عثمان الثاني أول سلطان يسقط بانقلاب عسكري

عثمان الثاني أول سلطان يسقط بانقلاب عسكري

فكر السلطان في تطبيق إصلاحات جدية في الدولة، وكان أخطر هذه الإصلاحات ما يتعلق بالجيش

-عثمان الثاني هو السلطان السادس عشر من سلاطين آل عثمان، و الابن الأول للسلطان أحمد الأول. اعتلى عرش السلطنة بعد أن عزل عمه السلطان مصطفى الأول في (1618 - 1622).

-كان الانكشاريون هم العمود الفقري الحقيقي لجيش الدولة العثمانية. كانوا يؤخذون من أهلهم المسيحيين صغاراً، ويربون على الإسلام والولاء للسلطان، وعلى مرّ التاريخ خرج من هذا الجيش العديد من الوزراء والقادة، ليس فقط للجيش وإنّما للدولة العثمانية كلها، فقد عُيِّن الكثيرون منهم في منصب الصدر الأعظم، وهذا المنصب عملياً صاحب الكلمة العليا في كافة أنحاء الإمبراطورية، بعد كلمة السلطان، قرر السلطان الشاب تنحية بعض القادة غير الموالين له في الدولة، وبدأ أولى معاركه ضدّ دولة بولندا التي أخلّت باتفاقٍ سابق مع الدولة العثمانية. تجهّز الجيش، وقرّر السلطان عثمان الثاني أن يقود الجيش بنفسه، ليبثّ الحماسة في نفوس الجند، وهو بهذا يعود إلى عادة كان يفعلها السلاطين الأقوياء وآخرهم سليمان القانوني. وما إن حاصر جيش السلطان بولندا واشتدّ القتال، حتّى فشل الإنكشارية في دخول الحصن الذي كانت تتحصن فيه القوات البولندي.

-طلب القادة الانكشاريون أن تتوقّف الحرب وأن يعودوا أدراجهم إلى العاصمة إسطنبول، وفي نفس الوقت طالب البولنديون بالصلح، خصوصاً أنّ قائدهم قد قُتل أثناء المعارك. حاول السلطان أن يكمل معركته ولكنّ قادة الجند رفضوا، اضطر السلطان لقبول قرار قادة الانكشارية لكنّه وبّخهم في المعسكر، وعاد إلى إسطنبول وكلاهما يضمر للآخر سوءاً؛ الانكشارية لأنّ السلطان يحاول أن يسيطر عليهم ، والسلطان لأنّ الانكشارية تأبى الانصياع لأوامره.

-بسبب الفشل في حملة بولونيا، فكر السلطان في تطبيق إصلاحات جدية في الدولة، وكان أخطر هذه الإصلاحات ما يتعلق بالجيش، فنتيجة لتقاعس الانكشارية فكر السلطان في إنشاء قوات جديدة مدربة ومجهزة تجهيزاً جيداً من أبناء الأتراك والتركمان في الأناضول ليستبدل بهم قوات القابوقولو (الحاميات المركزية في الجيش العثماني) وبضمنهم الانكشارية، وفكر السلطان أيضاً في نقل عاصمته إلى بورصة إلى حين الانتهاء من تدريب القوات الجديدة ليعود بهم إلى إسطنبول ليقضي على الانكشارية. ورغم أن قراراته كانت سرية إلا أن الانكشارية فطنوا إلى الموضوع، وتسبب قرار السلطان في غلق المقاهي التي كانت أماكن تجمعهم الرئيسية خارج الثكنات والمداولة في الشئون السياسية إلى الغليان في صفوف الجيش الانكشاري.

-اتفق قادة الانكشارية على عزل السلطان في 20 مايو/أيار عام 1622، فدخلوا القصر وعينوا من جديد عمه مصطفى الأول، وفي سابقة هي الأولى من نوعها دخلوا على السلطان في مقر حريمه وقبضوا عليه بين نسائه، واقتيد بالقوة إلى ثكنات الانكشارية في إسطنبول، واعتدوا عليه شتماً وضرباً في سابقة أخرى من نوعها، ومن ثكناتهم نقلوه لسجن "الأبراج السبعة "، وهناك أعدموه بطريقتهم خنقا بوتر القوس، وهي طريقة شائعة لدى الأتراك لقتل النبلاء والأمراء.

شارك المقال

مواضيع ذات صلة

أقسام الموقع