باترونا خليل، يولي من يشاء ويعزل من يشاء تبعًا للأهواء والأغراض.
-كان السلطان عاقلًا وحليمًا، فأدرك أن المقاليد بيد باترونا خليل ومن معه في هذه الفترة فلم يشأ أن يتهور فتقلب الأمور عليه وعلى الدولة، ولذلك هادنه، وأشركه في الديوان، وتعامل مع الأمور بشكل طبيعي لعدة أسابيع حتى اطمئن باترونا إلى نجاح تمرده، ثم تم ترتيب سري كبير للتخلص منه، وتعاون في هذا العمل مع السلطان الصدر الأعظم، وخان القرم، وقائد البحرية السابق، بالإضافة إلى عدد من قادة الإنكشارية، وفي 25 نوفمبر 1730م، وفي أثناء اجتماع للديوان بوجود السلطان، قامت فرقة من الجيش باغتيال باترونا، واثنين من كبار مساعديه، وقامت عدة فرق في وقت متزامن بالقبض على أعوانه في المدينة، والذين تراوحت أعدادهم بين عشرة آلاف وثلاثين ألفًا، وتمَّ إعدام عدد كبير منهم، وبذلك اجتُثَّ التمرد من جذوره، أدت هذه الإجراءات إلى خمود الفتنة، وظل الحال هادئًا على المستوى الداخلي بقية فترة حكم السلطان.
-بعد مقتل باترونا خليل وأعوانه وجهت الدولة اهتمامها إلى الشرق لمواجهة النمو المفاجئ لإيران تحت قيادة نادر الإفشاري، وبذلك قامت الحرب الإيرانية العثمانية.
-أمر السلطان عام 1731م بإعداد جيش مناسب لحرب الصفويين، وبعد أن قرر الشاه الصفوي طهماسب الثاني غزو أرمينيا لاستعادتها من الدولة العثمانية، أخرج العثمانيون جيشين لمواجهته؛ الأول خرج من إسطنبول على رأسه القائد حكيم أوغلو باشا، وتوجه إلى أرمينيا، وجيش خرج من بغداد على رأسه واليها القوي أحمد باشا، واتجه إلى غرب إيران الخالية تمامًا من الجيوش الإيرانية الموزعة الآن بين خراسان مع القائد نادر الإفشاري أخا طهماسب، وأرمينيا مع الأخير. حقق الجيشان نجاحًا كبيرًا، فتمكن أحمد باشا من السيطرة على أقاليم إيران الغربية، وأخذ كرمنشاه، وهمدان، وفي الوقت نفسه انتصر حكيم أوغلو باشا على طهماسب في أرمينيا، واسترد كل ما كان في يد العثمانيين سابقًا من إقليم أذربيچان، بل واسترد كذلك مدينتي أورمية وتبريز المهمتين في إيران، وقطع طريق العودة بذلك على الشاه، ولم يَدْرِ ماذا يفعل.
-اضطر الشاه طهماسب لطلب السلام مع العثمانيين، وبعد مفاوضات سريعة وقعت معاهدة عرفت بمعاهدة أحمد باشا، في 10 يناير عام 1732، وفيها وافق الشاه على إعادة كل الأراضي التي أخذها القائد نادر الإفشاري العام المنصرم من الدولة العثمانية باستثناء تبريز.
-بعد هزيمة الصفويين خلع نادر الإفشاري أخاه الشاه طهماسب الثاني بالقوة، ووضع على العرش ابنه الرضيع عباس الثالث، وكان يبلغ من العمر ثمانية شهور فقط، ليصبح الحاكم الفعلي للبلاد، وأعلن عدم موافقته على المعاهدة المبرمة مع العثمانيين، وبدأ بتجهيز جيش ووجه إلى بغداد، التي كان يدرك أهميتها لدى العثمانيين، ويريد أن يأخذها ليقايض بها على چورچيا وأرمينيا، ولم ينتظر مرور الشتاء، بل وجه إليها جيشه وحصارها في 12 يناير 1733م، بجيش تعداده 300 ألف مقاتل.
-لم يتمكن والي بغداد أحمد باشا من الخروج خارج المدينة، ولكنه أبدى وجيشه مقاومة بطولية لمنع الغزو، وبنى الصفويون في خلال هذا الحصار 2700 برج للحصار، وجاء جيش الإنقاذ من إسطنبول بعد سبعة أشهر من الحصار، يضم 8 آلاف مقاتل تحت قيادة القائد القدير طوبال عثمان باشا، التقى الجيشان في سامراء على بعد 100 كيلو متر شمال بغداد، انتصر فيها العثمانيون انتصارًا كبيرًا. وفقد الصفويون في المعركة 30 ألف جندي، بينما فقد العثمانيون 20 ألفًا، و رفع الحصار عن بغداد فورًا.
- قامت حروب بين الدولة العثمانية وروسيا في عهده، على إثرها احتلت روسيا بعض مناطق الدولة العثمانية، وعلى الجبهة الأوربية انتصرت الدولة العثمانية على الصرب والنمسا، واستردت بلغراد والأفلاق وعددا من الأراضي، وتعهدت روسيا بعدم بناء السفن في البحر الأسود، كما تم عقد اتفاق في عهده مع السويد ضد روسيا عام 1153 هـ بوساطة السفير الفرنسي في الآستانة.
-توفي السلطان محمود الأول عام 1168 هـ فجأة و هو يمتطي جواده بينما كان عائداً من صلاة الجمعة عند دخوله باب السراي، و عد بعض المؤرخين عصره أفخر عصر ترقت فيه المعارف السياسية لدى العثمانيين، دفن بجوار والده السلطان مصطفى الثاني في مسجد السلطانة الجديدة تورهان.