فتوحات الأمة وانتصاراتها في رمضان: فتح انطاكية

فتوحات الأمة وانتصاراتها في رمضان: فتح انطاكية

فتحت أنطاكية من مدن الشام في عهد الخلافة الراشدة عمر بن الخطاب، عقب معركة اليرموك بقيادة أبي عبيدة بن الجراح

-يزخر تاريخ الأمة الإسلامية منذ عهد النبوة الأولى؛ بعشرات الفتوحات والمعارك والغزوات التي وقعت خلال شهر رمضان المبارك، وتحقق فيها انجازات كبيرة خالدة في ذاكرة الأيام، فأغلب الغزوات والمعارك التي قادها المسلمون في هذا الشهر الفضيل كانت تُكلَّل بالفوز والانتصار، حيث تجتمع لدى المجاهد الصائم فضيلتي مجاهـدةُ النفس ومجاهدةُ الأعداء، فإنِ انتصر تحقَّق له انتصاران؛ أولهما على هوى النفس، والثاني على أعداء الله، الموسوعة في هذا المنشور ترصد أهم الفتوحات والانتصارات التي حدثت خلال شهر رمضان.

-تمكن الظاهر بيبرس من الانتصار على الفرنجة في أنطاكية يوم 4 رمضان من عام 666هـ، بعد بسط سيطرته على الدولة المملوكية في مصر، فبعد طرد التتار من الشام إلى العراق، تفرغت جيوش مصر لقتال الصليبيين، وتم البدء بفتح المدن الواحدة تلو الأخرى؛ ففتحت قيسارية وأرسوف وصفد، ثم الكرك ويافا، وضربت قلعة عكا.

-نزل الظاهر بيبرس على حصن الأكراد، فحمل أهلها من الفرنج إليه الأعطيات فأبى أن يقبلها وقال: "أنتم قتلتم جنديّا من جيشي وأريد ديته 100 ألف دينار"، وبذلك مهّد الطريق لفتح أنطاكية، واستطاع عزلها عن المدن المجاورة، وقَطَع كل الإمدادات عنها.

-فتحت أنطاكية وهي من مدن الشام في عهد الخلافة الراشدة عمر بن الخطاب، عقب معركة اليرموك بقيادة أبي عبيدة بن الجراح، وبقيت بأيدي المسلمين إلى أن بدأت الحملات الصليبية عام 4911هـ، فسقطت بأيديهم سنة 491 هـ.

-أزال الصليبيون كل الآثار الإسلامية، وحولوا مساجدها إلى كنائس، واهتموا بتحصينها حتى بنوا عليها سورا طوله 12 ميلا، وعلى هذا السور ما يقارب 136 برجا، وفي هذه الأبراج 24 ألف شرفة، يطوف عليها الحراس كل يوم وليلة بالتناوب، فغدت من أعظم المدن في ذلك الحين مناعة وحصانة، وبقيت تحت سلطتهم لنحو 170 سنة.

-خرج ركن الدين بيبرس بجيشه من مصر إلى فلسطين، وكانت المعاهدة مع الحاكم الصليبي في يافا قد انتهت ولم تجدد، ففتح يافا وتلتها طرابلس ثم توجه إلى أنطاكية.

-خرج بيبرس من طرابلس سنة 666هـ، دون أن يخبر أحدا من قادته عن وجهته، وأوهم أنه يريد بلداً آخر غير أنطاكية، فنزل على حمص، ومنها إلى حماة، ثم إلى فامية، وكان يسير بالليل وينزل على البلاد بالنهار، حتى لا يتمكن الصليبيون من معرفة هدفه، وعمل على تقسيم جيشه إلى ثلاث فرق، اتجهت فرقة منها إلى ميناء السويدية لتقطع الصلة بين أنطاكية والبحر، وفرقة أخرى اتجهت إلى الشمال لسد الممرات بين قلقلية والشام، ومنع وصول الإمدادات من أرمينية الصغرى.

-الفرقة الرئيسية التي كانت بقيادة بيبرس توجهت مباشرة إلى أنطاكية، وضربت حولها حصارا محكما في أول رمضان سنة 666هـ، فطلب أهلُها الأمان، وأرسلوا وفدا للتفاوض معه، ولكنهم اشترطوا شروطا كثيرة رفضها بيبرس، فشدّد في حصارهم حتى فتحها، وأطلق من فيها من أسرى المسلمين.

شارك المقال

مواضيع ذات صلة

أقسام الموقع